تقول عن نفسها إنها «كويتية الهوية، عربية الهوى»، كاتبة دراما كويتية، دخلت إلى الساحة المصرية من باب «تويتر»، وبأوراق اعتماد قدمتها لعشاق النظام «المباركي»، منذ أكثر من عام، كانت عبارة عن صورة تجمعها بالرئيس الأسبق.
على الرغم من إثارتها للجدل، بنقلها أخبار عن أحداث مهمة ودقيقة عن الشأن المصري والعربي قبل وسائل إعلام محلية، وإجرائها حوارات مع شخصيات بارزة، وإبدائها أراء تصل حد الهجوم في أحداث وشخصيات مصرية، إلا أن الكويتية فجر السعيد، الملقبة بـ«عاشقة السيسي»، تتمتع بحظ أوفر من اليمنية توكل كرمان، واللبنانية ليليان داود، فلم يُشن ضدها هجوم حاد «لتدخلها في الشأن المحلي».
لم يكن اسم فجر السعيد لينتشر بين الشعب المصري ويرد في وسائل إعلامه، لولا صورتان منشورتان في حسابها على «تويتر»، تجمعاها بمبارك، إحداهما وهي تقبل رأسه، لتتناقل الصحف والمواقع الإخبارية المحلية والدولية، الصورتين وتدويناتها، وتضمّنها في خبر عن «كاتبة كويتية نشرت حوارًا أجرته مع الرئيس الأسبق حسني مبارك في مستشفى القوات المسلحة»، وهو الخبر الذي لم يسلبه الاهتمام تزامنه مع نشر صحيفة السياسة الكويتية حوارًا مع «المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري».
ظهور مبارك إعلاميًا الذي فاجأ المصريين، كان بالنسبة لفجر «من أجمل ما حصل لها أثناء زيارتها للقاهرة»، كما أثنت وقتها على الرئيس المصري الأسبق و«ذاكرته الحديدة»، التي دفعتها لأن تطالب وزارة إعلام بلادها بتسجيل وقائع عن «غزو الكويت» بناءً على لقاء ترتبه الوزارة مع مبارك «الأسد الحر الطليق»، بحسب وصفها له في التدوينات التي سرعان ما حذفتها «احترامًا لطلب عائلته».
غاب اسم الكويتية عن الشأن المصري، إلى أن عادت من جديد من عبر «تويتر»، بنشر صورة لها مع مبارك وقرينته، في الأول من ديمسبر 2014، احتفالاً بصدور حكم يبرئة من التهم المنسوبة إليه في قضية «قتل المتظاهرين»، وأتبعت ذلك بحوار مع سوزان مبارك يناير 2015، وصورة سيلفي مع «الهانم».
منذ ذلك الوقت، أصبح اسم فجر السعيد مألوفًا معروفًا في مصر، ونالت مع الأيام شهرة، بلغت الآن حد أن بعض وسائل الإعلام لم تعد بحاجة إلى أن تذكر لجمهورها إلا اسمها وفقط، دون صفة أو تنصيص، أما البعض الآخر من الوسائل الإعلامية، فأصبح مع الأيام ينشر أخبار منها ما يخص مصر، وينسبها للكاتبة التي تٌعرّف نفسها على «تويتر» بأنها «كاتبة سيناريو وإعلامية باحثة في الشأن المصري».
أما عن الشأن المصري هذا، فللكاتبة تدوينات عديدة تتعلق به، لا تقتصر على نقل أخبار عن مصر، أو طلبها من النظام المصري بعد «أحداث استاد الدفاع الجوي» الاستعانة بحبيب العادلي أو طلبها الآخر بتغيير محمد إبراهيم وزير الداخلية، بل اتسع «اهتمامها وتخصصها» ليشمل حملات هجومية شنتها على شخصيات سياسية مصرية لا تحظى بقبول لدى النظام الحالي، منه ما كان بحق الدكتور محمد البرادعي، الذي هاجمته بسبب عدم تعليقه على المؤتمر الاقتصادي الذي انعقد مؤخرًا في شرم الشيخ مارس الجاري، بقولها «أنا خايفه عليه يكون إنجلط من الحرّه»، كما طال هجومها أيمن نور، وعيرّته بأنه «متهم، وهربان من بلده».
تقول تدوينات فجر السعيد، التي كثيرًا ما تحوي انفرادات تفخر بها، إنها عارفة بخبايا وأسرار، وقريبة من دوائر صنع القرار، فهي من أعلن بالصور عن أماكن الضربات الجوية المصرية لمواقع «تابعة لتنظيم داعش» في ليبيا ردًا على إعدام 21 مسيحيًا مصريًا هناك، وهي من أعلنت عن ضربة خليجية وشيكة لمواقع الحوثيين، قبيل الإعلان الرسمي عن القرار، وكانت من سبق بنشر خبر «إجبار الأسطول المصري الإيرانيين على الانسحاب من مضيق باب المندب»، وخبر أن «العملية المقبلة لـ(عاصفة الحزم) ستكون في ليبيا».
وأصبحت فجر، بسلسلة من «الانفرادات»، بالنسبة لبعض وسائل الإعلام مصدرًا تٌنقل عنه الأخبار السياسية وحتى الفنية، لدرجة أنها كانت من طمأن المصريين على صحة الفنان نور الشريف، وطالبت «مروجيّ الشائعات» بتحري الدقة.
تفخر فجر بأنها «عاشقة السيسي»، وترى فيه «قائدًا أعاد البلاد للصدارة» بعد زوال حكم جماعة الإخوان المسلمين، وهذه الأخيرة هي الجماعة التي شهدت الكويتية وجود أعضائها في مجلس نواب بلدها لأعوام جعلتها تناصبها العداء وتجاهر به حد أن رأتهم «غمّة وانزاحت عن مصر»، بل هي تعتبر نفسها واحدة ممن تسببوا في رحيل الجماعة عن الحكم، وهو ما قالته صراحة لصحفي يحاورها «تصدق وتؤمن بالله؟ أنا أحد أسباب سقوط الإخوان».
تصف فجر، المولودة في شهر سبتمبر من عام النكسة 1967، إنها «كويتية الجنسية خليجية الهوى عربية الإنتماء»، وتقول عنها تدويناتها، إن اهتمامها بالشأن العربي لا يقتصر على النقل الإعلامي للأخبار، بل كما فعلت مع مصريين، يتسع اهتمامها ليشمل الهجوم على مسؤولين محليين سواء ما يدور في ليبيا ودعت بسببه إلى طرد المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، واعتبرته «راعي الإرهاب»، كما هاجمت الرئيس السوداني عمر البشير بسبب «علاقاته بالإخوان».
فجر السعيد، متزوجة من محامي كويتي هو سعود السبيعي، وتمتلك شركة إنتاج وقناة فضائية، وهي بجانب الصحافة تعمل كاتبة للدراما الإذاعية والتليفزيونية، وسبق أن رشحت نفسها في انتخابات مجلس الأمة 2014، كما تواجه وشقيقها طلال السعيد، مشكلات مع النظام في بلدها، منها توجيه اتهامات لها في 2010 منها «التحريض على قلب نظام الحكم، والحث على تغيير النظام بالقوة، والتحريض المسلح».