قال الإعلامى أحمد المسلمانى، المستشار الإعلامى السابق لرئيس الجمهورية السابق عدلى منصور، إن أمريكا تنظر إلى مصر على أنها السبب وراء إفساد مخططات تقسيم الشرق الأوسط، لافتا إلى أن الحديث عن التبعية الأمريكية، كان من ضمن حملات اليسار والإخوان على الرئيس الراحل أنور السادات.
وأضاف «المسلمانى» في حواره مع «المصرى اليوم» أن القمة العربية التي استضافتها مدينة شرم الشيخ مؤخرا حققت أهدافها وأن مجرد انعقادها في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة نجاح كبير، منوها بأن الفرق بين تشكيل قوة عربية موحدة، واتفاقية الدفاع العربى المشترك، الظرف الزمانى، وأن مصر تأخرت 10 سنوات على العودة لمضيق باب المندب.
وأشار إلى أن محمد مرسى، الرئيس الأسبق، لم يكن جادا في أي ملف، وأن لقاء الأحزاب في الأزمة الإثيوبية الذي تم إذاعته على الهواء، لم يكن إعلان حرب ولا إعلان سلام إنما إعلان «هزل»، معتبرا توقيع اتفاقية إعلان المبادئ الخاصة بسد النهضة، نجاحا كبيرا، خاصة أنه تأكيد على أن المعاهدات لاتتم على حساب تنمية الشعوب الأفريقية.
وتابع المسلمانى: «قطر لم تخرج من جلباب الأمير الأب رغم تعيين الأمير تميم، وقناة الجزيرة يجب أن تعامل مثل القناة العاشرة الإسرائيلية».. وإلى نص الحوار:
■ ما تقييمك للقمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ؟
- قمة ناجحة جدا في تحقيق أهدافها، وأرى أن مجرد انعقادها في هذه الظروف نجاح كبير أيضا، ولأول مرة ننجز موضوع القوة العسكرية العربية الموحدة، ونحن الآن أمام جدول محدد خلال 4 أشهر، تقريبا في شهر رمضان المقبل سيكون لدينا هذه القوة.
■ لكن ليس كل الدول العربية في هذه القوة؟
- لابد من إلغاء فكرة الإجماع العربى، فقد انتهى عصر الإجماع العربى، ويكفينا فكرة الأغلبية، لأننا لن نعطل عمل الجامعة في انتظار الإجماع، فلابد من المرونة في الأفكار، والعمل بمن هو جاهز، ونتحرك بمن هو مستعد، ويجب ألا ننتظرأحدا، فلم يحدث من قبل أن نكون أمام كل هذه التحديات الحالية.
■ ما الفرق بين الاتفاق الجديد واتفاقية الدفاع العربى المشترك؟
- الفرق هو الظرف الزمانى المختلف، والجدية الأعلى حاليا، الأمن القومى العربى بات مهددا، ولابد من إعادة مراجعة أولوياته، مثلا الفرق بين حرب اليمن السابقة في عهد عبدالناصر، كانت مصر في اليمن وضد السعودية، أم الآن فإن مصر مع السعودية في اليمن والآن نحن حلفاء ولسنا أعداء ونقف ضد التطرف الحوثى وندافع عن الأمن القومى العربى في باب المندب، ونحن تاريخيا موجودون في باب المندب وتأخرنا 10 سنوات في الدخول مرة أخرى إلى باب المندب.
■ كيف ترى العلاقات المصرية الإثيوبية بعد زيارة الرئيس وإلقاء كلمة أمام البرلمان الإثيوبى؟
- في البداية لابد من معرفة وضع مصر الآن بين دول أفريفيا، مصر وسط منطقة بها كثبان رملية متحركة كل ثانية، وهناك زلزال استراتيجى يأخذ من أفغانستان إلى نيجيريا، ومهمتنا وسط هذا الزلزال ضبط خطانا في كثبان تتحرك كل لحظة، وقد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، قيادة مصر وهى تشهد توابع هذا الزلزال في شرق أفريقيا ومنابع النيل غرب أفريقيا وكثير من الدول مثل ليبيا وسوريا والعراق وباب المندب في اليمن، وأصبح حجم تحركات الكثبان الرملية أوسع مع مرور الوقت، فإن الرئيس يتولى المسؤولية في ظروف أصعب بكثير من رؤوساء سابقين.
