القمة تختتم أعمالها: التضامن العربي قولاً وفعلاً

كتب: خليفة جاب الله ‏, محسن سميكة, أحمد يوسف الإثنين 30-03-2015 09:02

اختتمت القمة العربية السادسة والعشرون أعمالها بمدينة شرم الشيخ، الأحد، وأكد إعلانها الختامى على التضامن العربى قولاً وفعلاً في التعامل مع التطورات الراهنة التي تمر بها المنطقة، وعلى الضرورة القصوى لصياغة مواقف عربية مشتركة في مواجهة جميع التحديات.

وقال الرؤساء والملوك العرب في الإعلان: «نحن قادة الدول العربية المجتمعين في الدورة السادسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي كرست أعمالها لبحث التحديات التي تواجه أمننا القومى العربى وتشخيص أسبابها، والوقوف على الإجراءات والتدابير اللازمة لمجابهتها بما يحفظ وحدة التراب العربى ويصون مقدراته وكيان الدولة، والعيش المشترك بين مكوناته في مواجهة عدد من التهديدات النوعية، وهو الأمر الذي يتطلب تضافر جهودنا واستنفار إمكانياتنا على شتى الأصعدة، السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، إذ نؤكد اعتزازنا بجامعتنا العربية في الذكرى السبعين لإنشائها، فإننا نجدد التزامنا بمقاصد الزعماء والقادة المؤسسين من ضرورة توثيق الصلات بين الدول الأعضاء، وتنسيق خططها السياسية تحقيقاً للتعاون بينها، وصيانة استقلالها وسيادتها، والمحافظة على تراثها المشترك، وإذ ندرك أن مفهومنا للأمن القومى العربى ينصرف إلى معناه الشامل وبأبعاده السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، من حيث قدرة الدول العربية على الدفاع عن نفسها وحقوقها وصيانة استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها، وتقوية ودعم هذه القدرات من خلال تنمية الإمكانيات العربية في مختلف المجالات، استناداً إلى الخصائص الحضارية والجغرافية التي تتمتع بها، وأخذاً في الاعتبار الاحتياجات الأمنية الوطنية لكل دولة والإمكانيات المتاحة والمتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية التي تؤثر على الأمن القومى العربى، وإذ نستشعر أن الأمن العربى بات تحت تهديدات متعددة الأبعاد، فبنيان الدولة وصيانة أراضيها أضحيا محل استهداف في أقطار عربية عديدة، ونتابع بقلق اصطدام مفهوم الدولة الحديثة في المنطقة العربية بمشروعات هدامة تنتقص من مفهوم الدولة الوطنية، وتفرغ القضايا العربية من مضامينها، وتمس بالتنوع العرقى والدينى والطائفى وتوظفه في صراعات دموية برعاية أطراف خارجية ستعانى هي نفسها من تدمير كل موروث حضارى كان لشعوب المنطقة دور رئيسى في بنائه، فضلاً عن التحديات التنموية والاجتماعية والبيئية، وإزاء كل ما يحيط بالأمن القومى العربى من تهديدات وتحديات في المرحلة الراهنة تهدد المواطنة كأساس لبناء مجتمعات عصرية تحقق الرفاهية والازدهار لشعوبها كى تستعيد الأمة العربية مكانتها المستحقة، فإننا نؤكد على التضامن العربى قولاً وعملاً في التعامل مع التطورات الراهنة التي تمر بها منطقتنا، وعلى الضرورة القصوى لصياغة مواقف عربية مشتركة في مواجهة جميع التحديات، ونجدد تأكيدنا على أن ما يجمع الدول العربية عند البحث عن إجابات على الأسئلة الرئيسية للقضايا المصيرية هو أكبر كثيراً مما يفرقها، ونثمن في هذا السياق الجهود العربية نحو توطيد العلاقات البينية وتنقية الأجواء».

وجدد القادة العرب تعهدهم بالعمل على تحقيق إرادة الشعوب العربية في العيش الكريم والمضى قدماً في مسيرة التطوير والتنوير، وترسيخ حقوق المواطنة وصون الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية وحقوق المرأة وتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وجودة التعليم، مؤكدين أنهم يدركون أهمية تلك الأهداف كأدوات رئيسية وفاعلة تصون منظومة الأمن القومى العربى، وتعزز اننتماء الإنسان العربى وفخره بهويته.

ودعا القادة العرب المجتمع الدولى إلى دعم الجهود العربية في مكافحة الإرهاب، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتجفيف منابع تمويله للحيلولة دون توفير الملاذ الآمن للعناصر الإرهابية، مشددين على ضرورة تنسيق الجهود الدولية والعربية في هذا المجال من خلال تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية، والتعاون القضائى والعسكرى، كما شددوا على حتمية الشمولية في الرؤية الدولية في التعامل مع الإرهاب دون انتقائية، أو تمييز بحيث لا تقتصر على مواجهة تنظيمات بعينها وتتجاهل أخرى، خاصة أن كل التنظيمات يجمعها نفس الإطار الأيديولوجى، وبينها تنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات والمقاتلين والسلاح، مؤكدين رفضهم الكامل لأى ربط بين تلك الجماعات أو ممارساتها، بالدين الإسلامى الحنيف.

ودعا الزعماء العرب المؤسسات الدينية الرسمية العربية كافة إلى تكثيف جهودها والتعاون فيما بينها، للتصدى للأفكار الظلامية والممارسات الشاذة التي تروج لها الجماعات الإرهابية، والتى تنبذها الأديان السماوية، وإلى العمل على تطوير وتجديد الخطاب الدينى بما يبرز قيم السماحة والرحمة وقبول الآخر، ومواجهة التطرف الفكرى والدينى ودحض التأويلات الخاطئة لتصحيح المفاهيم المغلوطة تحصيناً للشباب العربى.

وشدد القادة على دور المثقفين والمفكرين العرب ووسائل الإعلام، والقائمين على منظومة التعليم، في نشر قيم المواطنة والاعتدال، مؤكدين إدراكهم أن التحديات العربية باتت شاخصة لا لبس فيها، ولا تحتاج إلى استرسال في التوصيف، إنما تحتاج إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتصدى لها، وهو ما تجلى بشكل ملموس في المنزلق الذي كاد اليمن يهوى إليه، وهو ما استدعى تحركاً عربياً ودولياً فاعلاً بعد استنفاد كل السبل المتاحة للوصول إلى حل سلمى ينهى الانقلاب الحوثى ويعيد الشرعية، مؤكدين استمرار التحرك حتى تنسحب الميليشيات الحوثية وتسلم أسلحتها ويعود اليمن قوياً موحداً.