شغل الشيخ محمد عبداللطيف السبكى منصب عميد كلية الشريعة لمدة خمس سنوات، وقبل ذلك شغل موقع مدير عام التفتيش على التعليم الأزهرى كما تولى موقع رئاسة تحرير مجلة الأزهر قرابة العشرين عاما.
وللشيخ السبكى عدد كبير من المؤلفات كان أشهرها «فى رياض القرآن والهجرة والسيرة النبوية والجهاد، والحلال والحرام»، كما أصدر قاموسا «عربى- عربى» على غرار «القاموس المحيط» و«المنتخب من القرآن» و«المنتخب من السنة» و«الموسوعة الدينية» التي أطلقوا عليها لاحقا اسم «موسوعة جمال عبدالناصر»، وكتاب «المنتخب من السنة»، فضلا عن مئات المقالات التي نُشرت بين «منبر الإسلام» و«اللواء الإسلامى» و«الأهرام».
ويذكر لنا نجله الدكتور هانى السبكى أن الشيخ في أواخر حياته كان منكباً على إنجاز كتابه الأخير الذي أراد أن يتوج به مسيرته في التأليف وهو كتاب «القدس» الذي انتهى من فصوله ولم يتبق سوى الفصل الأخير.
وقد توفى الشيخ على مكتبه أثناء انتهائه من هذا الفصل وحاول أبناؤه أن ينشروا ما تم إنجازه لكنهم لم يلقوا دعماً مؤسسياًوكان للشيخ رأى معروف في قضية تحرير المرأة والطلاق نشر في «الأهرام» على عدد كبير من الحلقات وكانت تتسم بالإيجابية التي لا تتنافى مع الشرع وكان قد حصل على شهادة العالمية عام ١٩٢٣ وتدرج في المناصب إلى أن حصل على عضوية هيئة كبار العلماءوكثيرا ما عرضته آراؤه ومواقفه للكثير من الحرج مع النظام آنذاك فلقد كان قاب قوسين من وصوله إلى مشيخة الأزهر لولا رأيه الصادم والمفارق للسائد حول فوائد البنوك والتأمين على الحياة الذي حال دون ذلك.
وتم العدول عن قرار تعيينه شيخاً للأزهر قبل دقائق من وصوله إلى المنصب واختير بدلا منه الشيخ حسن مأمون، اختاره الشيخ المراغى شيخ الأزهر رئيساً للجنة الفتوى لخمس سنوات أو يزيد.
كما كان رئيساً للجنة إحياء التراث الإسلامى بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ولجنة التعريف بالإسلام، وقد كرمه الرئيس مبارك عام ١٩٩٤ بعد وفاته بخمسة وثلاثين عاما وكانت مجلة «منبر الإسلام» قد اتسعت للكثير من المساجلات بينه وبين عباس العقاد.
بقى أن نقول إن الشيخ السبكى مولود في ١٨ سبتمبر عام ١٨٩٦، ولد بقرية سبك الضحاك بمحافظة المنوفية ومن هنا جاء لقبه السبكى نسبة إلى اسم القرية وتوفى «زي النهارده» فى٣١ مارس ١٩٦٩.