■ كيف يتم التعامل مع هذا الزلزال وهل الرئيس قادر على مواجهة هذه الأزمات؟
- أرى أن الدبلوماسية الرئاسية قائمة على رؤية كلية تحتوى أجزاء منها على علاقة خاصة بين مصر وأفريقيا، وهى تاريخية ولم تبدأ مع الرئيس جمال عبدالناصر، لكنها أخذت مكانة كبيرة في عهد عبدالناصر، وحافظت نسبيا على مكانتها في عهد الرئيس الأسبق أنور السادات، ثم تدهورت في النصف الثانى من عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بعد محاولة اغتياله في أديس أبابا، ودخلت العلاقة بين مصر وأفريقيا مرحلة فتور ما يقرب من ربع قرن وكانت مصر لا تملك ترف الفتور، لكن كان هناك الكثير من المواقف الصعبة بين مصر وأفريقيا، وبعد تولى الرئيس السيسى تم إلغاء تلك المواقف وأعاد مصر إلى أفريقيا وأعاد أفريقيا إلى مصر، وفى هذا السياق جاءت زيارته إلى الخرطوم ثم إلى أديس أبابا وتم بعد ذلك وجود هؤلاء القادة في القاهرة، وأصبح الآن هناك توجه لنشاط أفريقى غير مسبوق بالمقارنة بالأنظمة السابقة ولم نشهد هذا الزخم الذي نشهده الآن.
■ كيف ترى طريقة تعامل «مرسى» مع نفس الملف؟
- هناك قواعد أساسية في علم السياسة لمعرفة هذه المشكلة، القاعدة الأولى الجدية إلى أي مدى تكون جادا في المشكلات التي تواجهنا، فإن الجدية كانت غائبة عن الرئيس الأسبق محمد مرسى الذي لم يكن جادا في هذا الملف، ولم يكن جادا في ملفات أخرى خاصة في «فضيحة» الاجتماع الذي عقد مع عدد من الأشخاص الذين تحدث معهم عن مشكلة كبيرة تواجه مصر وهى سد النهضة بهذة الطريقة غير المسؤولة، وكان هذا دليلا على اختفاء عنصر الجدية، فإن النظام الآن يمتلك الجدية وهذه هي النقطة الأولى الإيجابية، والثانية هي أن هناك تدرجا في إدارة الأزمات باستمرار، فليست كل القضايا تحل حزمة واحدة، ولدينا مشكلة كبيرة فعلا وخياراتنا لحلها لابد من حسابها بدقة وحرص شديد، ولابد أن يكون لدينا مراحل لحل الأزمة، وأعتقد أن الرئيس السيسى يقوم بهذا من خلال عدة مراحل، منها أنه يعمل على تطبيع علاقة مصر بإثيوبيا، ثم وسع العلاقة ما بين السودان وإثيوبيا ومصر، ثم أفريقيا خصوصا بحضور 10 دول أفريقية في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى.
