«فان جال» والخلطة السحرية

كتب: عمر ناصف السبت 11-04-2015 14:27

بداية موسم مليئة بالتغيرات وعدم الثبات بالتشكيل، فكل مباراة بتكتيك مختلف وتشكيل مغاير، فمرة «4-4-2» وأخرى «4-3-3» وثالثة «3-5-2»، ولكن فجأة توقف كل ذلك وأصبح التشكيل ثابتًا وتحديدًا منذ فوز يونايتد بالثلاثة على توتنهام، فعندها علم المدير الفني «فان جال» بأنه وصل إلى تشكيلته المثالية.

بليند عاد للعب كظهير أيسر بعد رحلة في العديد من المراكز قبل إصابة شاو، لتفتح الطريق أمامه للعب في مركزه الأصلي بشكل ثابت، والأهم عودة كاريك لخط وسط يونايتد، فأصبح كالمسمار الذي يربط جميع ماكينات المصنع ببعضها البعض، ومع استعادته لمستواه والتخلص من شبح الإصابات المتكررة التي عانى منها هذا الموسم، أصبح واضحًا أن كاريك هو العنصر الأهم في تشكيلة يونايتد، حيث شارك في 17 مباراة هذا الموسم، لم يسقط خلالهم يونايتد سوى في خمس مناسبات، ثلاثة منهم بالتعادل وهزيمتين فقط.

كما كانت عودة هيريرا إلى التشكيلة الأساسية أخيرًا لها مفعول السحر في خط وسط يونايتد، فأصبح هناك اللاعب القادر على نقل الكرة وإرسال التمريرات الطولية الأمامية وضرب دفاعات المنافسين، ولاعب الوسط القادر على التسديد وتسجيل الأهداف، أما سر تأخر دخوله للتشكيل فقد كان لأسباب فنية بسبب الاختلاف ما بين ثقافة فان جال التي تجبر اللاعب على الالتزام بمكانه في الملعب وقوفًا انتظارًا لوصول الكرة له، على عكس ثقافة مدرب هيريرا السابق بيليسا، والذي يعتمد على تحرك اللاعب إلى الكرة وليس العكس.

وعاد ماتا أيضًا إلى تشكيلة يونايتد الأساسية بعد غياب لفترة، والدور الجديد له كان كجناح أيمن داخلي ونجح بشكل متميز في ذلك المركز خصوصا أمام ليفربول، أما أشلي يونج فقد اجتهد طوال الموسم سواء كظهير أو كجناح وثبت نفسه كجناح أيسر مع جهد مضاعف لإثبات جدارته وتقديم الأفضل فبديله هو النجم أنخيل دي ماريا.

وكانت إصابة فان بيرسي خيرًا على يونايتد فعاد روني إلى خط الهجوم وحيدًا في ظل تراجع مستوى فالكاو وابتعاده عن التهديف بينما كان الاختراع الأفضل واللقطة الفنية الأكثر جذبًا للأنظار في طريقة لعب يونايتد هي في مروان فيلايني، ذاك اللاعب الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن يونايتد خلال الصيف.

وقام فان جال بالاعتماد على فيلايني في مكان جديد وهو كتارجت مان استغلالا لطول اللاعب الفارع وتفوقه في الكرات الرأسية، فبدلا من اللعب به في وسط الملعب فلماذا لا يتم استخدام تلك الميزة داخل منطقة الجزاء؟

ويقوم فيلايني بالانطلاق الطولي من وسط الملعب نحو منطقة الجزاء، مع إرسال هيريرا لكرات أمامية طولية، فيكون فيلايني متفوقًا على المدافعين ليس فقط بسبب طوله الفارع، ولكن أيضًا بسبب اندفاعة ركضًا فيكون هو المسيطر على الكرة ويستفيد بها يونايتد، سواء بتشكيل خطورة على المرمى أو بتحضيرها وتمريرها لأحد زملائه.

وتعتبر خطوة التوقف عن الاعتماد على الصفقات والأسماء الكبيرة في يونايتد وإلقائها جميعًا داخل الملعب وتكوين تشكيلة على حسب الأسماء، هي النقطة الفاصلة في تحسن أداء يونايتد، ففان بيرسي أصيب وأجبر فان جال على إبعاده، وفالكاو لم يقدم شيئًا، ودي ماريا يقدم مستوى متذبذبا في مقابل ثبات مستوى واجتهاد أسماء أخرى وهو ما احتاج فان جال إلى نصف موسم من التجارب في تشكيلة الفريق من أجل الاعتماد على المجتهدين، والتوقف عن دعم النجوم ورفع مصلحة الفريق أولاً.

وأثبتت طريقة فان جال التي قام بتثبيتها نجاحًا كبيرًا فحقق الفوز في آخر ثلاث مباريات أمام توتنهام، ليفربول وأستون فيلا بأداء متميز لم يكن يقدم في النصف الأول من الموسم، وأصبح يونايتد أكثر تماسكًا وتفاهمًا من ذي قبل وواصل يونايتد صعوده في سلم الترتيب فوصل إلى المركز الثالث في انتظار تأكيد نجاح تلك الطريقة في ديربي مانشستر غدًا الأحد.