أرسنال وليفربول.. قمة إنجلترا المصيرية في 2015

كتب: محمد المصري الجمعة 03-04-2015 21:17

رقمياً، فإن أكثر الفرق التي حققت نقاطاً في الدور الثاني للدوري الإنجليزي، أو في عام 2015، هما أرسنال أولاً ثم ليڤربول ثانياً.

وفي الوقت الذي ساءت فيه نتائج تشيلسي عن بدايته الكبيرة، وترنح مانشستر سيتي بشدة عند غياب يايا توريه، وظلت نتائج مانشستر يونايتد «مرتعشة» وغير مستقرة مع لويس فان جال، فإن أرسنال وليڤربول كانوا الفرق الأفضل في الأشهر الأخيرة بالفعل.

الفريق اللندني لعب 11 مباراة منذ مطلع 2015، فاز في 9 مباريات، من ضمنهم الفوز في آخر 6 لقاءات على التوالي، وخسر مبارتين فقط خارج أرضه أمام خصوم أقوياء مثل ساوثهامبتون وتوتنهام.

بينما فاز ليڤربول بـ8 لقاءات منذ مطلع 2013، وتعادل في لقائين أمام ليستر سيتي ثم دربي الميرسيسايد أمام خصمه التاريخي إيڤرتون، قبل أن يخسر لقاءه الأخير أمام مانشستر يونايتد على ملعب أنفيلد، وهي الخسارة الوحيدة له بعد انتفاضته الرائعة.

خسارة ليفربول لم تغير من حقيقة قوة الفريق في الأشهر الأخيرة، منذ أن توصل المدرب برندن روجرز لخطة 3-4-3 التي لعب بها في نصف الموسم الثاني، وأنقذت الفريق من نتائج كارثية في كافة البطولات التي شارك بها.

بينما أرسنال، فمنذ 3 أيام فقط فاز مدربه أرسين ڤينجر ولاعبه أوليڤيه چيرو بلقب أفضل مدرب وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر مارس، تتويجاً لـ4 أسابيع قوية للغاية فازوا فيها بـ4 لقاءات متتالية ضد إيفرتون وكوينز بارك وويستهام ثم نيوكاسل، وأحرز «چيرو» 5 أهدافاً خلالها.

اللقاء، الذي سيقام على ملعب الإمارات، يحمل تلك القوة والندية والحدة بين فريقين منتفضين بعد بداية مترنحة، محاولة أرسنال للتأكيد على أن مستواه الرائع مؤخراً ممتد للفرق الكبرى.. وأن انتصاراته الستة المتتالية، أمام فرق كلها في نصف الجدول الثاني، من الممكن أن تصبح 7 مع واحد من أقوى أندية الدوري حالياً.

في المقابل.. فإن الهزة القوية التي عاشتها مدينة ليڤربول عند الخسارة أمام الخصم التاريخي مانشستر يونايتد 1-2 لا حل لها إلا العودة للانتصار في مباراة بتلك القوة خارج الديار.

الأهمية الأخرى للمباراة رقمية، ففي ظل احتدام الصراع على المراكز المؤهلة على دوري الأبطال، تحديداً بين ثنائي قمة الغد وثنائي مدينة مانشستر على 3 مراكز وراء تشيلسي، فإن المواجهة تزداد قيمتها لتصبح، كما يقول الكليشية، مباراة بـ6 نقاط.

أرسنال يريد الوصول لـ63 نقطة، والتي تعني استمرار ملاحقته، وربما تخطيه، لمانشستر سيتي في صراعٍ نشأ مؤخراً على المركز الثاني، وربما تسمح لعشاق النادي المخلصين، وعلى رأسهم الأسطورة تيري هنري كما قال في تصريحٍ قبل أسبوعين، أن يحلموا من بعيد بأن يتعثر تشيلسي ويصبح المدفعجية قادرين على المنافسة على لقب الدوري.

في المقابل ليفربول سيكون في ورطة كبرى إذا خسر مباراة الغد، وهي مباراة مصيرية بالنسبة له أكثر بما هي لأرسنال، فـ«الريدز» بخسارتهم أمام «يونايتد» وسعوا الفارق بينهم وبينه في المركز الرابع المؤهل للأبطال إلى 5 نقاط كاملة –بعد أن كان نقطتان-، وفي حال خسروا المباراة الثانية على التوالي أمام أرسنال وفاز «يونايتد»، كما هو متوقع، على أستون ڤيلا، فإن الفارق قد يصبح 8 نقاط قبل 7 مباريات من نهاية البطولة، ويضع أحلام ليڤربول لبلوغ دوري الأبطال للعام الثاني في مهب الريح.

بل أن الأمر الأسوأ في كون الخسارة قد تهبط لليڤربول إلى المركز السابع، في حال فاز توتنهام في مباراته ضد بيرنلي، وساوثهامبتون في مباراته ضد إيڤرتون، حيث يلعب كلاهما خارج أرضه.

لذلك فإن فريق بريندن روجرز، الذي سيدخل بدون القائد چيرارد وأهم مدافع لديه سكرتل، لديه مهمة مصيرية بها مقامرة على الموسم كله.

بينما أرسنال، الذي يدخل اللقاء بتشكيلة كاملة وخالية من أي إصابة لأول مرة منذ 9 سنوات كاملة، وبجانبها معنويات عالية جداً لنتائج الفريق الرائعة مؤخراً، فإن اللقاء بالنسبة له هو عُنق الزجاجة عن طموح الفريق خلال بقية الموسم، هل سيتوقف عند المركز الرابع والوصول إلى دوري الأبطال، كعادة المواسم الأخيرة، أم سيمتد ويمنح اللاعبين قوة لمحاولة المنافسة على الدوري ولو بكونهم وصيفاً على بعد 7 نقاط عن البطل قبل جولات النهاية؟

ملعب الإمارات سيحكم في مباراة يتوقع لها أن تكون قوية.. وحماسية.. وممتعة جداً بين أفضل فريقين في الدوري هذا العام.