■هل هناك قواعد أخرى للتعامل مع مثل هذه الأزمات؟
- الدخول إلى قلب المشكلة ويكون أيضا على مراحل، أعتقد أننا نجحنا في المرحلة الأولى بالتوقيع على إعلان المبادئ، وهذا الإعلان لا يساوى اتفاقية لكن المقصود من ذلك نقطتان رئيسيتان، أولهما أنها ليست اتفاقية جديدة لكن الغرض منها أن المعاهدات السابقة مازالت قائمة، وإعلان المبادئ هو تأكيد على أن المعاهدات لا ينبغى أن تكون على حساب تنمية الشعوب الأفريقية أو الدول المطلة على نهر النيل، وإعلان المبادئ لابد أن يحقق الجانب الإيجابى وهو التنمية وهذا أساس في العلاقات الدولية إلى جانب التعاون وآليات دبلوماسية لحل الأزمات، بدلا من التلميحات بحرب باردة في نهاية عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك أو في عهد محمد مرسى، الذي تعامل مع الأمر بغير جدية تماما، ولم يكن جادا في أي شىء، والموضوع بدا من اجتماع قصر الاتحادية في اللقاء التليفزيونى، أنه لا إعلان حرب ولا إعلان سلام، إنما هو إعلان هزل وعدم جدية في موطن الجد، فإن إعلان المبادئ الآن ليس اتفاقية جديدة على حساب اتفاقيات أخرى سابقة لكنه يرسخ ويؤكد على أن القانون الدولى والمعاهدات السابقة هي التي تحكم العلاقة بين مصر وإثيوبيا، هناك مقولة شهيرة تقول إن السياسة هي فن الممكن، فهناك سد ينشأ في المنابع وبيننا وبينهم دولة كاملة ومسافة كبيرة، ولا يمكن أن تكون العلاقة عدائية بأى شكل، لأنها لم تكن عدائية منذ «تحتمس»، وإذا كنا في أشهر قليلة أثبتنا الجدية، وإعلان مبادئ، وغيرها من إجراءات دولية، فإن هذا الزخم يوضح ما هو قادم، وأعتقد أن 2016 ستكون علاقاتنا مع إثيوبيا أفضل من الآن.
■ هل ترى أن ورقة عبدالناصر هي الأفضل للتعامل مع أفريقيا؟
- يجوز ذلك في أفريقيا وغيرها، على سبيل المثال لو اتجهنا إلى أوروبا وأمريكا ينبغى أن أكون ساداتيا لأن الرئيس السادات يمثل روح الثقافة الغربية، والحداثة، وقيم السلام الإنسانى وهو محبوب غربيا، أما في حالة توجهى إلى أفريقيا وأجزاء كبيرة من آسيا وروسيا فأدخل بورقة جمال عبدالناصر لأنه يتمتع بشعبية كبيرة.
■ وفيما يخص الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟!
- لا أعتقد أن الرئيس مبارك كان ورقة خارجية إلا فيما يخص دول الخليج، فمع نهاية مبارك في ثورة 25 يناير أصبح هناك صعوبة في استخدام هذه الورقة، ولكن ينبغى استخدام دور مصر: التعاون «المصرى- السعودى» ودور مصر في الكويت في القرن العشرين في عدم سيطرة العراق على الكويت، وقيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بتحرير الكويت من الاحتلال العراقى. لا بد من استعادة الماضى بكامله لمعرفة دور مصر الحقيقى، ويجب أن أستدعى سعد زغلول في الهند، فهو أستاذ غاندى ومعلمه. والنحاس باشا ومحمد نجيب في السودان فهما يتمتعا بشعبية كبيرة، خصوصا أن محمد نجيب والدته سودانية. فلا بد من استخدام ورقة كل زعيم في الوقت المناسب، وتكون في النهاية لمصلحة الوطن. وأعتقد أن الدولة المصرية عادت مع وجود دولى كبير جدا، لأننا على مدار سنوات طويلة أهدرنا تراث مصر في أفريقيا، فقد كنت في غينيا الاستوائية مع المهندس إبراهيم محلب، وقال لنا رئيس الجمهورية هناك إنه ناصرى، ومن عشاق الرئيس عبدالناصر، والرئيس عبدالناصر أرسل بعثة طبية من ست أطباء على الرغم أن غينيا الاستوائية لا تتمتع بدور كبير بين دول أفريقيا، فكان توجه عبدالناصر لها رسالة أخلاقية من الشعب المصرى، وأكد الرئيس الغانى أهمية دور مصر، خصوصا أنها لم تطلب مقابل لهذا الدور، بخلاف دول كثيرة. كما أهدرنا دور الأزهر الشريف في نشر الإسلام بين القبائل الوثنية وعدم الصدام بالمسيحية ونشر الوسطية من التطرف الدينى مع انتشار الفكر الشيعى بدعم من أمريكا، والذى يؤدى إلى قيام حرب ما بين السنة والشيعة في كثير من دول أفريقيا، والعودة الآن أرى أنها قوية جدا.
