التقى الرئيس حسنى مبارك، أمس، الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، والمبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط جورج ميتشل، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، خلال محادثات منفصلة مع كل منهم، لبحث تطورات عملية السلام فى الشرق الأوسط ونتائج المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، والمطالب الأمريكية بتحويلها إلى مفاوضات مباشرة. وتركزت مباحثات مبارك وعباس بمقر رئاسة الجمهورية فى مصر الجديدة حول آخر تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، والجهود الرامية لتهيئة الظروف اللازمة لدفع مسيرة السلام وتحقيق حل الدولتين، والاتصالات الأمريكية - الفلسطينية الأخيرة من أجل هذه الغاية.
وحضر المقابلة أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، والوزير عمر سليمان، ومن الجانب الفلسطينى الدكتور صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، ونبيل أبوردينة، الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية، والدكتور بركات الفرا، سفير دولة فلسطين بالقاهرة.
كما بحث الرئيس مبارك مع المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى الشرق الأوسط جورج ميتشل، على مدى 45 دقيقة، نتائج الجولة التى يقوم بها ميتشل فى المنطقة، ولقاءاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، بشأن تطورات المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والجهود التى تبذلها مصر والولايات المتحدة لتقريب وجهات نظر الطرفين،
وحضر المباحثات من الجانب الأمريكى مارجريت سكوبى، سفيرة الولايات المتحدة لدى القاهرة، وديفيد هيل، نائب المبعوث الأمريكى. كان الرئيس الفلسطينى والمبعوث الأمريكى قد التقيا، أمس الأول، فى رام الله، قبيل توجههما إلى القاهرة، ورفض ميتشل الإدلاء بتفاصيل بعد اللقاء مكتفيا بالقول: «أنهينا اجتماعاً بناء ومثمراً جداً»، مؤكداً التزام إدارة أوباما بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
من جانبه، وصف الأمين العام المساعد فى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضى المحتلة، محمد صبيح، اللقاءات التى شهدتها القاهرة، أمس، بأنها بالغة الأهمية، وأضاف فى تصريحات لراديو «سوا» الأمريكى أن ما تقوم به القاهرة «محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عملية السلام».
فى سياق متصل، التقى عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى الشرق الأوسط جورج ميتشل، بعد ظهر أمس، حيث بحث الجانبان تطورات عملية السلام والمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلى، والانتهاكات الإسرائيلية لعملية السلام.
وقالت مصادر عربية مطلعة قبيل الاجتماع لـ«المصرى اليوم» إن الجامعة العربية ستقدم عدداً من الاستفسارات للمبعوث الأمريكى تتعلق بموقف الإدارة الأمريكية من الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى، وفى مقدمتها استمرار الأعمال الاستيطانية فى الضفة الغربية والقدس.
وأضافت المصادر أن الجامعة ستبلغ ميتشل بخطورة الممارسات الإسرائيلية على عملية السلام برمتها، مؤكدة أنه لا يمكن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة طالما استمرت هذه السياسة الجديدة، إلى جانب رفضها المخطط الذى أعلنته حكومة الاحتلال الإسرائيلى، والذى يهدف إلى فصل قطاع غزة سياسياً واقتصادياً وإدارياً عن سلطات الاحتلال، معتبرة أنه يهدف إلى تخلى سلطة الاحتلال عن مسؤولياتها تجاه الأراضى التى تحتلها.
كما التقى موسى، مساء أمس الأول، الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى مقر إقامته بالقاهرة بقصر الأندلس، وبحث معه مجمل الأوضاع المتعلقة بالوضع الفلسطينى، والتطورات الخاصة بوضع مسار السلام، ونتائج زيارة المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل خلال الفترة الحالية للمنطقة. وتطرق لقاء موسى وعباس إلى الاجتماع الخاص بلجنة متابعة المبادرة العربية، المقرر عقده فى 29 من الشهر الجارى، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، بهدف تقييم مفاوضات التقريب التى ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبه، وصف موقع «آرتز شيفا» الإخبارى الإسرائيلى مباحثات الرئيس مبارك مع أبومازن وميتشل ونتنياهو بأنها سيناريو متوقع لتفادى احتمال فشل المحادثات غير المباشرة التى ترعاها الولايات المتحدة، ناقلاً عن مدير القسم الأوروبى بمركز القدس للشؤون العامة، فريدى ايتمن، قوله إن المشهد الحالى أشبه بـ«الدبلوماسية البالية»، زاعماً أن الرئيس مبارك يحاول «خطف الأضواء من المبعوث الأمريكى».
على صعيد آخر، استقبل الرئيس مبارك، أمس، شريف شيخ أحمد، رئيس جمهورية الصومال، وتناولت المحادثات التى جرت فى مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة تطورات الوضع فى الصومال والجهود المصرية والأفريقية الداعمة لتحقيق الاستقرار فى هذا البلد الشقيق، كما تم تبادل الآراء إزاء مجمل الأوضاع فى منطقة القرن الأفريقى والعلاقات الثنائية بين مصر والصومال.