بعد كلاسيكو الإنجليز: يونايتد القديم يعود.. وليفربول عاش كابوسًا (تحليل المباراة)

كتب: محمد المصري الإثنين 23-03-2015 18:16

صحيح أن الفوز في مباراة أو مبارتين لا يمكن أن يكون أمرًا كافيًا للحديث عن عودة فريق عريق لسابق عهده بعد موسم ونصف من التخبط، ولكن الفوز في لقائين حاسمين جدًا في مشوار الحصول على بطاقة مؤهلة لدوري أبطال أوروبا.. مثل لقائي توتنهام في أولدترافورد وليفربول في أنفيلد.. هو بالتأكيد مؤشر جيد ومطمئن لجماهير مانشستر يونايتد أن فريقهم (قد) يكون وجد طريقه بالفعل، خصوصًا مع فوز الفريق بأداءٍ جيد وليس فقط بالصدفة كما حدث في مباريات قوية بالدور الأول.

أما ليفربول.. فلا يمكن تخيل سيناريو أسوأ من هذا السيناريو الذي حدث فعلًا، أن تخسر من خصمك التاريخي، على ملعبك، أن تتوقف سلسلة انتصاراتك المتتالية، وتكسر الثقة النفسية في الفريق، أن يطرد قائدك بعد 45 ثانية فقط، أن تكون الطرف الأقل في أغلب فترات اللقاء، وأن يصبح الفارق بينك وبين المركز المؤهل لأبطال أوروبا 5 نقاط.. بعد أن كان محتملًا أن تسبق منافسك بنقطة.

الشوط الأول

- مانشستر لعب اللقاء بتشكيل 4-3-3 على الورق، ولكن في الملعب كان التشكيل أقرب لـ4-5-1، مع وجود «روني» كمهاجم وحيد، وازدحام وسط الملعب بعدد كبير من اللاعبين القادرين على الضغط ومنع ليفربول تمامًا من صناعة الفرص.

ليفربول يستخدم هذا التكنيك الخاص بالضغط في أغلب مبارياته، ولكنه اليوم انقلب عليه تمامًا، مجرد خروج الكرة من منطقه دفاعه للهجوم هو مهمة شاقة جدًا في ظل الضغط الذي يمارسه 6 لاعبين من الخصم بعرض الملعب.

هذا الضغط المتتالي أدى لشوط أول رائع جدًا لمانشستر يونايتد، توجه بهدف خوان ماتا، أفضل لاعب في اللقاء، وأكثر من صنع الفارق للفريق.

- في المقابل، فإن ليفربول دخل اللقاء بتشكل 3-4-3، وأداءه السيء جدًا في اللقاء له أسباب أصلًا في تشكيلة المباراة.

اللعب بـ«سترلينج» كجناج أيمن يجب عليه العودة للتغطية في الحالة الدفاعية هو خطأ كبير، أمر لم يأت بنتيجة في مباريات الفريق الماضية، ولكن «رودجرز» كرره أمام مانشستر أيضًا، فبدا كأنه يلعب خاسرًاللاعب طوال الشوط.

الفريق قدم أفضل أداءاته أثناء إصابة «ستوريدج» مع وجود «رحيم» كمهاجم وهمي والاعتماد على خفة وديناميكية الحركة بين الثلاثي الأمامي: «كوتينيو ولالانا ورحيم»، ولكن عودة «ستوريدج» -وهو مهاجم فارق جدًا وأفضل لاعبي ليفربول أصلًا في المباراة- جعل «رودجرز» يبحث عن حل يجعله يحتفظ بكل لاعبيه في الملعب، وهو خطأ كبير جدًا منذ بداية اللقاء، كان الأولى التضحية بواحد من «سترلينج.. ستوريدج.. لالانا»، في مقابل زيادة لاعب في وسط الملعب.

كذلك اللعب بـ«إمري كان»، صاحب المجهود البدني الوفير والحلول العديدة، كمدافع ثالث، والبدء بجو ألين -البطيء جدًا- وهندرسون فقط كمحوري ارتكاز، كلها مشاكل حقيقية، ليفربول تقريبًا كان يلعب بلاعبين فقط في وسط الملعب في مقابل 5 من مانشستر يونايتد.


- هذا الشكل أدى لمباراة في صالح الـ«يونايتد» تمامًا خلال الشوط الأول، باستثناء فرصة واحدة ربما أضاعها آدم لالانا.


