مما يقض المضاجع ويُكدر صفو الحياة تنامى ظاهرة (العنوسة) فى المجتمع المصرى وبشكل يبعث على القلق وينذر بعواقب وخيمة!! ولعل أحد أبرز أسباب هذه الظاهرة - فى تقديرى - هو (ابن أمه) إذا جاز التعبير، وهو العريس المنتظر الذى يتقدم لخطبة فتاة تحت رعاية الست الوالدة (المتسلطة) والتى تبسط نفوذها على الابن، فلا يستطيع أن يرد لها طلبا أو يعصى لها أمرا!.. والأدهى أنها تقوم بتقييم العروس وفقا لقناعتها الشخصية لا وفقا لرؤية فلذة كبدها كما تبادر - سامحها الله - بفرض الشروط والضوابط اللازمة لإتمام الزيجة دون أن ينطق الابن ببنت شفة!! كذلك بعد إتمام الخطوبة لا تمنح الست الوالدة لابنها مساحة زمنية للجلوس إلى خطيبته والتحدث إليها، وتبادل وجهات النظر مما يقرب المسافات بينهما، ويزيل ما يحول بينهما وبين إتمام الزواج من عراقيل وصعاب.. ومما يؤسف له - بحق - هو عدم قدرة (ابن أمه) على مناقشة (الوالدة باشا) والاختلاف معها أو حتى التعبير عن رأيه وإبداء رغبته فى إتمام الارتباط بفتاته تاركا القرار لست الحبايب، مما يثير حفيظة أسرة الفتاة فيبادرون بغير تردد برفض العريس وضرب (كرسى فى الكلوب)!! وفى الختام أهمس فى إذن كل أم مقبل ابنها على الزواج بألا تكون قيدا يدمى معصمه، وأن تمنحه الحرية فى تقرير مصيره ورسم خريطة طريقه إلى المستقبل المأمول فيختار فتاته بملء إرادته ويؤثث معها (عش الزوجية) وفقا لظروفهما معا، وعلى النحو الذى يحقق لهما السعادة والاستقرار بعيدا عن (الحموات الفاتنات)!!
سارة محسن حتحوت