تظل أعمال الشاعر والمؤلف المسرحي السوري محمد الماغوط علامات مميزة في مسيرة المسرح العربي المعاصر، ومن هذه الأعمال «شقائق النعمان»، و«كاسك يا وطن»، و«خارج السرب»، و«العصفورالأحدب»، و«المهرج»، كما أن له فيلمان شهيران هما «الحدود»، و«التقرير».
أما عن سيرة «الماغوط» تفصيلا فتقول أنه ولد في ١٩٣٤ فى حماة لأسرة فقيرة ولأب يعمل فلاحاً أجيراً، كان فقره سبباً فى تركه المدرسة فى سن مبكرة، ثم عمل فى الصحافة حيث كان من المؤسسين لجريدة «تشرين» وألف العديد من المسرحيات السياسية الطابع التى مثلت محطة فارقة في المسرح السياسي العربي، كما كتب الرواية وقصيدة النثر.
درس «الماغوط» في الكتّاب وحصل على الإعدادية، ثم التحق بالثانوية الزراعية وهرب من المدرسة وعاد إلى «السلمية» ثم التحق بالخدمة العسكرية وبعد إنهاء خدمته العسكرية استقر فى «السلمية»، وفى ٢٢ أبريل ١٩٥٥ اعتقل فى سجن «المزة» وتعرف أثناء سجنه على الشاعر على أحمد سعيد «أدونيس» الذي كان في الزنزانة المجاورة له، وخلال الوحدة بين سوريا ومصر كان مطلوباً القبض عليه فى دمشق فهرب لبيروت سيراً على الأقدام بطريقة غير شرعية، وانضمّ لجماعة مجلة «شعر» وتعرف على الشاعر يوسف الخال والشاعرة سنية صالح «التى صارت زوجته لاحقا»، وهى شقيقة خالدة سعيد زوجة أدونيس.
وعاد لدمشق وصدرت مجموعته الأولى «حزن في ضوء القمر» ثم مجموعته الثانية «غرفة بملايين الجدران»،وفى ١٩٦١ اعتقل للمرة الثانية لثلاثة أشهر، ثم تزوج من سنية صالح عقب خروجه من السجن، وفى السبعينيات عمل فى دمشق رئيساً لتحرير مجلة «الشرطة» ثم جاءت مسرحياته ومنها «ضيعة تشرين» و«غربة» و«زي النهاردة» في ٣ أبريل ٢٠٠٦ توفى الماغوط.
ويقول الشاعر د.حسن طلب إن «الماغوط» مدرسة متميزة في الشعر الحداثي عامة وفي قصيدة النثر بصفة خاصة وكان ديوانه «الفرح ليس مهنتي» في السبعينيات أيقونة شعرية بين أيدي شعراء الحداثة وكانوا يتناقشون ويتحدثون عن هذا الديوان ومن ثم هذا الشاعر الذي ظلوا يتابعونه حيث خرج عليه بقصائد نثرية تخالف السائد والمطروح الشعري النثري الذي اعتادوه شعراء قصيدة نثر آخرين بما فيهم الشعراء الذين ينتمون لمدرسة مجلة «شعر» ومنهم أدونيس.
وتابع: كانت قصائد الماغوط تتميز باقترابها من الهم الإنساني للفرد وتطرح هم الوجود من خلال ارتباط الإنسان بمصيره في الواقع وصراع هذا الفرد مع كل أشكال السلطة السياسية والاجتماعية والقمعية وحتي الأدبية التي أرادت عدم المساس بالشعر العمودي والتفعيلي كما احتفي نصه بالتفاصيل الإنسانية والحياتية الصغيرة نائيا عن الرؤي الإبداعية الشمولية وكأنه يعرض للإنسان المتشظي كالزجاج والذي يحاول أن يلملم شظايا نفسه سعيا للتحقق الإنساني.