«عندما ينعدم الأمان فى الحياة الزوجية وتصبح الطمأنينة حلما بعيد المنال فعندها مرحبا بأبغض الحلال... أى الطلاق»
بهذه الكلمات تبدأ محاسن صابر حديثها فى مدونتها التى تحمل اسم «أنا عايزة أطلق». تلك المدونة التى أطلقتها منذ ما يقرب من حوالى عام والتى أرادت من خلالها أن تعبر عن مشكلتها وترصد معاناتها كامرأة مثل آلاف النساء فى مصر والوطن العربى اللاتى أردن الحصول على الطلاق بالطرق القانونية فانتهى بهن الحال إلى كونهن معلقات بين المحاكم للحصول على حكم الطلاق، وهى تعانى نوعا آخر من المعاناة التى تكمن فى نظرة المجتمع المتدنية لها كامرأة مطلقة.
تتناول فى المدونة الثغرات الموجودة فى قانون الأسرة والتى يستغلها بعض الرجال فى تضييق الخناق على الزوجة التى تريد الحصول على الطلاق ومن خلال المدونة تناولت محاسن بمنتهى الموضوعية تجربتها الشخصية فى طلب الطلاق دون الإساءة إلى طليقها كما رفضت فى تدوينة أخرى فكرة اللجوء إلى الخلع حيث قالت:
«أرفض اللجوء إلى قانون الخلع لسببين، أولهما الحفاظ على صورة الرجل أمام المجتمع، كما أنه أب فيجب مراعاة ذلك دائماً، وثانيهما أنه فى بعض الحالات يلجأ الرجل إلى حيلة ماكرة وهى رفضه للتطليق لكى تذهب زوجته لطلب خلعه، وبالتالى لا يتحمل تكاليف النفقة والمؤخر».
أهم ما تهدف إليه هذه المدونة هو إنصاف المطلقات. واستطاعت فى فترة قليلة أن تستقطب عددا كبيرا من النساء والرجال بل وأصبحت مكانا للفضفضة فيما يخص مشاكل المطلقات والمطلقين أو من يقدم على هذا القرار.
ونتيجة لهذا النجاح الذى حققته المدونة، قررت محاسن أن تحاول أن تضيف لنجاح المدونة إذاعة على الإنترنت يسمعها كل من فى مصر والوطن العربى تحاول من خلال برامجها مناقشة المشكلات التى تعانى منها المطلقة مع الرجل فى المجتمع، ومع كل من حولها من أصدقاء وجيران، وحتى الأقارب، فمجتمعاتنا العربية تنظر إلى المرأة المطلقة على أنها امرأة سهلة، فاشلة وإلا ما كانت تطلق، وتظل المطلقة تحاول أن تدافع عن نفسها لتثبت براءتها من عورة الطلاق.
وعن المدونة والإذاعة تقول محاسن: ليس هدفى أبدا الترويج للطلاق ولكنى أؤمن بأنه عندما تفشل المرأة فى أن تعيش مع زوجها الحياة التى تريدها ويفشل كل منهما فى فهم الآخر فمن حقها أن تختار وتتخذ قرار الطلاق، ولعل هدفى من المدونة ومن بعدها الإذاعة هو أن يتم تحسين صورة المطلقة، وعرض مشكلات المرأة المطلقة فى المجتمع الشرقى الذى نعيش فيه، وأن المطلقة ليست وصمة عار لأهلها ولا لمجتمعها، فمثلها مثل أى إنسان مر بتجربة فاشلة فى حياته يواصل حياته بعدها.
ومن الجدير بالذكر أنه منذ ما يقرب من عام شهدت مدونه «أنا عايزة أتجوز» نجاحا كبيرا وتحولت إلى كتاب حقق مبيعات كبيرة والآن نحن أمام تجربة عكسية تدرس مشاكل ما بعد الطلاق وإن دل ذلك على شىء فعلى أن المراة المصرية أصبحت أكثر قوة فى عرض مشاكلها ومحاولة توصيل صوتها وآرائها إلى كل الناس بكل الوسائل المتاحة.
لمتابعة المدونة:
http://ayzaatalawa.blogspot.com