صنعاء فى قلب المعركة: السكان يهربون من مناطق تمركز الحوثيين

كتب: وكالات الجمعة 27-03-2015 09:28

«لم ينم أبنائى طوال الليل»، «الانفجارات حطمت نوافذ المنزل»، «نخشى الحرب وإغلاق الأسواق»، «سنغادر إلى القرى البعيدة».. جميعها عبارات أطلقها سكان العاصمة اليمنية صنعاء، الذين عاشوا حالة من الرعب منذ منتصف ليل الأربعاء- الخميس، على وقع الانفجارات المدوية للصواريخ التى تهطل من السماء من قبل قوات عملية «عاصفة الحزم»، فى مقابل الدفاعات الجوية الكثيفة من الأرض من قبل الحوثيين.

وهرب آلاف الأهالى من منازلهم خوفاً من القصف، وهرعوا لشراء المؤن والوقود، بعد إطلاق السعودية عملية «عاصفة الحزم» الجوية واسعة النطاق، ضد المتمردين الحوثيين بمشاركة دول عربية وإسلامية.

ورأى شهود عيان مئات الأسر تنزح من الأماكن الواقعة بجانب المقار الرئيسية للحوثيين، والقواعد العسكرية التى تضم قوات موالية للرئيس السابق على عبدالله صالح المتحالف معهم، الذى يرى المراقبون أن له دوراً كبيراً فى تقدم الحوثيين إلى صنعاء وكذلك إلى عدن.

وقال المواطن أحمد يحيى: «سنغادر إلى قريتنا الواقعة شمال المدينة».

وشهد حى الجراف فى شمال صنعاء نسبة نزوح كبيرة، وهو حى معروف بموالاة نسبة كبيرة من سكانه للحوثيين، كما يضم هذا الحى عدداً من الوزارات والمؤسسات الأمنية والعسكرية، فيما أُغلقت جميع المدارس والمؤسسات التعليمية فى المدينة.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، توافد سكان صنعاء بكثافة على محطات الوقود المنزلى والمتاجر لشراء المؤن والطعام، خوفاً من انقطاع التموين عن العاصمة، وشُوهدت طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود.

وتزاحم الرجال فى المحال التجارية لشراء أكبر قدر ممكن من الغذاء والماء، وتعبئته فى سياراتهم والعودة إلى منازلهم.

وقال حسين ناصر أحمد، 45 عاماً: «عندما دخل الحوثيون صنعاء وسيطروا عليها فى سبتمبر، جئت واشتريت مواد غذائية بمبلغ 220 ألف ريال يمنى، أى ما يعادل ألف دولار، والآن جئت لشراء المزيد، فلا أحد يعلم ماذا سيحدث غداً».

ومن المتوقع أن تشهد العاصمة نقصاً حاداً فى المشتقات النفطية خلال الساعات القادمة، بسبب ارتفاع الطلب وتخزين المواطنين كميات من الوقود.

ومن المرجح أن يؤدى العنف الدائر فى اليمن، الذى يعد أفقر بلد فى العالم العربى، إلى زيادة معاناة السكان المدنيين، الذين يفتقر أكثر من نصفهم، وعددهم 24 مليون نسمة، إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحى، فى حين لا يستطيع 10 ملايين طفل الحصول على الغذاء بشكل منتظم.