«كلينتون» تخوض سباق البيت الأبيض: «أنا البطل الذي يحتاجه الأمريكيون «تقرير»

كتب: عنتر فرحات الأحد 12-04-2015 23:15

أعلنت السيدة الأمريكية الأولى سابقا، السناتور الديمقراطية هيلاري كيلنتون، الأحد، رسميا ترشيحها لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في 2016، في ثاني محاولة للفوز بالرئاسة، ولكي تصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في حال فوزها، بينما تبارى منافسوها الجمهوريون لشن الهجوم عليها، واتهموها بالفشل في سياستها الخارجية عندما تولت حقيبة الخارجية في الفترة الأولى من عهد الرئيس الحالي، باراك أوباما.

وقالت كلينتون في تسجيل مصور على الإنترنت، ونشره موقعها، «أنا مرشحة للرئاسة»، مؤكدة هذا الإعلان المرتقب منذ عدة أشهر. وهي في الوقت الحالي المرشح الرسمي الوحيد للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي وهي الأوفر حظا في استطلاعات الرأي.

وقالت كلينتون «الأمريكيون العاديون بحاجة إلى نصير. وأريد أن أكون ذلك النصير..لقد ناضل الأمريكيون واستردوا عافيتهم من أزمة اقتصادية صعبة. ولكن مازال الحال منحازا لمن هم في القمة». وأضافت «كل يوم يحتاج الأمريكيون إلى بطل، وأريد أن أكون هذا البطل، لكي تحظوا بأكثر من مجرد العيش، بل التقدم فيها والبقاء متقدمين».

وهيلاري هي في الوقت الحالي المرشح الرسمي الوحيد للانتخابات التمهيدية عن الحزب الديمقراطي، وهي الأوفر حظا في استطلاعات الرأي. وأعلنت في شريط الفيديو، أنها ستبدأ قريبا حملتها الانتخابية «لكسب الأصوات».

ويأتي ترشح زوجة الرئيس السابق، بيل كلينتون، بعد أن شغلت سابقا منصب وزيرة الخارجية وكانت عضوا في مجلس الشيوخ.

وستمضي كلينتون من 6 إلى 8 أسابيع في مخاطبة الناخبين وفق بيان لحملتها، وستنظم أول لقاء مع أول خطاب لها في مايو المقبل.

ويبدو طريق هيلاري هذه المرة نحو البيت الأبيض أكثر سهولة. فليس هناك أي ديمقراطي معروف أو يلقى تقديرا مثلها لدى الأمريكيين، وتفيد استطلاعات الرأي بإمكانية حصولها على حوالى 60% من نوايا التصويت في الانتخابات التمهيدية التي ستبدأ مطلع 2016.

وحتى الآن فإن أبرز المرشحين لمنافستها في الحزب الديمقراطي، هما حاكم ميريلاند مارتن أومالي، والسناتور جيم ويب الذي تقل درجة تأييده بين الديمقراطيين عن 10%.

وفي حال ترشح ديمقراطيون آخرون، فسيكون ذلك بلا أمل في فوزهم بالرئاسة، بل ربما لشغل منصب نائب الرئيس. فليست هناك أي شخصية تتمتع بوزن كبير مثل نائب الرئيس الحالي، جو بايدن، أو عضو مجلس الشيوخ، إليزابيت وارن.

وهناك ديمقراطيان فقط غير معروفين مصممان على منافستها، وهما الحاكم السابق مارتن أومالي، والسناتور السابق جيم ويب.

ويمهد أصدقاء وزيرة الخارجية السابقة الطريق منذ سنتين لترشحها. وقد جمعت المنظمة المستقلة «ريدي فور هيلاري» أكثر من 15 مليون دولار لدعم ترشيحها وتحدثت عن 4 ملايين مؤيد لها.

وتشكل سيرتها مصدر قوتها وضعفها معا. فحياة هيلاري كلينتون لا يمكن فصلها عن السلطة ما يجعلها تتمتع بخبرة في السلطتين التنفيذية والتشريعية.

وبينما قام خصومها الجمهوريون ببضع رحلات إلى الخارج، التقت كلينتون عشرات الرؤساء ورؤساء الحكومات والملوك، وتعاملت مع أزمات من ليبيا إلى روسيا. وليس هناك أي مرشح عاش في البيت الأبيض 8 أعوام من قبل.