■ كيف ترى دور الكنيسة والأزهر في التواصل مع دول أفريقيا؟
- الكنيسة المصرية فيما سبق كان لها مدلول عالمى كبير، وكانت الكنائس في إثيوبيا، وكثير من الدول تتبع الكنيسة المصرية، وأتمنى أن تكون بنفس الدور الذي يقوم به الأزهر بين المسلمين في أفريقيا، وأن يكون هناك نفس الدور للكنيسة مع المسيحيين في أفريقيا، مع استخدام كافة وسائل الدولة لاستعادة دورها، لأن وجود الاستعمار الأوروبى الكاذب الذي أوهم الدول أنه يأتى بحضارة أخلاقية جديدة، لكن للأسف ما هو إلا سارق وناهب أموال أفريقيا، على العكس مصر كان الهدف الرئيسى من تواصلها مع دول أفريقيا نشر حضارة أخلاقية دون أي مقابل.
■ كيف ترى توجه الحكومة المصرية نحو روسيا؟
- الرئيس عبدالناصر والرئيس السادات قائدان عظيمين، وكانت لهما رؤى كبيرة، فعبدالناصر لم يتجه إلى روسيا من البداية، واتجه إلى أمريكا وصندوق النقد الدولى والبنك الدولى من أجل عمل نهضة للبلاد، وهو لم يكن يتجه كرجل متأمرك، وإنما كزعيم وطنى يرغب في نهضة بلاده، في وقت كانت فيه أمريكا هي القوة الوحيدة في العالم، ولكن بعد رفض الغرب عبدالناصر توجه إلى الشرق، وكان يتوجه، حيث توجد المصلحة للبلاد شرقا أو غربا، وبعد التوجه شرقا للاتحاد السوفيتى كان حجم الاستفادة كبيرا جدا لا يمكن إنكار السد العالى ولا الصناعات العملاقة من صناعة الصواريخ والدعم العسكرى السوفيتى، وكذلك عندما جاء الرئيس السادات توجه غربا من أجل الحل السلمى بعد حرب أكتوبر، وتم توقيع معاهدة سلام، وكان السادات صاحب رؤية مستقبلية، وكان يرى أن الاتحاد السوفيتى في هبوط وأمريكا في ارتفاع، وبالفعل بعد مقتل الرئيس السادات بخمس سنوات انهار الاتحاد السوفيتى.
■ هل كانت هناك حالة من التبعية المصرية لأمريكا؟
- الحديث عن التبعية كان من ضمن حملات اليسار والإخوان على السادات، لكن في عهد مبارك، وبعد تولى السلطة تداعى الاتحاد السوفيتى، ولم يكن أمامه خيار وتوجه إلى أمريكا، وفى الفترة الأخيرة من حكم مبارك كان الاتجاه إلى روسيا لعمل توازن سياسى.
■ هل أمريكا تنظر إلى مصر على أنها أفسدت مخطط تقسيم الشرق الأوسط.. وهل هناك مخططات أخرى؟
- أعتقد أن أمريكا تنظر لمصر على أنها أفسدت مخططها، وهى بالفعل كان لديها مخططات، والفكر السياسى المصرى يحتوى على أخطاء كبيرة جدا، فإن نظرية المؤامرة موجودة بين جميع دول العالم، ولا تنتهى. ودائما ما يكون هناك صراع دول، وكل دولة تحاول تحقيق مصلحتها، وتضعف الدولة الأخرى. هذه هي المؤامرة على سبيل المثال، روسيا تتآمر على الصين، والهند تتآمر على الجميع، وأرووبا تتآمر أيضا، وأمريكا تتآمر على آسيا.
