«ليبرتيه» الجزائرية: قمة شرم الشيخ الأهم منذ إنشاء الجامعة العربية عام 1945

كتب: أ.ش.أ الإثنين 30-03-2015 14:46

قالت صحيفة «ليبرتيه» الجزائرية الناطقة بالفرنسية، إن قمم الجامعة العربية لم تشهد منذ إنشائها في عام 1945 اهتمامًا مماثلا للقمة الأخيرة التي اختتمت، الأحد، بمدينة شرم الشيخ، مرجعة ذلك إلى الاقتراح المصري الذي كان الأهم على جدول أعمال القمة والمتعلق بإنشاء قوة متعددة الجنسيات لدعم العمل العربي المشترك في مجال الدفاع.

وقالت الصحيفة في موقعها الإلكتروني، الاثنين، أن قمة رؤساء الدول العربية تبنت قرار إنشاء قوة تدخل عربية استجابة لطلب مصر متسائلة: هل سيقاوم هذا المشروع القديم الذي طالما تحدث عنه القادة العرب واحتاروا فيه كثيرًا دون الوقوف على إمكانية تطبيقه على الأرض التناقضات والتباينات السياسية في البلاد العربية؟

وأضافت «ليبرتيه» أن هذا التساؤل يفرض نفسه اليوم بعد اعتماد رؤساء الدول العربية مشروع القرار المصرى بتشكيل قوة عسكرية للتدخل السريع والذى سبقته موافقة وزراء الخارجية العرب، الخميس الماضي.

ورأت الصحيفة أن التحالف العسكري العربي المكون من 10 دول تحت قيادة المملكة العربية السعودية في اليمن يمثل اختبارًا للجيوش العربية في إمكانية قيامها بعمل مشترك وتقييم قدراتها على إرسال قوات جوية وقوات مشاة للبعثات المماثلة، مشيرة إلى أن المبادرة الوحيدة المماثلة التي يمكن التذكير بها تعود إلى السبعينيات عندما تدخلت قوة عربية مشتركة لإنقاذ لبنان ولكنها منيت بفشل ذريع مما اضطر الجيوش العربية للانسحاب ولم يتبق سوى الجيش السوري.

وأعربت «ليبرتيه» عن اعتقادها أن نجاح هذه القوة العربية المشتركة يتوقف على قيامها بمهام مماثلة في مناطق وبؤر التوتر أو أهداف يتم تحديدها، بيد أن المشكلة هو أنه لا يبدو أن مشروع القوة العربية الذي سيقدم للجيوش العربية لتقييم مدى قابليته للتطبيق له أهدافًا واضحة وبرنامجًا محددًا مسبقًا، وبالتالي هناك صعوبة نسبية في تنفيذه على أرض الواقع وضمان استمراريته لفترة طويلة.

وأشارت إلى أن جميع الخبراء يتفقون على أن هذه النقطة هي العقبة الرئيسية لعرقلة هذا المشروع بالنظر إلى أن الـ22 الأعضاء في الجامعة العربية لديهم وجهات نظر مختلفة عن الدور المتوقع لقوة التدخل العربي من حيث أهمية الأخطار، وفى هذا الصدد، نقلت عن مدير مركز القدس للدراسات السياسية أن الأولوية للمملكة العربية السعودية هو مواجهة تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة، أما مصر والأردن فهما يرغبان في مكافحة الإرهاب حيث أن مصر التي تعاني من الإرهاب في سيناء وفي ليبيا ستبذل قصارى جهدها للحصول على مساعدة في تعقب تنظيم «داعش» واستمرار عملياتها ضد مخابئ المتطرفين في شرق ليبيا.

واختتمت بالإشارة إلى أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فتح الباب أمام هذا الطريق عندما اعتمد، الجمعة الماضية قرارًا بمساندة المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» والجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة وفروعه في ليبيا.