المخرج أحمد ماهر يرد على ممدوح الليثى

الإثنين 05-10-2009 23:00

لقد هالنى ما قرأته فى «المصرى اليوم» عدد الثلاثاء الموافق 29 سبتمبر 2009 فى رد الأستاذ ممدوح الليثى نقيب السينمائيين على الناقد السينمائى الكبير سمير فريد، وفى هذا الموضوع أريد أن أوضح العديد من النقاط التى ارتبطت باسمى كمخرج لفيلم «المسافر».

أولاً: السيد النقيب لم يكن حاضراً فى الحفلة التى أقيمت بمناسبة عرض فيلم «المسافر» فى المسابقة الرسمية فى مهرجان فينسيا الـ66.

وبالتالى فهو يستقى معلوماته التى ذكرها فى مقاله من مصادر هو وحده الذى يعلمها، وأنا هنا لست أكتب لأؤكد أن الذى ذكره بخصوص سب عمر الشريف للعاملين فى الفيلم بأنه محض افتراء ولم يحدث على الإطلاق، وأن عمر الشريف بقى لمدة ثلاثة أيام فى فينسيا يتحدث للصحف والقنوات الفضائية العالمية يوضح فيها اعتزازه بالعمل فى الفيلم ولم يدل بأى تصريحات على الإطلاق لأى جهة إعلامية مصرية.

أننى أود أن أؤكد أن من واجب رجل من المفترض أن له خبرة فى العمل النقابى أن يتحرى الدقة فى المعلومات التى يستقيها قبل أن يكتبها أو حتى يقولها فى جلساته المغلقة، إننى لم أكن أتصور على الإطلاق أن يذكر نقيب السينمائيين الذى انتخبه أعضاء النقابة ليقوم بالدفاع عن مهنة صناعة السينما فى مصر وأبناء تلك المهنة أمام ما يواجههم من مشاكل مهنية وقانونية - وأنا منهم - أن يقوم بنقل معلومات مغلوطة ونشرها هكذا فى الصحف، إن مثل هذا الموقف على أقل تقدير يشكك فى هذه المكانة التى وصل إليها من خلال أصوات أعضاء الجمعية العمومية للنقابة.

ثانياً: أود أن أوضح أن الكلام الذى ذكره همساً لى لم يكن همساً فقط، وإنما تناقله العديد من القنوات الفضائية، غير أنه من حقه أن يقول إن الفيلم لم يعجبه بصفته مشاهداً فقط تصادف وجوده أثناء العرض، أما وجوده بصفته نقيباً للسينمائيين فكان من دوره أن يدعم الفيلم المصرى الوحيد المشارك فى المسابقة الرسمية لأنه فيلم لا يمثلنى شخصياً ولكنه يمثل كل المصريين،

أما إذا كان وجوده فى العرض، كمنتج لفيلم آخر تقدم أيضاً للمسابقة ولم يتم اختياره - مع الأسف - وتم عرضه فى برنامج «آفاق» خارج المسابقة الرسمية رغم أننى أعتبره فيلماً متميزاً جداً وأحترم كاتبته ومخرجته إلا أن الأستاذ المنتج قد أساء لهما عندما وضع نفسه فى منزلة منافس ومحكم فى الوقت ذاته،

وإن ما حدث هو ظاهرة تثير القلق لأن الأفلام المصرية الموجودة فى المهرجان ليست فى مجال منافسة بينها ولكنها مكملة لبعضها لأنها تمثل السينما المصرية التى تستحق هذه المكانة ولولا وجود فيلم «المسافر» بالمسابقة لم اعتبر التواجد للسينما المصرية تواجداً مرموقاً على الإطلاق.

وكان على السيد ممدوح الليثى أن يتذكر أن فيلم «المسافر» تم اختياره فى المسابقة الرسمية فى مهرجان فينسيا السينمائى الدولى وبسبب هذا الفيلم رفع علم مصر فى أعرق وأقدم وأهم مهرجانات السينما فى العالم من خلال لجنة اختيار انتقت الفيلم من بين 3600 فيلم من أنحاء العالم، وأتصور أن هذه النصيحة التى قالها لى السيد النقيب - همساً - كان من الأفضل أن يضعها فى باله عند إنتاجه أو كتابته العديد من الأفلام لعله يصل، لأن يُعرض فيلم له فى أحد أكبر ثلاثة مهرجانات سينمائية فى العالم مثل «كان وفينسيا وبرلين».

وأود أن أوضح أن السيد ممدوح الليثى، الذى يرأس جهاز إنتاج ضخم ورسمى، لم يكن ليصبح فى هذه المكانة كمنتج كبير، لولا أنه تشرف بإنتاج أعمال مهمة لأساتذة إخراج كبار مثل الأستاذ محمد خان، وهو الذى أعاد له اسماً كاد ينسى.

الغريب والمحزن فى الأمر أننا فى مصر أصبح لدى البعض استعداد مسبق للهجوم على أى إنجاز فى أى مجال لمجرد أنه يختلف عما تعودنا عليه، بغض النظر عن جودة العمل والمجهود الذى بذل فيه، حتى لو تسبب هذا الهجوم فى حرمان الجمهور المصرى من حقه فى التجديد والتغيير والتطور.

وفى النهاية أعتذر عن هذا التعقيب للقارئ الذى ربما يكون قد أقحم فى أمر ليس له فيه ناقة ولا جمل، خاصة أن فيلم «المسافر» لم يعرض على الجمهور حتى الآن، غير أننى أردت أن أوضح بعضاً من نقاط، حتى لا تختفى المعلومات الصحيحة فى فوضى الشائعات.

مخرج سينمائى- أحمد ماهر