■ كيف يمكن مواجهة هذا؟
- بالمؤامرة المضادة! والمقصود أن بعض الشر يواجه ببعض الشر، ويجب أن يكون لدينا أولا خبراء مفرقعات للمؤامرات السياسية، تكون مهمتهم إحباط مخططات تفجير الوطن، ويكون لدينا أيضا خبراء لنسف الخصوم، والأعداء في الخارج، ويجب أن أكون مستعدا للدفاع والهجوم أيضا، وأكون أنا المهاجم في التآمر على الآخرين. فلا بد أن أكون في حالة استعداد، سواء بالدفاع أو الهجوم، فهل أمريكا فشلت في مخططها؟ نعم فشلت، فهل معنى هذا أنها لن تحاول مرة أخرى؟ هذا غير صحيح، ستحاول من جديد، فلا بد من اليقظة، فقد كنا جسدا مريضا وباهتا وفى سبات لسنوات طويلة، وكنا نعتقد أننا بخير وفجأة وجدنا بلدنا ينهار أمامنا، وفى الوقت الحالى نحن أكثر مناعة، ونحن في حقبة الانطلاق.
■ كيف ترى الإرهاب في مصر؟
- الإرهاب لا يمثل خطرا كبيرا لمصر، فالإرهاب يستقوى بالخارج، والخارج لن يستمر في دعمه، وإن استمر في دعمه، فنحن قادرون عليه، ورؤية الرئيس السيسى هي إصلاح البيت من الداخل وتمكين الدولة داخليا والاعتماد الدبلوماسى للعمل بالخارج.
■ وصفت قطر قبل ذلك برأس الحربة الأمريكية في المنطقة.
- لا بد من التعامل مع قطر على أنها ولاية أمريكية من ناحية، ومن ناحية أخرى دولة عربية مارقة يمكن أن تعود، فإننى أعتبر القصر الأميرى في الدوحة جزءا من البيت الأبيض، أما الشعب القطرى من الشعوب الرائعة، وأكثر الشعوب حبا للشعب المصرى، وقادر في المستقبل على أن يضغط في العودة للعروبة.
■ كيف ترى زيارة الأمير تميم في القمة العربية؟
- أرى الاهتمام الإعلامى بحضور تميم مبالغا فيه، فهو حضور عادى لقمة عادية، والاهتمام الكبير به أعطى له دورا أكثر مما ينبغى.
■ وكيف ترى تعامل مصر مع قطر؟
- تعامل مصر مع قطر به شكل كبير جدا من الحكمة، وهذا أمر جيد، أما كلمة المصالحة مع قطر التي يرددها بعض الناس، فهى كلمة غير دقيقة، والمطلوب هو ألا تدعم قطر الإرهاب، وتحترم الشرعية الثورية، وعلى قطر أن تحترم مصر دون مقابل.
■ كيف ترى هجوم قناة الجزيرة على مصر؟
- قناة الجزيرة ينبغى أن تعامل مثل القناة العاشرة في التليفزيون الإسرائيلى، فهى قناة إخبارية صهيونية، وموقف الجزيرة من ليبيا أن نائب رئيس قناة الجزيرة سبق أن قال لى إننا في ليبيا نؤيد التيار الجهادى، وهذا كان قبل ظهور التيار الجهادى، وقال إن تعليمات الأمير لهم بالتركيز على شخص اسمه عبدالحكيم بلحاج، لنصنع منه بطلاً للثورة الليبية، وهو ما حدث بالفعل، ووقتها اندهشت، وقلت قد يكون هناك مبالغة في هذا، أو استعراض، لكننى فوجئت بالنتائج، وقناة الجزيرة خاضعة للأمير الأب، وأنا لا أعتقد أن الشيخ تميم بدأ يحكم بعد، وهو أمير بمنزلة ولى عهد، والأمير الأب لا يزال يحكم البلاد، وقطر لم تخرج من جلباب الأمير الأب، وما زال يحكم حتى الآن، فهل إذا سيطر الشيخ تميم على السلطة برحيل الأب أو بخروجه من الحياة العامة- هل الأمير تميم حينها يمكن أن يكون أكثر عروبة من والده؟ هو سؤال المستقبل.