«افتح أي خريطة للشرق الأوسط هذه الأيام، وأغمض عينيك، وضع أصبعك على أي بقعة.. من المحتمل أن تقع يداك على بعض مناطق الاضطرابات التي وقعت بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية».. بهذه الكلمات بدأت صحيفة «وول ستريت جورنال» افتتاحيتها عن سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المنطقة.
وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها، السبت، بعنوان «أوباما يتصالح مع مصر»، إن هناك شعورًا بالارتياح للإشادة بالرئيس الأمريكي من جديد بعد خطوته للتحرك نحو إصلاح العلاقات مع مصر، في إشارة إلى قرار أوباما برفع التجميد عن المعونة العسكرية التي أمر بتعليقها بعد أحداث 30 يونيو قبل عامين.
ورأت الصحيفة أن إنهاء التجميد على المساعدات العسكرية سيساعد على تحسين العلاقات مع مصر، التي وصفتها بأنها «حليف ساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة التي تكدرت بأفعال من المتطرفين»، معتبرة أن حصار الأسلحة الأمريكية دفع الرئيس عبدالفتاح السيسي والجنرالات بكل بساطة نحو توثيق العلاقات مع الصين أو روسيا «التي ستكون سعيدة جدا لتحل محل الولايات المتحدة كمورد أسلحة»، حسب تعبير الصحيفة.
ووصفت الصحيفة السيسي بأنه «جنرال سابق غير ليبرالي بالتأكيد»، معتبرة أنه استطاع «إنقاذ مصر من الانقلاب الإسلامي البطيء» الذي كان يسعى الرئيس الأسبق محمد مرسي إلى فرضه.
ورأت الصحيفة أن السيسي استطاع توقيف ما وصفته «اعتداءات المسلمين على الأقباط»، مضيفة أنه يرحب بالاستثمار الأجنبي ويتفهم أن مصر تحتاج إلى النمو الاقتصادي بشكل سريع لتوفير فرص عمل لملايين من الشباب.
واعتبرت الصحيفة أن السيسي «قائد مسلم نادر قادر على إخبار رجال الدين الإسلامي بأن الدين يحتاج لإصلاح يساعد على التنصل من أعمال القتل باسم الله».
واختتمت الصحيفة بالقول: «على الولايات المتحدة أن تأمل بأن يكون حكم السيسي أكثر حكمة ويعمل على تشجيع التحرر الاقتصادي وأن يكون فرصة لفتح مجال مؤسسات المجتمع المدني التي تجعل عملية الانتقال إلى الديمقراطية ممكنة».