القمة العربية.. أن نكون أو لا نكون

يحيى الجمل الأحد 29-03-2015 20:54

عندما يصل هذا المقال إلى قرائه تكون القمة العربية التى تنعقد فى شرم الشيخ والتى يرأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، تكون تلك القمة قد انتهت فعلا ولكنى أحاول هنا أن أدرس التحديات التى تواجه هذه القمة من كل ناحية والآمال المعقودة عليها من كل الشعوب العربية.

انعقدت القمة العربية بعد أمرين بالغى الأهمية ويقينا لها تأثير إيجابى على اجتماعات القمة.

أما أول هذين الأمرين فهو المؤتمر الاقتصادى العربى والعالمى الذى عقد فى نفس مدينة السلام – شرم الشيخ حيّاها الله - والذى أطلقت عليه فى مقال سابق «عرس عربى رائع» لقد كان فعلا عرسا عربيا رائعا وكان اعترافا واضحا بأهمية مصر فى وطنها العربى وكونها ركيزة البنيان العربى هى والمملكة العربية السعودية وكنا نقول فى الماضى القريب والعراق، ولكن العراق للأسف الشديد دمر لأسباب بالغة التخلف. ومع ذلك فإن العراق – أنقذه الله وحماه – كان له موقف رائع من الأطماع الإيرانية ويعطى أهمية لذلك الموقف أنه جاء من المرجع الشيعى الكبير سماحة السيد السيستانى الذى قال بوضوح « إننا عراقيون نعتز بهويتنا العراقية» وكانت تلك لطمة للإمبراطورية الفارسية من مرجع شيعى كبير.

نعود الآن إلى القمة العربية التى ستنعقد غداً فى شرم الشيخ – أكتب هذا المقال يوم الجمعة – وأنوه بأن المؤتمر الاقتصادى كان مقدمة طيبة وكان عرسا عربيا يمهّد لاجتماعات القادة العرب أو أنه بالفعل مهّد فعلا لاجتماع القمة العربية.

أما الأمر الثانى والأكثر أهمية فهو قيادة السعودية ومعها عشر دول عربية تمتد من المشرق إلى أقصى المغرب لتطهير «اليمن» من الحوثيين الذين هم الأداة الإيرانية لتخريب اليمن والسيطرة عليه فارسيا والتى أطلق عليها – أى الحملة – إعلامياً «عاصفة الحزم » التى شارك فيها مائة وتسعة وسبعين طائرة وأكثر من مائة وخمسين ألف جندى من عشر دول عربية استطاعت بالفعل أن تشتت شمل الحوثيين وأن تدمر بطارياتهم ودفاعاتهم الجوية وأدت إلى هروب زعمائهم من اليمن كله.

وكان طبيعيا أن تشارك جمهورية مصر العربية بقوات بحرية وجوية وأن تبدى على لسان وزير خارجيتها استعدادها لإرسال قوات برية إذا لزم الأمر.

وقد رحب العالم كله بهذه الحملة عدا الأمبراطورية الفارسية بطبيعة الحال.

هذان الأمران الهامان مهّدا تمهيدا قويا وإيجابيا لمؤتمر القمة.

وهنا أريد أن أتكلم عن الآمال والتحديات – رغم أن الاجتماع سيكون قد انتهى عندما يسعى هذا المقال إلى قارئه.

ولكنها على كل حال محاولة – أرجو أن تكون موضوعية – لنوع من التحليل السياسى.

الكل يدرك من القادة ومن المشتغلين بالهم العام أن الأمة العربية تجتاز مرحلة بالغة الدقة وبالغة الخطورة وأن المتربصين يحيطون بنا من كل جانب سواء كانت الإمبراطورية الفارسية بأحلامها أو الإمبراطورية العثمانية بخرافاتها وليس أمام الأمة العربية إلا أن تتوحد وليس أمام الجامعة العربية إلا أن تعيد النظر فى ميثاقها وفى منظماتها وفى اتفاقياتها المعطلة والتى إن نفذت تحقق بها التكامل الاقتصادى وتحقق بها الدفاع المشترك أمام الأخطار المحدقة من كل جانب.

لا أريد أن أكرر أن الإمبراطورية الفارسية من ناحية والإمبراطورية العثمانية من ناحية أخرى وأن الولايات المتحدة الأمريكية والتى لا يعنيها إلا إسرائيل وأمن إسرائيل تريد أن تجهز على ما بقى من الأمة العربية والواضح أنه لم يبق هناك إلا الجمهورية المصرية العربية بجيشها وأزهرها وكنيستها وأمنها ومن وراء ذلك كله شعب مصر العظيم.

حفظ الله العروبة.

حفظ الله مصر.

والله المستعان.

elgamallawoffice@gmail.com