تغيير صنعه «الصحفيون»!

محمد أمين السبت 21-03-2015 21:13

الآن عندى قُبلتان... الأولى للنقيب المنتخب يحيى قلاش، لأنه فاز باكتساح.. القُبلة الثانية للنقيب المنتهية ولايته ضياء رشوان، لأننا فى النهاية «حبايب».. انتخابات النقابة لا تؤدى إلى أى نوع من العداوة.. كلنا زملاء.. لكنها تعطى دروساً مهمة.. منها أن انشغال النقيب بغير خدمة الزملاء مرصود.. قاله الزملاء فى الصندوق.. وعبّروا عن رغبتهم فى التغيير بشكل غير مسبوق، على مستوى النقيب والأعضاء!

أول ما تبادر إلى ذهنى بعد إعلان النتيجة عبارة أظنها فى محلها.. قلت: فاز الصحفى وسقط المذيع.. وتذكرت بالطبع مقالى السابق «حضرة النقيب المذيع».. كنت أقول من خلاله إن نقابة الصحفيين سوف تختار صحفياً.. وأعلنت يومها أن صوتى ليحيى قلاش.. كثير من الزملاء يعمل إعلامياً يتصور أن الشاشة قد تضيف إليه أصواتاً.. قد تؤكد بقاءه.. الدرس المستفاد أن خدمة النقابة أبقى من خدمة الشاشة!

سأشرح الحكاية ببساطة.. لدينا زملاء يظهرون فى التليفزيون.. أذكر بعضهم بلا ترتيب.. جابر القرموطى، وسيد على، وإبراهيم عيسى، وخيرى رمضان، ومجدى الجلاد، ومحمد الغيطى، ومصطفى بكرى، ووائل الإبراشى، وأحمد المسلمانى.. كل هؤلاء نجحوا مذيعيين أو إعلاميين.. لكنهم لا ينجحون نقابياً.. النقابة تحتاج لمن يخدمها.. يحيى قلاش يخدم النقابة أكثر من ضياء رشوان، فكان التغيير ملحاً!

بعض الأسماء السابقة ترشحت من قبل ولم توفق.. بعضها لا يجرؤ.. ليس كرهاً فيه طبعاً.. لكن لأن النقابة تحتاج يحيى قلاش.. وتحتاج فى العضوية نماذج مثل أبوالسعود محمد.. أعلن عن خدماته سواء نجح أو سقط.. هذا هو ممثل النقابة.. وتستطيع أن تقيس على ذلك سائر النقابات.. الفنانون مثلاً ينتخبون أشرف ذكى، لكنهم لا ينتخبون خالد يوسف، مع أنه مخرج رائع.. لأنهم قد يخسرونه مخرجاً!

دعونا نقرر حقيقة، أن ضياء رشوان انشغل عن النقابة.. بدليل أن الصحفيين قالوا كلمتهم، وصنعوا التغيير.. معناه أن «قلاش» أيضاً ينبغى أن يتعلم الدرس.. ومعناه أننا لا ننتظر أن يهبط هو الآخر على برنامج يشغله عن قضايا النقابة، وهى بلا حصر.. من أراد الأبهة والفخفخة عنده الأبواب مفتوحة.. ومن أراد خدمة الصحفيين أهلاً وسهلاً.. فى النهاية كلنا «حبايب».. لا نخسر بعضنا، ولا نخرج على التقاليد!

الروح التى تكلم بها «قلاش» بعد إعلان النتيجة هى الروح التى درجت عليها النقابة طوال تاريخها.. فقد توجه بالتحية للزملاء، كما توجه بالشكر لمنافسه «ضياء».. هذه هى الروح.. التغيير أصبح رغبة شعبية عارمة.. الانتخابات النقابية مؤشر قوى.. فقد «أسقطت» النقابات الإخوان.. استبعدتهم من الساحة.. الشارع السياسى أيضاً سيستبعدهم من البرلمان.. لأنهم هنا لا يخدمون مصر.. وإنما يحرقونها!

خدمة الناخب هى الأهم.. أن تعرف أنك ترشحت لا لكى تستفيد ولكن لكى تخدم.. الخدمة شرف.. خدمة النقابة، أو خدمة مصر.. الذين كانت تزوّر لهم الحكومة، كان لا يهمهم الناس.. «تركوهم وتربحوا».. الآن تغيرنا.. الناخب صاحب الكلمة.. يعطيك «صوته» عندما «تخدمه»، وهو من يقول لك: باى باى!