هو أحمد الحسينى عرابى وهو الزعيم أحمد عرابي، الذي قاد ثورة الجيش ضد سياسات الخديو توفيق وعرابي مولود «زي النهارده» في ١ أبريل ١٨٤١ في قرية هـرية رزنة التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية.
وعندما شب عن الطوق، أرسله والده الذي كان عمدة القرية إلى التعليم الدينى، ثم التحق بالمدرسة الحربية وعلى إثر طرد الضباط المصريين من الجيش في عهد الخديو توفيق خرج أحمد عرابى على رأس نفر من رفاقه في الجيش متوجهًا إلى سراى عابدين ليعرض على الخديو توفيق مطالب الجيش المصرى.
واستجاب الخديو لمطالب الأمة، وعزل رياض باشا من رئاسة الوزارة، وعهد إلى شريف باشا تشكيل الوزارة وسعى لوضع دستور للبلاد وقامت أزمة وتقدم «شريف باشا» باستقالته وتشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامى البارودى، وشغل عرابى فيها منصب «وزير الجهادية» (الدفاع).
وسرعان ما نشب الخلاف بين الخديو ووزارة البارودى ووجدت بريطانيا وفرنسا في هذا الخلاف فرصة للتدخل في شؤون البلاد، فبعثت بأسطوليهما إلى شاطئ الإسكندرية بدعوى حماية رعاياهما وتقدم قنصلا الدولتين إلى البارودى بمذكرة يطلبان فيها استقالة الوزارة وإبعاد عرابى، وزير الجهادية، عن القطر المصرى مؤقتًا.
ورفض البارودى هذه المذكرة باعتبارها تدخلًا في شؤون البلاد إلا أن الخديو استجاب لمطالب الدولتين، وإزاء هذا الموقف قدم البارودى استقالته من الوزارة، فقبلها الخديو.
غير أن عرابى بقى في منصبه بعد أن أعلنت حامية الإسكندرية أنها لا تقبل بغير عرابى ناظرًا للجهادية، فاضطر الخديو إلى إبقائه في منصبه وعلى إثر وقوع مذبحة الإسكندرية بسبب المصادمات التي وقعت بعد مقتل أحد المصريين على يد أحد الرعايا البريطانيين، تشكلت وزارة جديدة ترأسها «إسماعيل راغب»،وشغل «عرابى» فيها نظارة الجهادية.
لكن بريطانيا لم تتوقف عن تحرشها باستقلال مصر وانتهزت فرصة تجديد قلاع الإسكندرية، وأرسلت إلى قائد حامية الإسكندرية إنذارًا بوقف عمليات التحصين والتجديد، ولما قوبل هذا الطلب بالرفض قام الإنجليز في اليوم التالى بضرب الإسكندرية فاضطرت المدينة إلى التسليم وتحرك عرابى بقواته إلى «كفر الدوار» وحقق انتصارا هناك في ٢٨ أغسطس ١٨٨٢، ثم تقدم الجيش البريطانى غربا في محافظة الإسماعيلية وارتكب مذبحة القصاصين ثم وقعت معركة التل الكبير الخاطفة التي لم تستغرق سوى نصف الساعة منى فيها الجيش المصرى بهزيمة ثقيلة وألقى القبض على أحمد عرابى وتم احتجازه في ثكنات العباسية إلى أن حوكم في ٣ ديسمبر ١٨٨٢ وقضت المحكمة بإعدامه ثم تم تخفيف الحكم إلى النفى مدى الحياة إلى سيلان