رحلة «سالمة» إلى المكسيك

نيوتن الجمعة 27-03-2015 21:10

كنت فى زيارة عائلية لكندا. بالعربى زيارة ولادة. يبدو أن القادرين جميعا يفضلون أن تتم ولادة أطفالهم خارج مصر. فى أمريكا- كندا. هكذا يتمتع أولادهم بالجنسية الراقية دون عناء. يتمتع أولادهم أيضا بحق الرعاية الصحية- والتعليم المدعم الراقى- والمعاش المحترم بعد ذلك.

ما علينا ذلك الصباح دخلت علىَّ الطفلة «سالمة» ذات السبع سنوات. هى فى حكم حفيدة لى. قالت بفرحة إن فصلها بالكامل سيقوم برحلة إلى المكسيك. سألتها: متى؟. قالت: بدءا من اليوم ولمدة 4 أيام. فوجئت بها فى البيت فى نفس اليوم قرب المغرب، سألتها: ماذا عن رحلة المكسيك؟. قالت: قمنا بها فعلا. ركبنا الطائرة التى نزلت بنا فى مطار فلوريدا. منها أخذنا طائرة أقلتنا مباشرة إلى المكسيك العاصمة.

أخذتنى الدهشة. لاحظت هى ذلك. قالت إنها رحلة virtual، أى رحلة تصورية. نحن نجلس فى الفصل، نقوم بتقديم جوازات سفرنا عبر شباك، كما نظام الجوازات، ثم نركب الطائرة، ويعرض علينا فيلم كما لو كنت فى طائرة. ثم نقوم بزيارة أهم معالم مدينة كل يوم. حتى لا أطيل، فى نهاية اليوم الرابع، كانت تشرح لى أهم معالم المكسيك، أكبر دول أمريكا الجنوبية. تخبرنى عن أهم أكلاتهم التى جربتها فى فصل المدرسة. رسمت لى علم المكسيك. تباهت أمامى بأنها تحسن العد من 1 إلى 10 بالإسبانية لغة المكسيك. غنت لى أشهر أغانيهم. وصفت لى ملابسهم. صورت أهرامات المكسيك الشهيرة. أخذت صورا لها مع زملائها.

إلى هنا تعجبت. حزنت على نفسى هذه المرة، ليس فقط على أطفال بلدى. تبين لى أننى لم أزر فى حياتى سانت كاترين، أو النوبة. أى واحة من واحات بلدى. أخجل لو اعترفت أننى لم أزر المنصورة، وكذلك دمياط فى حياتى. وغيرها كثير من مدن بلدى. أشعر بتأنيب الضمير. أتمنى أن تأخذنى مدرسة فى رحلة من هذا النوع.

حتى وإن أجلسونى فى فصل مدرسى، من جديد.

تعليم!!

newtonalmasry4@gmail.com