لم تجف بعد أوراق مؤتمر شرم الشيخ «مصر المستقبل» مما جعلنى أحاول حصر النتائج التى حققها وأظنها كثيرة، وجدت من بينها ما يلى:
١- نجح المؤتمر فى استعادة ثقة الشعب بوطنه ومكانته، وتأكيد ثقته برئيسه وهو يرى هذا العدد الضخم من الدول والمستثمرين الذين كما وصف أحد المسؤولين «جاءوا يتحدثون عن اتفاقات يعقدونها لا عن معلومات يعودون بها ليدرسوا إن كانوا سيعودون».
٢- حسم المؤتمر الجدل الذى يمكن أن يثار حول السياسة الاقتصادية المصرية، وأكد أنها سياسة الاقتصاد الحر، وأن أساسها القطاع الخاص.
3- أكد المؤتمر من خلال الدول والشركات والمستثمرين الذين حضروه شرعية 30 يونيو باعتبارها ثورة شعب صحح فيها ثورته الأولى فى يناير واستعاد وطنه من الذين حاولوا اختطافه وإخفاءه فى جماعتهم المنحرفة.
4- حقق المؤتمر فكرة العروبة بطريقة عملية وبدون قصائد شعر وخطب بليغة. ففكرة المؤتمر بدأها الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبد الله بن عبد العزيز وقد كان الغائب الحاضر فى المؤتمر، والدعم المادى لمصر قدمته أربع دول عربية (السعودية والكويت والإمارات بمعدل أربعة مليارات دولارات لكل منها مع 500 مليون دولار من سلطنة عمان).
5ـ أنهى المؤتمر جدل الذين يخدعون أنفسهم عن «مصالحة» مع الجماعة وكأن الشعب قد أخطأ فى حقهم بينما هم الذين أجرموا فى حقه وقتلوا أبناءه وخربوا ودمروا مصالحه وأرادوا تعويق مسيرته وتصور البعض أن مصر لا تستطيع أن تمضى بدونهم. وبالتالى أصبح على الدول المتشككة أن تراجع حساباتها وهى ترى أن المسيرة تنطلق.
6ـ كان من نتائج الاستعدادات للمؤتمر إصدار قانون الاستثمار الذى وصفه كثيرون بأنه وثبة للأمام وأنه حقق ما يسمى «الشباك الواحد» الذى يجعل المستثمر يتعامل مع جهة واحدة ينهى معها كل الأوراق اللازمة.
7ـ من أهم نتائج المؤتمر أنه أكد أمام كل العالم أن فى مصر دولة عندما تريد تفعل. ورغم التهديدات التى سبقت المؤتمر والتخريب والتدمير وقنابل الشر التى كانت تتحدى، فقد عقد أكبر تجمع شهدته مصر دون أن يتعرض مشارك لأذى، وكان الأجمل الحضور الكبير من مختلف الدول والذى ما كان يتم دون ثقة هذا العالم فى مقدرة مصر. أما الذين انتظروا انفجار قنبلة واحدة خلال أيام المؤتمر فكان نجاح المؤتمر هو القنبلة الوحيدة التى انفجرت فى وجه كل حاقد وكاره.
8- كان درس المؤتمر أن النجاح ليس صدفة، فأولا تم الاستعانة بشركة عالمية لها خبرتها فى تنظيم المؤتمرات، وثانيا اختفت التصريحات قبل انعقاده حتى ظن كثيرون أنه سيكون محدودا، وثالثا التزم منظمو المؤتمر بالمواعيد التى حددوها واحترموها جميعا من الرئيس إلى كل مشارك، ورابعا جرى اعتماد المنظمين على شباب مصرى أحسنوا اختيارهم وكانوا واجهة مشرفة أشعرهم الرئيس السيسى أنهم مثل أبنائه، وخامسا كست الجدية طابع المؤتمر سواء فى جلساته العامة أو الخاصة وكلمات المتحدثين.
9ـ تصور المؤتمر أن الحماس الذى بدأ أول أيام المؤتمر سوف يخبو فى اليوم الثانى وإذا بالمؤتمر يبدأ جلسات اليوم الثانى قبل الثامنة صباحا وجميع الحاضرين فى أماكنهم والقاعة مليئة عن آخرها والنظام فى قمة الاحترام.
10ـ أعطى المؤتمر الرئيس عبدالفتاح السيسى شرعية جديدة ليس فقط فى داخل مصر كرئيس لبى نداء شعبه لإنقاذه من الذين أرادوا اختطافه، وإنما فى نظر العالم الذى أصبح ينظر إليه كرئيس يقود كما وصف بالفعل «دولة تستيقظ» لتأخذ مكانها الذى تستحقه.