الآلاف يطالبون بالقصاص لـ «شهداء سيناء»

تحولت مواكب شهداء الأحداث الإرهابية التى استهدفت مدرعة للجيش على طريق «العريش- الشيخ زويد»، وقسم ثالث العريش بسيارة مفخخة يقودها انتحارى، فى سيناء، إلى مظاهرات غاضبة تندد بالإرهاب وتطالب بالقصاص من القتلة.

ففى شمال سيناء، تحولت جنازة ضابط العريش النقيب عمرو شكرى، من قوة الأمن المركزى، الشهيد فى تفجير قسم ثالث العريش إلى مظاهرة ضد الإرهاب وتأييد لرجال الشرطة والجيش.

وتقدم اللواء السيد عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، واللواء على العزازى، مدير أمن شمال سيناء، والقيادات الأمنية والتنفيذية الجنازة التى انطلقت من مسجد الرفاعى إلى مقابر العريش بمنطقة الفواخرية بعد صلاة الجنازة عليه.

شارك فى الجنازة آلاف المواطنين الذين رددوا هتافات «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله»، «يسقط يسقط الإرهاب»، «حسبنا الله ونعم الوكيل».

وأكد العزازى دور تضحيات رجال الشرطة فى إعادة الاستقرار والأمن إلى محافظة شمال سيناء.

وأكد الدكتور الشافعى أحمد موسى، أحد أقارب الشهيد، أن الشهيد هو أكبر إخوته، وهم أحمد ومحمد وإسلام، ووالده لواء شرطة سابق، ووالدته وكيلة مدرسة بإدارة العريش التعليمية، وتقيم أسرته بشارع 23 يوليو بالعريش، بينما يقيم الشهيد بمحافظة الإسكندرية وهو متزوج وله ابنة عمرها 3 شهور.

وأضاف الشافعى أن الشهيد بار بأسرته ودائم الابتسامة، ويقوم بخدمة الجميع، ويتمتع بأخلاق عالية، ومحبوب من الجميع.

وفى الدقهلية، شيع المئات من أهالى قرية القلج، مركز الخانكة، صباح أمس، جثمان الشهيد الملازم أول أحمد راضى عبدالهادى الزياتى، البالغ من العمر 24 عاماً، الذى استشهد فى تفجير مدرعة على طريق (الخروبة- كرم القواديس) بمدينة الشيخ زويد، فى جنازة شعبية ورسمية مهيبة.

وتحولت جنازة الشهيد لمظاهرة ردد فيها أهالى القرية وأصدقاء الشهيد الهتافات المطالبة بالقصاص العادل والناجز من الجناة، وتقديمهم إلى محاكمة عاجلة.

وخرج الجثمان من مسجد القرية ملفوفاً بعلم مصر، وتوجه لمقابر العائلة وتقدم تشييعه وفد من الوحدة العسكرية التى كان بها الشهيد.

وأعلن المشاركون بالجنازة من كبار وشباب استعدادهم للتضحية بأرواحهم فى الحرب ضد الإرهاب، وتأييدهم التحركات التى اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لمواجهة الجماعات الإرهابية فى سيناء، مطالبين بفتح باب التطوع فى الجيش للمشاركة فى هذه الحرب المقدسة.

من جانبه، قرر المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، إطلاق اسم الشهيد على إحدى مدارس قريته.

وقال إنه يتوجه بخالص العزاء لأسرة الشهيد وأسرة القوات المسلحة، مشيراً إلى أن من يرفع السلاح فى وجه جيش بلاده أقل ما يوصف به أنه خائن وعميل.

وفى الدقهلية، شيع المئات من أهالى قرية البجلات التابعة لمركز منية النصر، أمس، جثمان المجند أحمد عبده الشربينى، 23 سنة، الذى استشهد فى التفجيرات التى شهدتها مدينة العريش أمس الأول.

وأقام أهالى القرية سرادقاً كبيراً بجوار مسجد عبده هجرس لاستيعاب الأعداد الكبيرة التى حضرت للمشاركة فى تشييع الجثمان، وعلق شباب القرية صورة كبيرة للشهيد بجوار المسجد، وسط حالة من الغضب والحزن التى سادت بين شباب القرية وأهلها.

وخرج المئات من أهالى القرية وعدد من القرى المجاورة على طول الطريق المؤدى للقرية يحملون صور الشهيد لاستقبال جثمانه، الذى وصل ملفوفاً بعلم مصر داخل إحدى سيارات الإسعاف، تتقدمها سيارتان للقوات المسلحة تحمل عدداً كبيراً من ضباط وأفراد الجيش زملاء الشهيد.

وقام جنود القوات المسلحة بحمل الجثمان إلى المسجد وتحدث الخطيب عن فضل الشهيد على أهله وفضله عند الله، مؤكداً أن الدين الإسلامى يتبرأ من الإرهابيين وأعداء الوطن.

