الجنس تحت الحجاب في إيران (1)

مي عزام الأحد 29-03-2015 14:11

أيادى إيران تمتد لخارج حدودها، إيران في العراق، إيران في سوريا، إيران في لبنان، إيران في اليمن، إيران في البحرين، إيران نفوذها يمتد لخارج حدودها ويطوق دول الخليج القلقة، الأمر يتحول إلى كابوس ،ولن يقف عند هذا الحد، وخاصة بعد اقتراب مفاوضات ملفها النووى، الذي قد ينهى قائمة العقوبات الطويلة التي تتعرض لها منذ عقود، إيران الجمهورية الإسلامية التي يسيطر عليها آيات الله ورجال الدين الأقوياء، نجدها على الجانب الآخر فاقدة السيطرة على ليالى طهران التي لاتختلف كثيرا عن ليالى الأنس في أي بلد أخرى .

تقرير صادم ومخيف عن ظاهرة ممارسة الجنس خارج الزواج في إيران ،يجعلنا نتسائل عن العلاقة بين الجنس ونظام الحكم الإسلامي؟

السؤال انفجر مؤخرا في وجه الإيرانيين، بعد أن ارتفعت أصوات جريئة تحذر من زيادة الجرائم الجنسية، وارتفاع معدلات العلاقات المحرمة خارج إطار الزواج.

في مايو من العام الماضى فوجئ رواد مهرجان كان السينمائي في فرنسا بفيلم إيراني قصير عن قضية ممارسة الجنس خارج إطار الزواج، وأثار الفيلم الذي أخرجه الشاب على أصغر ضجة كبيرة، ورشح لإحدى الجوائز، وقد حرصت على مشاهدة الفيلم الذي يحمل عنوان «أكثر من ساعتين» ويحكى قصة شاب وصديقته في ورطة، فالفتاة تعانى من نزيف نسوى حاد، فاصطحبها الشاب في سيارته إلى المستشفى، لكن جميع المستشفيات التي ذهب إليها (خاصة وحكومية) رفصت استثبال الحالة طبقا للقانون، فالفتاة تعانى من نزيف بسبب علاقة جنسية، ولابد من وجود وثيقة زواج أو حضور ولى الامر الشرعى، واضطر الشاب للاتصال بأسرة حبيبته متحملا أية مخاطر في سبيل إنقاذها، لكن الفتاة لم تستطع تحمل ذلك، وألقت بنفسها في النهر تخلصا من حياتها وخوفا من الفضيحة .

الفيلم ركز على فاجعة موت فتاة بسبب خوفها من نظرة المجتمع المغلق، لكنه فتح الحديث عن ظاهرة العلاقات الجنسية خارج الزواج، ممادفع مجلة «إيكونوميست» البريطانية للاهتمام بالقضية، ولقد نشرت تقريرا خطيرا بشأن هذه الظاهرة قالت إنه صادر عن جهات رسمية إيرانية، ثم أوضحت أن التقرير الذي يتضمن 82 صحفة أعده قسم الدراسات والبحوث في البرلمان الإيراني، ويكشف أن 80% من النساء غير المتزوجات في إيران يقمن علاقات مع رجال، وهذا لا يقتصر فقط على البالغات، إنما يشمل طالبات المدراس في المرحلة الثانوية.ولا يقتصر الأمرعلى علاقات تجمع بين الرجال والنساء، بل 17% من أصل 142 ألف طالب، استطلع التقرير آراءهم، قالوا إنهم خاضوا تجربة جنسية مثلية.

كان التقرير بمثابة قنبلة مدوية، لكن الجهات الحكومية حاولت التكتم عليه، لدرجة أن أحد المسؤولين رد بعصبية على الإعلام الغربي معتبرا أن ما يقوم به الأفراد خلف جدران بيوتهم شأن خاص بهم لايمكن للحكومة مراقبته، ولاعلاقة لها به.

تساءلت «إيسكونوميست» عن موقف السياسيين الإيرانيين من هذه الظاهرة؟، كما تساءلت عن طريقتهم في مواجهتها؟

وعبرت المجلة عن صدمتها من الإحابات التي اقتصرت تقريبا على فكرة توسيع نطاق زواج المتعة في إيران، والذي يسمى «الصيغة»، إذ يمكن هذا الارتباط لمدة تستمر بضع ساعات إلى عشرات السنين.

وفى التقرير قالت زهراء (صيدلانية- 32 سنة ) إنها لا تحتاج ترخيص لممارسة الجنس فهو حق لكل إنسان، وتضيف زهراء التي تعيش مع صديقها في شمال طهران، لدي حياة واحدة، وعلى الرغم من أنني أحب بلدي، ولكن لا يمكن أن أنتظر حتى ينضج قادتها.

جرأة زهراء لاتتمتع بها الكثير من النساء الإيرانيات، اللواتى ربما يفكرن بنفس الطريقة، مجلة فورن بوليسى الأمريكية نشرت دراسة تحليلية تحت عنوان «إيران تعيش ثورة جنسية غيرمسبوقة»حاولت فيها أن تجلى الحقيقة.

نستكمل الحديث في مقال الثلاثاء بإذن الله .

ektebly@hotmail.com