قال الإعلامي أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس السابق عدلي منصور، إن الجدية كانت غائبة عن الرئيس الأسبق محمد مرسى الذي لم يكن جادا في ملف أثيوبيا، ولم يكن جادا في ملفات أخرى.
وأضاف المسلماني، لـ«المصري اليوم»، أن هناك قواعد أساسية في علم السياسة لمعرفة هذه المشكلة، القاعدة الأولى الجدية إلى أي مدى تكون جادا في المشكلات التي تواجهنا، خاصة في «فضيحة» الاجتماع الذي عقد مع عدد من الأشخاص الذين تحدث معهم عن مشكلة كبيرة تواجه مصر وهى سد النهضة بهذة الطريقة غير المسؤولة، وكان هذا دليلا على اختفاء عنصر الجدية.
وأشار إلى أن النظام الحالي يمتلك الجدية وهذه هي النقطة الأولى الإيجابية، والثانية هي أن هناك تدرجا في إدارة الأزمات باستمرار، فليست كل القضايا تحل حزمة واحدة، ولدينا مشكلة كبيرة فعلا وخياراتنا لحلها لابد من حسابها بدقة وحرص شديد، ولابد أن يكون لدينا مراحل لحل الأزمة.
وأعتقد أن الرئيس السيسى يقوم بهذا من خلال عدة مراحل، منها أنه يعمل على تطبيع علاقة مصر بإثيوبيا، ثم وسع العلاقة ما بين السودان وإثيوبيا ومصر، ثم أفريقيا خصوصا بحضور 10 دول أفريقية في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى.
ولفت إلى أن «الدخول إلى قلب المشكلة ويكون أيضا على مراحل، أعتقد أننا نجحنا في المرحلة الأولى بالتوقيع على إعلان المبادئ، وهذا الإعلان لا يساوى اتفاقية لكن المقصود من ذلك نقطتان رئيسيتان، أولهما أنها ليست اتفاقية جديدة لكن الغرض منها أن المعاهدات السابقة مازالت قائمة، وإعلان المبادئ هو تأكيد على أن المعاهدات لا ينبغى أن تكون على حساب تنمية الشعوب الأفريقية أو الدول المطلة على نهر النيل، وإعلان المبادئ لابد أن يحقق الجانب الإيجابى وهو التنمية وهذا أساس في العلاقات الدولية إلى جانب التعاون وآليات دبلوماسية لحل الأزمات، بدلا من التلميحات بحرب باردة في نهاية عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك أو في عهد محمد مرسى، الذي تعامل مع الأمر بغير جدية تماما، ولم يكن جادا في أي شىء».
واستكمل: «الموضوع بدأ من اجتماع قصر الاتحادية في اللقاء التليفزيونى، أنه لا إعلان حرب ولا إعلان سلام، إنما هو إعلان هزل وعدم جدية في موطن الجد، فإن إعلان المبادئ الآن ليس اتفاقية جديدة على حساب اتفاقيات أخرى سابقة لكنه يرسخ ويؤكد على أن القانون الدولى والمعاهدات السابقة هي التي تحكم العلاقة بين مصر وإثيوبيا، هناك مقولة شهيرة تقول إن السياسة هي فن الممكن، فهناك سد ينشأ في المنابع وبيننا وبينهم دولة كاملة ومسافة كبيرة، ولا يمكن أن تكون العلاقة عدائية بأى شكل، لأنها لم تكن عدائية منذ «تحتمس»، وإذا كنا في أشهر قليلة أثبتنا الجدية، وإعلان مبادئ، وغيرها من إجراءات دولية، فإن هذا الزخم يوضح ما هو قادم، وأعتقد أن 2016 ستكون علاقاتنا مع إثيوبيا أفضل من الآن.