حصلت «المصرى اليوم» على الورقة البحثية المُقدمة من خبير المصريات «فرانشيسكو تيرايدى»، رئيس البعثة الأثرية الإيطالية بالأقصر، أستاذ الآثار بجامعة «كور» الإيطالية، والتى جاء فيها أن اللوحة الفرعونية المعروفة بـ«إوز ميدوم» والمعروضة ضمن مقتنيات المتحف المصرى «مُزوَّرة بالكامل».
اللوحة محل البحث، والتى يُطلق عليها اسم «إوز ميدوم»، عبارة عن صورة جدارية قيل إنها عُثر عليها في مصطبة «نفرماعت» وزوجته، حيث كان يُعتقد أنها تستخدم حلية لباب غرفة مُخصصة للزوجة في منطقة هرم ميدوم، وتبين اللوحة منظراً لثلاثة أزواج من الإوز تتغذى على الحشائش، واستُعملت ألوان طبيعية لتلوينها، فاللون الأبيض في اللوحة مُستخرج من الحجر الجيرى، فيما استخرج الأحمر من خام الحديد والأخضر من مادة الملاخيت.
يبدأ «تيرايدى» تقريره بوصف اللوحة، ويقول إن أبعادها 172 سنتيمتراً عرضاً و27 سنتيمتراً طولاً، وتُمثل منظراً لثلاثة أزواج من الإوز تتغذى على الحشائش، وقد قام الرسام بتلوينها بالألوان الطبيعية المُستخرجة من مجموعة من الخامات منها الحجر الجيرى والملاخيت والحديد، مستطرداً: «يقارنها الخبراء بلوحة الموناليزا المعروضة في باريس، إلا أن ذلك غير حقيقى، ليس لأن المستوى الفنى للوحة سيئ، لكن لأنها ليست فرعونية في الأساس».
بحسب بيان صادر من مصلحة الآثار المصرية عام 1886 تم اكتشاف اللوحة في مقبرة لموظف كبير وزوجته بمنطقة «ميدوم» الأثرية عام 1871، وقام وقتها خبير المصريات «لوجى فازيلى» بفصلها عن جدار المقبرة وإيداعها متحف بولاق لتُعرض للجمهور عام 1874، مكتسبة شهرتها العالمية منذ ذلك التوقيت.
فندت الورقة البحثية التي قدمها خبير المصريات «فرانشيسكو تيرايدى» الأسباب التي دعته إلى الشك في أثرية اللوحة، وجاء على قمتها دليل نوع «الإوز» غير المنتشر في مصر، علاوة على أسلوب الرسم الذي لم يُعهد في الفن المصرى القديم، بالإضافة إلى ألوان الظلال وطلاء خلفية اللوحة المُختلف، بالإضافة إلى مجموعة من الشقوق التي تغطى زاوية اللوحة، والتى يقول الباحث إنها غير متوافقة مع لوحة خُلعت من جدار.
ويشير خبير الآثار بجامعة «كور» الإيطالية إلى أن هناك دليلاً آخر يُظهر أن تلك اللوحة المعروضة مرسومة فوق لوحة أصلية، إذ يقول إن هناك أجزاء من اللوحة الأصلية لا تزال ظاهرة للعيان، خصوصاً في الزاوية اليمنى العلوية من اللوحة المعروضة في المتحف المصرى.
إذا كانت اللوحة وهمية، فمن رسمها؟ يجيب «تيرايدى» في ورقته البحثية على السؤال، قائلاً: إن الشخص الذي يرجع له الفضل في اكتشاف اللوحة كان يعمل أميناً في متحف بولاق في القاهرة، وكان فناناً بارعاً درس الرسم في أكاديمية الفنون بميلانو، وربما يكون هو الشخص الذي رسم اللوحة الحالية أعلى اللوحة الأثرية.
«يجب أن يعلم المصريون أن الاكتشاف ليس موجهاً ضد حضارة الفراعنة، لكنه جاء لينصفها»، يقول «تيرايدى» في تصريح خاص لـ«المصرى اليوم»، مُشيراً إلى أن إزاحة اللثام عن زيف اللوحة سيمُثل نقلة نوعية في عمليات التدقيق في أثرية اللوحات في المستقبل.
من جانبه، قال الدكتور طارق توفيق، مدير المتحف المصرى الجديد، لـ«المصرى اليوم»، إن لوحة «إوز ميدوم» إحدى أهم اللوحات الفنية في العالم، إذ لا يخلو كتاب للفن من صورتها، مشيراً إلى أن اللوحة لم يدر حولها أي شكوك «حتى الآن»، مؤكداً أنه حتى لم يقرأ الورقة البحثية، مطالباً بضرورة الحذر في تناول أي آراء جديدة ومراجعة القرائن التي يعرضها الباحث للوصول إلى حقيقة ادعائه.