الشوط الثاني:

- تدخل «برندن رودجرز» بتغيير بين الشوطين، بإخراج آدم لالانا ودخول ستيفن جيرارد. الهدف هو إحكام السيطرة أكثر على وسط الملعب، مع صعود رحيم سترلينج للعب مع الثنائي «ستوريدج وكوتينيو» في المقدمة.

نظريًا كان التغيير مفهومًا، ووجود «جيرارد» مهمًا حتى لو اختلف البعض على إخراج «لالانا»، ولكن عمليًا كان الأمر كابوسًا، طرد القائد بعد 45 ثانية فقط كان ضربة قاسية لليفربول، أن تلعب خاسرًا 0-1 وبنقص في لاعب هو أسوأ شيء ممكن في لقاء كهذا، عوضًا عن أن يكون النقص بهذا الخذلان للاعبك وقائدك التاريخي.

- لم يكن هناك وقت لمعرفة شكل ليفربول في الشوط الثاني بعد تغيير «جيرارد» بسبب طرده السريع، ولكن الغريب –وغير الغريب في نفس الوقت- أن الفريق أصبح أفضل، لثلاثة أسباب:

الأول: لعب «سترلينج» في الأمام، مع حرية حركة بينه وبين «كوتينيو» و«ستوريدج» على الأطراف وفي عمق الملعب، مما جعل الشكل الهجومي للفريق أفضل قليلًا.

الثاني: ضغط مانشستر يونايتد قل في هذا الشوط، لقلة اللياقة البدنية ربما، أو الشعور بأن المباراة صارت أسهل بعد طرد جيرارد، ولكن شراسة الضغط لم تمارس بنفس القوة.

الثالث: تغيير «فان جال» لأشلي يونج بدي ماريا، كان له هدف هجومي في استغلال المساحات التي ستنشأ في دفاع ليفربول، ولكنه أثر دفاعيًا لأن مجهود «يونج» أكبر كثيرًا جدًا من مجهود «دي ماريا»، مما قلل أيضًا من عملية الضغط والكثافة العددية في حالة الدفاع.

- تغيير فان جال أسفر فعلًا عن «أسيست» الهدف الثاني، ولكنه منح الشوط في أغلبه لليفربول، الذي حاول أكثر من الشوط الأول، وسط أداء قوي وبطولي من «ستوريدج»، ومحاولات حقيقية من «كوتينيو» و«سترلينج» لم يعيبها إلا انخفاص «فورمة» الأخير بشكل عام.

- قامر «رودجرز» بنزول «بالوتيلي» بدلًا من «مورينو»، الأخير كان كارثيًا في أداءه أمام خوان ماتا، والمقامرة أثناء الخسارة 0-2 كانت مفهومة تمامًا. المشكلة أن «بالوتيلي» حتى بعد اقتراب الموسم من انتهاءه لازال لاعبًا عشوائيًا جدًا لا يعرف ما يريد، مجهوده البدني وفير ولكن دون أي فائدة حقيقية.

ما أنقذ ليفربول من زيادة أهداف في مرماه في تلك المقامرة أن «ماتا» انتهى بدنيًا في الشوط الثاني، إلى جانب «هيريرا» و«كاريك»، وسوء مستوى روني في اللقاء بشكل عام، فلم يحقق «يونايتد» استفادة مثلى من المساحات في ظهر ليفربول، باستثناء كرة واحدة لدي ماريا لعبها لروني الذي تركها تمر بغرابة.

- مجملًا، اللقاء مهم جدًا لمانشستر يونايتد، وبمثابة دفعة معنوية عظيمة لإكمال الموسم ضمن المراكز الأربعة المؤهلة لدوري الأبطال.

أما ليفربول فالشيء الذي يجب العمل عليه حاليًا هو التعامل معها كـ«مجرد مباراة»، واستكمال صحوة الفريق المذهلة في 2015،«يونايتد» سيلعب مع مانشستر سيتي وتشيلسي وأرسنال، وأيضًا إيفرتون خارج أرضه، وبالتالي احتمالية سقوطه وتعويض فارق الـ5 نقاط ليست صعبة أبدًا إذا استمر الفريق بشكله القوي الذي كان عليه طوال 3 أشهر قبل نهاره الكابوسي يوم الأحد.