أكد مفتي عام المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن تلك العقوبة «عاصفة الحزم» التي وقعت على جماعة الحوثي إنما وقعت كفًا للشر وتأديبا للعصاة والمجرمين وإشعارهم أن الأمة قوية منيعة متحدة مجتمعة الكلمة تنطلق من منطلق واحد هو منطلق الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأضاف المفتي في تصريحات لصحيفة «المدينة» السعودية، السبت، أن الحوثي عدو للدين والأمن والاستقرار، لذلك هيأ الله لردهم قلوب ثابتة ورجال صادقين باشروا بأنفسهم هذه المهمة وأعطوا العدو درسا لن ينساه، بأن الأمة يقظة مهتمة بأمر دينها لا ترضى بالذل والهوان، فهي في موضع الدفاع عن الإسلام والعقيدة والأرض والأمة.
وأوضح أن المسلمين ينظرون إلى هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين نظرة الاحترام والتقدير ويعلمون أن تصرفاتها تصرفات حكيمة لا تنطلق عن هوى وعواطف ولكن تنطلق من دين وعقيدة، فهي لا ترضى بالذل والهوان، فهي تحسن وتبذل وتقرض وتعطي ولكن عندما لا ينفع إكرام ولا نصيحة ولا توجيه فلابد من قوة تردع الظالمين وتقضي على المجرمين وتوقف المسيئين عند حدهم، لذلك كان تصرف حكومتنا تصرفا في موقعه - جزاهم الله خيرا- أيده جميع المسلمين في الداخل والخارج، مشيدا بالدول العربية والإسلامية التي ترى في أمن واستقرار هذا البلد أمن واستقرار لها.
وحذر المفتي من الإشاعات والأراجيف وطالب بأخذ الأخبار من مصادرها الموثوقة وترك افتراءات الكاذبين الذين يروجون إلى أن تدخل التحالف ليس لصالح اليمن بل جاؤوا ليضروا ويفسدوا، ومشددا على تكاتفهم وتعاونهم ضد عدوهم ليخروجوه من أرضهم.
وتابع المفتي: «على الأمة أن تشعر أن أعداءها بالأمس هم أعداء اليوم، وأن الواجب عليها أن تجتمع كلمتها وتوحد صفوفها وأن يكون الأمر شورى بينهم في كل أمورهم؛ ليتخلصوا من ظلم الظالمين وطغيان الطغاة، وجتماع الأمة وتفاهمها وتعاونها فيما بينها سبب لقوتها والقضاء على الخلايا الفاسدة التي تحمل الشر والبلاء للأمة متسترين وراءهم أعداء الإسلام، فهذه الخلايا الجاهلة تنفذ ما يخططه الأعداء من غير علم ولا روية ولا بصيرة»، مبينا أن هؤلاء الفرس يسعون للإضرار بالأمة من خلال اتخاذهم أشخاصا جهلاء قليلي علم ومعرفة وربما أفكار سيئة وأخلاق قبيحة يريدون ليضروا بالأمة.