تحقيقات «قنبلة جامعة القاهرة»: بلاغ سلبي عن عبوة بفيصل قبل التفجير

كتب: محمد القماش الأحد 29-03-2015 19:06

كشفت تحقيقات حادث التفجير أمام جامعة القاهرة، عن مفاجآت، في مقدمتها أن مجهولين اتصلوا على قوات الشرطة لإبلاغهم بوجود قنبلة عند مطلع كوبرى فيصل، وبتحرك القوات وحضور خبراء المفرقعات، تبين سلبية البلاغ، وكانت قنبلة أخرى قد انفجرت فور جلوس الضباط بأماكن تمركزهم، بجوار بوابة كلية دار العلوم، ناحية منزل مترو الأنفاق، حيث انتظر الجناة تجمع الضباط عند أماكن تمركزهم الأمنى لتفجير القنبلة.

وأفادت نيابة الأحداث الطارئة، بجنوب الجيزة، برئاسة المستشار مدحت مكي، الأحد، عن حادث تفجير قنبلة شديدة الانفجار أمام جامعة القاهرة، وأسفر عن إصابة 10 أشخاص، بينهم 5 ضباط ومجند و4 من أفراد شركة الأمن الإداري و«فالكون»، عدم وجود كاميرات مراقبة على سور جامعة القاهرة، المطل على شارع السودان ناحية بوابة كلية دار العلوم.

وأرجعت مصادر قضائية، ذلك إلى الإهمال والتقصير الأمنى بالرغم من سلسلة التفجيرات التي نفذت بمحيط الجامعة، بدءًا بحادثة العميد طارق المرجاوى، رئيس قطاع مباحث غرب الجيزة، مرورًا بتفجير كلية الهندسة، وبعثور النيابة على كاميرات مراقبة مثبتة على كوبرى المشاة، الواصل بين محطة مترو الأنفاق وجامعة القاهرة، تبين عدم التقاطها صورًا للتفجير، وكذا تحفظت النيابة على تسجيلات كاميرات المرور القريبة من بوابة كلية دار العلوم، بعدما اتضح وجود تسجيلات عليها للمارة، فأمرت النيابة خبراء توثيق المعلومات بوزارة الداخلية بتفريغها في محاولة للتوصل إلى أي خيوط تقود التحقيقات إلى تحديد الجناة.

فيما تناقضت روايات شهود العيان، حول مكان القنبلة، حيث أكد البعض أنها كانت مثبتة أعلى عمود للإنارة بالقرب من تمركز الضباط المكلفين بتأمين الجامعة، وآخرين أفادوا أنها كانت أعلى «تاندة»، وحسب رواية ثالثة كانت موضوعة على حائط حجرة الأمن الإداري مكان جلوس الضباط أيضًا عند مدخل جامعة القاهرة، القريب من محطة مترو الأنفاق.

وانتقل فريق من النيابة إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، لسماع أقوال الضباط المصابين، الذين أشاروا إلى أنهم فوجئوا بالانفجار من خلف ظهورهم بالجهة اليسرى، وكعاداتهم يجلسون وظهورهم إلى حجرة الأمن في مواجهة محطة المترو المقابلة لدخول الجامعة، ولم ينتبهوا إلى مركز الانفجار، لإصابتهم بحالة من الفزع، فأمرت النيابة خبراء الأدلة الجنائية تحديد مركز التفجير وموجته الانفجارية ومداها.

وتوصلت معاينة النيابة إلى أن القنبلة المنفجرة كانت تحوى موادا شديدة الانفجار، بخلاف بلى وشظايا ومسامير، حيث استقرت قطع معدنية منها في رئة ضابط حالته خطيرة، ويجرى عملية جراحية بمستشفى الشرطة، وتبين أن ضابط ثانٍ مصاب بارتشاح في المخ، إثر سقوط كتلة حديدية فوق رأسه، جراء شدة الانفجار، كما استقرت شظايا معدنية في أجساد باقى المصابين الذين يخضعون للعلاج، بمستشفى الطلبة الجامعى، وبولاق الدكرور.

وتبين من خلال المعاينة، وجود تلفيات بغرفة الأمن الإدارى، مكان جلوس الضباط خارجها، بالإضافة إلى العثور على بقع دماء متعددة بموقع الحادث، رفعها آثار خبراء المعمل الجنائى لمضاتاتها بدماء المصابين، كما تبين أن الانفجار لم يحدث حفرة في الأرض، بما يؤكد تثبيت القنبلة أعلى حوائط أو جدران.

وأوضحت التحقيقات، أن هناك قصورًا أمنيا تسبب في التفجير، فوردت على لسان الضباط المصابين عبارات أنهم مع تسلميهم للخدمات الأمنية صباح السبت، لم يلاحظوا أجساما غريبة، دون أي تمشيط للمنطقة، كما أن الحراسات الأمنية تبقى على حالها في أيام الدراسة، ويوم العطلة «الجمعة» تغيبت الحراسات عن الجامعة، ما يستغله الجناة في زرع القنابل وتثبيتها دون رصد تحركاتهم، ويفجرونها في اليوم التالى عن بُعد، بواسطة الاتصال على شريحة هاتف محمول، تكون موصولة بالقنبلة.

وأشارت مصادر قضائية، إلى أن منفذى الحادث، يرجح إطلاعهم ومراقباتهم لتحركات قوات الشرطة، لأنه ورد بلاغ سلبى بوجود قنبلة عند مطلع كوبرى فيصل، وتمت الاستعانة بخبراء المفرقعات، ثم فجر الجناة قنبلة جامعة القاهرة، فور وصول القوات إلى أماكن تمركزهم مجتمعين، ما أسفر عن إصابة 10 أشخاص.