عمال الأتوبيس المنكوب: جميعنا بلا تأمينات

كتب: حمدي دبش, عصام أبو سديرة السبت 21-03-2015 21:49

من محافظات مختلفة جاءوا إلى القاهرة بحثاً عن لقمة العيش، ارتضوا العمل تحت ظروف صعبة وبلا مظلة تأمينية تحميهم وتكفل ذويهم إذا أصابهم مكروه، وهو ما أدى إلى سيطرة حالة من الغضب على العاملين بشركة «أوراسكوم» المتخصصة فى مجال البناء والإنشاءات، أدت إلى نشوب مشاجرات بينهم وبين قوات الأمن فى موقع الحادث لرغبتهم فى إنقاذ ذويهم.

قال أيمن محمود، أحد موظفى الشركة، إن رجال الإنقاذ وصلوا إلى موقع الحادث بعد ساعة، وبالتعاون مع زملائه أخرجوا الجثث من قاع الترعة، ونقلوهم إلى مستشفيات القاهرة والجيزة، مؤكداً أنه استخدم سيارة الشركة فى نقل جثة صديقه أحمد عبدالله إلى مشرحة زينهم بعد مرور نحو ساعة، بينما كانت جثته ملقاة على جانب الترعة.

وقال محمد أحمد، عامل بالشركة، إنه كان يستقل أتوبيساً يسير خلف الأتوبيس المنكوب، وإن أتوبيس الشركة كان قادماً من المقطم لنقل العمال إلى مقر العمل فى 6 أكتوبر، مشيراً إلى إغلاق سيارة ملاكى الطريق أمام الأتوبيس، ما أسفر عن اختلال عجلة القيادة بيد السائق، واصطدامه بالسور الحديدى وانقلابه فى الترعة.

وقال أحد العاملين بالشركة، طلب عدم ذكر اسمه، إن الشركة لم تؤمن على العاملين فيها، مؤكداً أن ضحايا ومصابى الحادث جميعهم عمال «غلابة»، معظمهم جاء من محافظات الصعيد للبحث عن «لقمة العيش»، مؤكداً تأخر قوات الحماية المدنية فى إنقاذ زملائه، ما جعلهم يشاركون فى عملية الإنقاذ لمدة ساعة قبل وصول رجال الحماية المدنية إلى موقع الحادث.

وقال أحمد السيد، أحد العاملين بالشركة: استخدم العمال ونش الشركة لرفع الأتوبيس والضحايا من قاع الترعة، مضيفاً أن ونش الحماية المدنية فشل فى انتشال الأتوبيس، ما دفع رئيس العمال إلى الاستعانة بونش الشركة.

وقال علاء، أحد موظفى الشركة، إن جميع العاملين بالشركة معرضون للموت فى أى وقت، وإن سيارات الشركة غير صالحة لنقل الموظفين. وأثناء حديثه مع «المصرى اليوم» قام أحد زملائه بتكميم فمه قائلاً: «بلاش كلام ليقطعوا عيشنا.. حرام عليكم»، ورد «علاء»: «الشركة مش بتأمن علينا وسيبانا فى إيد سواقين بيشربوا مخدرات»، مضيفاً: «هناك سائقون بالشركة يستخدمون السيارات فى نقل الطلاب إلى المدارس، ثم يتولون نقل الموظفين، ما يؤدى بهم إلى قيادة السيارات بسرعة جنونية وقطع الطريق».