«الإفتاء» تحذر من فتاوى الجماعات التكفيرية لتبرير الأعمال الانتحارية

كتب: أ.ش.أ الإثنين 06-04-2015 12:18

حذر مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية مما سماه «موجة من العمليات الانتحارية» تستهدف المنطقة العربية والإسلامية في إطار تنفيذ مخططات وأهداف تلك التنظيمات والجماعات التكفيرية، حيث دأبت تلك الجماعات على بيع الوهم والخيال إلى الشباب المتهور ليقدم على تنفيذ عمليات تفجيرية ضد المدنيين مسلمين وغير مسلمين.

كما حذر المرصد من أن الجماعات التكفيرية تعمل بشكل مكثف على نشر فتاوى مضللة تبرر قتل النفس وقتل الغير، بل تتفاخر بالعمليات الانتحارية وتصنفها باعتبارها شهادة مشروعة في سبيل الله، وعملاً فدائيًّا يُعلي شأن منفّذه ويرفعه إلى مصاف الخالدين، سعيًا منها لجذب متطوعين جدد يحققون الأهداف المرجوة.

جاء ذلك في تقرير مرصد الافتاء الـ 15 بعنوان «العمليات الانتحارية صناعة الوهم والخيال»، والذى نقله بيان لدار الإفتاء، الأحد، وذلك في أعقاب بث تنظيم منشقي القاعدة داعش، فيديو لشاب مصري يدعى أبومصعب المهاجر، يعلن فيه مسؤوليته عن عملية انتحارية استهدفت من وصفهم بـ«المرتدين» في مدينة بنغازي.

وتناول التقرير العمليات الانتحارية التي تقوم بها التنظيمات المتطرفة تحت مسميات متعددة ودعاوى باطلة، مفندًا الفتاوى والأسانيد التي يسوقها المتطرفون لتبرير تلك الأعمال الإجرامية، والدوافع والأسباب وراء القيام بتلك العمليات، خاصة ما يتعلق منها بالدوافع الدينية والنفسية والاجتماعية، وأهم الفئات المستهدفة من تلك الجماعات لكي تكون النواة للقيام بتلك العمليات في المستقبل.

أكد التقرير أن الإسلام قد أسس دولته وجعل قاعدتها الأولى أمن واستقرار المجتمع؛ فالأمان في الدولة هو مناط الإنتاج والتقدم، فبدون الأمن لن تبقى المجتمعات، كما حارب الإسلام كافة أشكال التخريب وترويع الآمنين والإفساد في الأرض.

كما فند تقرير مرصد دار الافتاء عددًا من المداخل التي ينطلق منها الفكر التكفيري لجذب الانتحاريين منها التركيز على الباعث الديني وتصوير العمليات الانتحارية كأرقى درجات الشهادة، والعمل على ترويج الفتاوى التي تؤكد هذا المعنى، بالإضافة إلى عمليات «غسل الأدمغة» للعناصر الموالية لها، وشحنها بعقائد تحض على كره الآخر وقتاله بالإضافة إلى استغلال الباحثين عن التوبة والإقلاع عن المعاصي، باعتبار أن هذه العمليات تضمن لهم توبة صحيحة وتكفيرًا عن الذنوب والمعاصي، وأنها السبيل الأفضل للوصول إلى الجنة الموعودة.

واستعرض التقرير الأسباب النفسية المؤدية إلى القيام بتلك العمليات، والتي تركزت غالبيتها في الشعور بالإحباط واليأس من إمكانية تحقيق الطموحات الشخصية والحياتية، خاصة لدى فئات الشباب، والرغبة في الانضمام والانتماء لمجموعة تعبر عن الذات والهوية الدينية.