قال محمود الشربينى، رئيس مجلس التدريب الصناعى، التابع لوزارة الصناعة والتجارة، إن التركيبة السكانية المصرية حالياً الأفضل فى تاريخها، إذ يصل إجمالى الشباب فى قوة العمل لنحو 60% وهذا لا يتكرر إلا مرة واحدة فى حياة الأمم وعلى الحكومة والدولة استغلال هذه الميزة حتى لا تتحول إلى نقمة وعبء عليها.
وأشاد الشربينى، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، باستحداث وزارة جديدة للتعليم الفنى، مشيرا إلى أن العمالة فى الشركات العالمية لا تعانى أى مشكلات لأنهم يتفهمون جيداً أهمية العامل فى المنظومة الإنتاجية بعكس رجال الأعمال المصريين.. وإلى نص الحوار:
■ لماذا أطلق المركز حملة التشغيل «بإيدك» وما تأثيرها على مستوى المحافظات؟
- أطلقنا الحملة فى جميع المحافظات والقرى لتشجيع الشباب على فكرة العمل الحر بعيداً عن حلم الوظيفة الحكومية، واستطاعت الحملة التى تم تمويلها ضمن المنحة الإمارتية للمجلس بقيمة 250 مليون جنيه تحقيق نجاح منقطع النظير خاصة أنه تم ربطها بتوفير فرص عمل للشباب بعد اجتيازهم مرحلة التدريب وارتفع عدد المتقدمين خلال الـ8 شهور الأولى من إطلاق الحملة لـ44 ألفا مقابل 35 ألفا إجمالى المتلقين للتدريب خلال عام كامل قبل الإعلان عن المبادرة، وتم تشغيل 47 ألف فرصة فى المصانع خلال نفس الفترة.
■ ما أهم البرامج التى تعملون عليها؟
- هناك برنامجان تبنتهما رئاسة الجمهورية وهما مشروع «انطلق»، و«وظيفتك جوه بيتك» ويختص الأول بتبنى أفكار الشباب المبتكرة والقابلة للتنفيذ، حيث يتم مساعدة الشاب على تطوير فكرته وتوفير التدريب اللازم له ومساعدته فى دراسات الجدوى والحصول على الموافقات والتراخيص والتمويل اللازم، أما «وظيفتك جوه بيتك» فيستهدف السيدات المعيلات خاصة فى القرى والصعيد حيث يتم تدريب السيدات على صناعات بسيطة يمكن تنفيذها فى البيت وبيعها ومساعدتهن فى التسويق، وبرنامج «حرفى» يركز على توفير تدريب للشباب مدته 21 يوماً فى مجالات السباكة وصيانة الأجهزة المنزلية وإصلاح هواتف المحمول وغيرها ويتم توفير حقيبة معدات للشاب بعد ذلك لممارسة العمل مباشرة وهذا البرنامج حقق إقبالاً كبيراً ويتم تعميمه على بعض الفئات الأخرى مثل المتعافين من الإدمان وندرس مع وزارة الداخلية توفيره للمجندين.
■ ما رأيك فى استحداث وزارة جديدة للتعليم الفنى؟
- هو تأكيد على إدراك الحكومة أخيراً لأهمية التعليم الفنى والعمل المهنى لأنه القوة الضاربة فى أى اقتصاد ولا يمكن إحداث تنمية إلا من خلال حل أزمة تشغيل الشباب حتى لو حققنا معدلات نمو عالية فإن تشغيل الشباب هو مسألة أمن قومى، وهناك نحو 1800 مدرسة فنية بها نصف مليون طالب يستحقون تطوير المناهج بما يتلاءم مع المستجدات العالمية لتوفير مخرجات تلبى احتياجات الصناعة والأنشطة الاقتصادية الأخرى، والقمة الاقتصادية طرحت مشروعات جديدة تحتاج إلى أيدٍ عاملة مدربة وقادرة على تنفيذ تلك المشروعات بالجودة المطلوبة.
■ لماذا اعتبرتم تشغيل الشباب قضية أمن قومى أكثر منها مسألة اقتصادية؟
- مصر لديها تركيبة سكانية فريدة إذ إن نحو 60% من سكانها شباب فى سن العمل وهذا الأمر لا يتكرر كثيراً فى حياة الأمم ويمكن النظر إلى القارة الأوروبية العجوز كما يطلق عليها، فنسبة الشباب من التركيبة السكانية لا تتجاوز 6%، وإيطاليا مثلا فتحت مدرسة للتعليم الفنى فى الفيوم لأنها وجدت أن أغلبية الهجرة غير شرعية من هذه المحافظة، وذلك بهدف تدريب شباب المحافظة، ويتم توفير فرصة عمل للمتفوقين بإيطاليا، ونحن نسعى للتوسع فى هذا النشاط مع دول أخرى مثل ألمانيا.