العالم يفقد شيخ السينمائيين

سمير فريد الخميس 09-04-2015 19:08

توفى يوم الخميس فنان السينما البرتغالى مانويل دى أولفيرا، بعد أن أتم العام السادس بعد المائة يوم 12 ديسمبر الماضى، وأعلن الرئيس البرتغالى هانيبال كافاكو سيلفا الحداد الوطنى يومين، يوم وفاته ويوم تشييع جثمانه ودفنه فى مقبرة العائلة بمدينة بورتو حيث ولد. وقال الرئيس إنه كان «شاهداً لا مثيل له على الثقافة البرتغالية» ونعاه مهرجان كان، واصفاً إياه بالسينمائى الاستثنائى والفنان الكامل ومنارة للثقافة الأوروبية والإنسانية.

كان دى أولفيرا مخرجاً وكاتباً للسيناريو، ومونتيراً وممثلاً ورساماً ونحاتاً، وهو شيخ السينمائيين فى العالم من دون منازع، ليس لأنه عاش أكثر من مائة سنة، وإنما لأنه ظل يُخرج الأفلام من عام 1931 حتى العام الماضى، حيث عرض مهرجان فينسيا فيلمه الروائى القصير «الرجل العجوز من بيت لحم»، وأصبح المخرج الوحيد فى تاريخ السينما الذى عاصر مراحل تطورها من الأفلام الصامتة إلى الأفلام الرقمية «الديجيتال»، وكان له أسلوبه الخاص الذى يمثل خلاصة متفردة لفنون الأدب وكل الفنون، وعالمه الفنى والفكرى الإنسانى الرحب. وكما عرض مهرجان فينسيا فيلمه القصير الذى أصبح آخر أفلامه، عرض نفس المهرجان عام 2012 فيلمه الطويل الأخير الروائى «جيبو والظل»، عن مسرحية الكاتب البرتغالى راؤول براندو.

أخرج دى أولفيرا 44 فيلماً روائياً وتسجيلياً منها 17 فيلماً قصيراً و27 فيلماً طويلاً، ومن بين أفلامه الطويلة «الزيارة»: «ذكريات واعترافات»، الذى أخرجه عام 1982 بعد أن شارف على سن الخامسة والسبعين، وعبّر فيه عن سيرته، أى أنه سيرة ذاتية بلغة السينما، وقدمه إلى متحف السينما فى العاصمة البرتغالية لشبونة، وطلب عرضه بعد وفاته، وقد أعلن المتحف عن عرض الفيلم خلال إبريل الحالى.

وقد جمع دى أولفيرا فى فيلمه الروائى الطويل الأخير «جيبو والظل» بين ثلاثة من أحب الممثلين إلى قلبه، والذين غابوا عن الشاشة لتقدمهم فى السن، الفرنسية جان مورو، والإيطالية كلوديا كاردينالى، والفرنسى ميشيل لاندال، وكان من حسن حظى المشاركة فى عضوية لجنة تحكيم مهرجان أبوظبى عام 2012، حيث فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.

وأذكر أننى قلت فى اللجنة إن كلمة (الخاصة) فى اسم الجائزة تبدو وكأنها وجدت من أجل هذا الفيلم، وكان من حسن الحظ أيضاً أن اختارتنى اللجنة لتقديم هذه الجائزة إلى كلوديا كاردينالى التى حضرت المهرجان، ويومها قالت لى: إنها تحدثت مع دى أولفيرا تليفونياً، وأخبرته بفوز الفيلم، وأنه عبّر عن سعادته وتقدير فيلمه فى العالم العربى، وأنه يعرف قيمة الثقافة العربية، فقلت لها إنه شرف لى ولكل أعضاء اللجنة ومهرجان أبوظبى وأى مهرجان، أن نسعد هذا الفنان الكبير حقاً، عمراً ومقاماً، ولو دقيقة واحدة.

samirmfarid@hotmail.com