كلاسيكو الإنجليز: ليفربول ومانشستر يونايتد.. انتقام في أنفيلد

كتب: محمد المصري السبت 21-03-2015 16:05

هناك شعور دائم بالثأر في مباريات ليفربول ومانشستر يونايتد، أحيانًا يكون انتقامًا من المباراة السابقة، وأحيانًا من بطولة في الموسم الماضي، ودائمًا هناك ثأر أعم له علاقة بزعامة إنجلترا.

الحكاية الشهيرة عن أن أنصار ليفربول في منتصف التسعينات رفعوا لأنصار الـ«يونايتد» لافتة «عودوا حين تفوزوا بـ 18»، في إشارة إلى فارق ألقاب الدوري بين الناديين، حيث فاز ليفربول بـ18 في مقابل 8 فقط لخصمهم.

ثم في عام 2010، وبعد مسيرة مدهشة مع السير أليكس فيرجسون، جعلت «يونايتد» يصل فعلًا لـ18 لقب دوري-سرعان ما صاروا 20 لاحقًا-.. ذهب المشجعون إلى الأنفيلد في مباراة الدوري رافعين لافتة «قلتم لنا أن نعود حين نفوز بالـ 18.. ها نحن هنا».

ذلك التاريخ الطويل والممدود من التنافس والدراما المكتومة بين الفريقين يخيم على كل لقاء بينهم. في الموسم الماضي مثلًا كان الكثير من أنصار مانشستر يونايتد على المواقع الاجتماعية يفضلون أن يفوز خصمهم المباشر في المدينة «سيتي» بالدوري بدلًا من أن يفوز به ليفربول ويصبح 19 لقبًا، في المُقابل فإن جماهير ليفربول كانت أقرب لتشجيع تشيلسي في المباراة الأخيرة موسم 2009-10 كي يفوز بالدوري في مُقابل يونايتد، وهي المباراة التي أخطأ فيها ستيفن جيرارد بإعطاء الكرة إلى ديدييه دروجبا ليحرز هدفًا، وخسر المُضيف في النهاية 0-2.

لهذا السبب التاريخي يكتسب اللقاء طابع الخصومة والندية والعداء كل مرة، وحين يذهب مانشستر يونايتد يوم الأحد إلى الـ«ميرسيسايد» فإن هناك أسبابًا إضافية تزيد من أهمية اللقاء:

أولًا: نتيجة الدور الأول التي خسرها ليفربول 3-0 في «أولد ترافورد»، وقدم ديفيد دي خيا يومها مباراة عظيمة وتصدى لعدة كرات خطيرة من ماريو بالوتيلي ورحيم سترلينج وآخرين من النادي الأحمر، تلك الخسارة القاسية –في وقتٍ متدهور بنتائج ليفربول- سيكون لها أثر في المباراة القادمة.. حيث أصبح ليفربول أقوى كثيرًا وأكثر ثباتًا، لدرجة أنه لم يخسر أصلًا منذ خسر من «يونايتد» يومها.

ثانيًا: وهو السبب الأهم على المستوى العملي، المباراة حاسمة جدًا على مستوى الصراع بين الفريقين على المركز الرابع. الدوري الإنجليزي مُلتهب حاليًا على أكثر من جهة، أبرزها صراع المراكز الأوروبية، تشيلسي وضع يدًا على اللقب بعد وصول الفارق بينه وبين ثانيه لـ6 نقاط مع مباراة مؤجلة، ما بعد ذلك كله غير محسوم.. مانشستر سيتي الذي كان ينافس على اللقب منذ أسبوعين فقط صار من المتحتمل حاليًا أن يفقد تأهله لدوري أبطال أوروبا من الأساس، أرسنال.. مانشستر يونايتد.. ليفربول، في المراكز الثالث والرابع والخامس، بفارق ثلاث نقاط فقط بينها، ونقطة إضافية عن مانشستر سيتي، وكل جولة تبدو مباراة نهائية حاليًا بين تلك الفرق.

«فان جال» قال إن بطولة هذا العام هي التأهل لأوروبا، ليفربول لا يريد تضييع فورمته الرائعة في الموسم الماضي والحالي بضياع التأهل لأوروبا، المباراة لن تحسن بشكل نهائي صراع المركز الأوروبي ولكنها ذات أهمية –فنية ورقمية- قوية في هذا التنافس العنيف.

ثالثًا: الجانب النفسي مهم جدًا في اللقاء، ليفربول يمر بمرحلة استثنائية، رقميًا هو الأفضل في الدوري عام 2015، في الـ14 مباراة الماضية–منذ لقاء «يونايتد» في 14 ديسمبر- لم يخسر، فاز في 11 وتعادل في 3 فقط، مباراة مانشستر يونايتد هي تتويج لهذه الفورمة الرائعة التي وصل لها الفريق، وإثبات أن تلك الطفرة حقيقية مستمرة حتى أمام الفرق الكبرى، وستحسم صراع أوروبا لصالحها.

في المُقابل، لم يعش مانشستر يونايتد نفس الحالة، على العكس، هناك ترنح شديد في الأداء والنتائج، وعدم وصول الفريق لشكل موحد منذ بداية الموسم. ولكن مباراة توتنهام الأخيرة، ولكونها مع فريق قوي، وحسمها «يونايتد» 3-0 بسهولة في شوطٍ واحد.. أعطت المشجعين شعورًا بأنهم وجدوا الطريق أخيرًا، وأن ذلك هو التشكيل الذي يجب أن يلعب وبتلك الطريقة وسيحقق النتائج. من المستحيل الاطمئنان لذلك في مباراة واحدة ضد توتنهام.. ولكن إن حدث وفازوا على ليفربول في أنفيلد فإن ذلك سيكون دافعًا عظيمًا للمواصلة والشعور بأن «يونايتد» بدأ يعود فعلًا.

وسواء للسبب التاريخي، أو للأسباب التي تخلق خصوصية للقاء الأحد تحديدًا، فإن المباراة ستكون كبيرة ومصيرية جدًا، كلاسيكية دائمة في إنجلترا مهما تغيَّرت الظروف ومواقع الفرق.

المؤشرات كلها لصالح ليفربول، والانتقام يبدو جاهزًا، ولكن في أنفيلد قد يتغير كل شيء، عصر الأحد هو الموعد.