وداخل المسجد حرص والد الشهيد على تقبيل ابنه وسط بكاء شديد من قبل جميع المشيعين.

وخرجت جنازة مهيبة شارك فيها الآلاف، وأصر أفراد القوات المسلحة على حمل الجثمان إلى مثواه الأخير، وتقدم الجنازة عدد من الشباب يحملون علماً كبيراً لمصر وصورة للشهيد، وعدد من أفراد القوات المسلحة.

وتحولت الجنازة إلى مظاهرة كبرى ضد الإخوان والإرهابيين وتنظيم داعش، وردد المشيعون هتافات «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله»، و«القصاص القصاص»، و«الشعب يريد إعدام الإخوان»، و«لا إله إلا الله الإخوانى عدو الله»، و«داعش أعداء الدين»، و«الجيش والشعب إيد واحدة ضد الخونة الإرهابيين».

وفى الفيوم، شيع أهالى قرية تطون جثمان شهيد الواجب شعبان سامى أحمد فرج، مجند القوات المسلحة، أحد ضحايا حادث انفجار مدرعة الجيش على طريق العريش- الشيخ زويد، بمشاركة محمد طلبة، رئيس مركز ومدينة إطسا، نائباً عن المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم.

وعلى جانبى طريق القرية كان المئات من أقارب وجيران الشهيد ينتظرون وصول جثمانه منذ الصباح الباكر، ولدى وصوله علت الهتافات المنددة بالإرهاب، وعقب أداء صلاة الجنازة على جثمانه فى مسجد الوداع بالقرية حمله أفراد الشرطة العسكرية بالتناوب مع شباب القرية حتى مواراة جثمانه الثرى بمدافن العائلة.

وفشلت محاولات بعض نساء القرية فى تهدئة والدة الشهيد التى انتابتها حالة من البكاء الهستيرى وهى تصرخ قائلة: «كان باقى شهرين ويخلص جيشه، عمل إيه علشان يقتلوه؟».

وصب أهالى القرية لعناتهم على الإرهاب الذى يغتال أبناءهم، فلم يمر أسبوعان على استشهاد عبدالحكيم صلاح محمود، المجند بالقوات المسلحة، الذى راح ضحية الهجوم على أكمنة أمنية بالعريش فى الثانى من الشهر الجارى، مطالبين الدولة والأجهزة الأمنية بالثأر لأبنائهم من القتلة.

وفى المنوفية، شيع أهالى مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية جثمان الشهيد مصطفى إبراهيم الصيفى، شهيد انفجار مدرعة القوات المسلحة بمنطقة الشيخ زويد بالعريش، من مسجد العباسى بمدينة شبين الكوم، بحضور الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة.

واستقبل الأهالى جثمان الشهيد من أمام مبنى الديوان العام للمحافظة، ونظموا مسيرة بالجثمان إلى مسجد العباسى، وصلوا الجنازة على الجثمان بحضور عدد من زملاء الشهيد وأفراد الكتيبة.

وردد المشيعون عدداً من الهتافات، منها «يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح»، «لا إله إلا الله الإخوان أعداء الله»، و«سامع صوت أم بينادى الإخوان قتلوا أولادى».

من جانبه أدان الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، الحادث الإرهابى الغادر الذى نال من أبنائهم، كما قدم واجب العزاء لوالد الشهيد وأسرته، مؤكداً أن دمه لن يذهب سُدى، مشيراً إلى ثقة الشعب المصرى فى قواته المسلحة فى الرد السريع والانتقام من القتلة الخونة، وأن مصر ستنتصر على الإرهاب عاجلاً أم آجلاً، وأبناء مصر لن ترهبهم تلك الممارسات الإرهابية.

وقرر محافظ المنوفية إطلاق اسم الشهيد على أحد الشوارع، وذلك تخليداً لذكراه وعرفاناً وتقديراً من المحافظة لما بذله من عطاء وتضحية فى سبيل الوطن.

وفى الدقهلية، شيع أهالى قرية «ظفر»، التابعة لمركز تمى الأمديد، والقرى المجاورة، أمس، جثمان الشهيد عريف متطوع محمد على رمضان أبوغازى 23 سنة، من أبناء القرية، الذى استشهد فى تفجير مدرعة على طريق «الشيخ زويد- العريش».

وخرجت الجنازة من مسجد الفتح الإسلامى بالقرية ورفع المشاركون فيها بنرات تندد بالأعمال الإرهابية، وصورا للشهيد ورددوا هتافات «لا إله إلا الله.. الإخوان أعداء الله»، «الشعب يريد القصاص من الإخوان»، «كلنا فداء للوطن.. كلنا فداءٌ لمصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر»، بينما أطلقت السيدات الزغاريد.

وطالب الأهالى الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعدام كل من يحاول إثارة الفوضى والعنف، وعلى رأسهم جميع قيادات الإخوان الموجودين بالسجون وجميع المتهمين فى أعمال عنف وشغب وتفجيرات.