وكتبت شون جي باري جيلز استاذة الاتصال في جامعة «مريلاند»، ومؤلفة كتاب عن هيلاري كلينتون «إنه أمر غير مسبوق، وجود امرأة لم تخدم في الجيش وتمتلك خبرة في السياسة الخارجية أكبر من كل المرشحين الآخرين للرئاسة في التاريخ الحديث، ربما باستثناء جورج بوش».

لكن هذه الخبرة التي تتمتع بها الوزيرة السابقة، تشوبها أيضا أخطاء وقضايا مالية وفضائح منذ السنوات الأولى للزوجين «كلينتون»، في السلطة فزوجها، بيل كلينتون انتخب حاكما لولاية أركنسو في 1978.

وينبش الجمهويون بلا كلل في تاريخ الفضائح من فضيحة المتدربة السابقة في البيت الأبيض، مونيكا لوينسكي، إلى هجمات بنغازي التي قتل فيها السفير الأمريكي في ليبيا، والقضية الأخيرة المتعلقة بالرسائل الإلكترونية لهيلاري كلينتون، واستخدامها بريدها الإلكتروني الشخصي في المراسلات الرسمية، ليؤكدوا أن الأمريكيين يريدون طي الصفة وانتخاب وجه جديد.

وسيتعين على كلينتون أن تنهي أزمة متعلقة باستخدامها الوظيفي لحساب بريد إلكتروني خاص أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية. ويقول جمهوريون إن تلك إشارة على ميلها للسرية. وقالت كلينتون إنها استخدمت حسابا بريديا خاصا، وإنه كان يتعين عليها استخدام الحساب البريدي الحكومي لكنها لم تخرق أي قواعد.

ووعد المرشح الجمهوري راند بول، بكشف أسرار عن تضارب مصالح مفترض في مؤسسة كلينتون، ولم يتردد في الحديث عن «فساد» الزوجين كلينتون.

وفي السياسة الخارجية، تبدو حصيلة آداء أوباما وكلينتون «فاشلة» في نظر الجمهوريين الذين يشيرون إلى ظهور تنظيم «داعش» والحربين في سوريا وأوكرانيا والفوضى في اليمن وليبيا.

وهذا هو التحدي الذي تواجهه هيلاري كلينتون، وهو إكمال مسيرة الديمقراطيين بدون الحديث عن ولاية ثالثة لأوباما.

وفي المقابل، يبدو المعسكر الجمهوري مزدحما بقدر ما يبدو المعسكر الديمقراطي فارغا، إذ يتوقع أن يترشح 12 رجلا وإمرأة واحدة. فقد أعلن إثنان، هما السناتور، تيد كروز، وزميله السيناتور، راند بول، ترشحهما رسميا، بينما يتوقع أن يعلن السناتور الجمهوري، ماركو روبيو ترشحه، الإثنين.

أما حاكم فلوريدا السابق، جيب بوش، سليل عائلة بوش، الذي يتقدم استطلاعات الرأي في هذه المرحلة الأولية، فيواصل التأكيد على أنه لن يترشح، مع أنه يجمع تبرعات بوتيرة سريعة.

وقال بوش «يجب أن نؤدي بصورة أفضل من السياسة الخارجية لأوباما وكلينتون والتي أضرت بالعلاقات مع حلفائنا وشجعت أعداءنا». ووجه السناتور الجمهوري، المرشح للسباق، راند بول انتقادا لطريقة تعامل كلينتون مع الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي بليبيا عام 2012.

ويمثل ترشيح هيلاري للسباق الرئاسي محاولة جديدة لكسر ما تسميه «أعلى وأصلب سقف زجاجي»، وقال معاونوها إن حملتها للترشح في انتخابات نوفمبر 2016 ستركز على خططها الرامية للتعامل مع عدم المساواة الاقتصادية وعلى العلامة التاريخية الفارقة بتولي امرأة مقعد الرئاسة الأمريكية لأول مرة.

وقال مدير الحملة الدعائية لكلينتون، روبي موك، إنه بينما الهدف هو فوز كلينتون بالرئاسة فإن الحملة لا تتعلق بها ولكن «بالأمريكي العادي». وأضاف في مذكرة دعائية عنوانها (كلنا هيلاري من أجل أمريكا) «نحن متواضعون.. لا نؤمن بالمسلمات.. لسنا خائفين من الخسارة.. فنحن دائما ما نتفوق.. ونقاتل في كل انتخابات يمكننا الفوز فيها. نعلم أن هذه الحملة ستحسم بالفوز على الأرض في الولايات».

وكان أوباما قد قال عن هيلاري إنها صديقته، وإنها ستكون «رئيسة ممتازة».