رئيس «أكساد»: الأمن الغذائي في خطر.. ونستورد بـ٨٠ مليار دولار سنوياً (حوار)

كتب: متولي سالم السبت 21-03-2015 09:23

قال الدكتور رفيق صالح، رئيس المركز العربى للزراعة في المناطق الجافة والقاحلة «أكساد»، إن نجاح الزراعة العربية يتوقف على عدد من العوامل، من بينها تحقيق الأمن والهدوء والاستقرار، وأن الفلاح يجب أن يزرع ويحصد ويسوق في ظروف إنسانية آمنة.

وأضاف «صالح»، في حوار لـ«المصرى اليوم»، أن الميزة النسبية لمصر خلال الأعوام الـ4 الماضية هي أن لديها جيشا قويا متماسكا يعمل كفريق لخدمة الوطن، عبر به مرحلة الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، خلال السنوات الأخيرة.

وتابع أن المنطقة العربية تعانى فجوة غذائية كبيرة تهدد الأمن الغذائى العربى، وأن فاتورة استيراد الغذاء تصل إلى ٨٠ مليار دولار سنويا، موضحا أن تأمين الغذاء للسكان وتحقيق الأمن الغذائى أكبر التحديات التي تواجه العرب، وأن الأمن الغذائى العربى أصبح في خطر.. وإلى نص الحوار:

■ في البداية.. ما مدى تأثر الزراعة بالاضطرابات السياسية؟

- لولا الزراعة لضاعت الدول العربية، فحالة عدم الاستقرار السياسى التي تعرضت لها المنطقة أثرت سلبيا على الثروة الاقتصادية الزراعية للدول العربية، وأحد عوامل قوة سوريا أنها كانت تعيش حالة أمن غذائى كامل في جميع المنتجات الزراعية، ولعل ذلك أحد الأسباب الرئيسية لاستهدافها خلال الأعوام الماضية.

■ كيف كانت أوضاع زراعة المحاصيل في سوريا قبل الثورة؟

- سوريا كانت تصدر قبل الثورة مليونى طن قمح، وبسبب حالة عدم الاستقرار الأخيرة، تحولت البلاد إلى دولة مستوردة للقمح بأكثر من مليون طن سنويا، والمناطق الرئيسية للزراعة في الحسكة تحولت إلى بؤر ساخنة لا يستطيع مواطنوها الزراعة، وإذا زرعوا يعانون عند جنى المحصول، وإذا حصدوا يعانون من مشاكل في التسويق.

■ هل ترتبط قدرة الدول على تحقيق الأمن الغذائى بالتخزين؟

- للأسف حتى صوامع التخزين لم تسلم من التأثر بالأحداث في سوريا، وصوامع الحبوب يقع أغلبها في البؤر الساخنة للنزاع ما أدى إلى تعرضها للسرقة من قبل المسلحين، وتم تهريب جزء كبير من الإنتاج إلى الخارج وتم بيعه في تركيا بأبخس الأسعار لكميات أكثر من مليونى طن من القمح، بالإضافة إلى قيام مسلحين في محافظة الحسكة بحرق ٥٠ ألف طن من القطن الذي كان محصولا تصديريا.

■ ماذا عن مشروعات المنظمة في باقى دول الربيع العربى؟

- مشروعات «أكساد» في ليبيا توقفت في مجالات الحبوب ومكافحة التصحر وحصاد المياه ومشاريع تطوير تربية الأغنام والماعز لأنها لم تعد آمنة، بالإضافة إلى أن هناك صعوبات في تنفيذ المشروعات في العراق مثل تطوير الزراعة وتربية الحيوان في حوض الحماد العراقى على الحدود العراقية السورية في مساحة ٥ ملايين هكتار منها ٦٥٠ ألف هكتار، وتوقفت الدراسة المتعلقة بتطويرها بعد أن تم إنجاز ٧٠٪ من المشروع وتوقف لغياب الأمن.

وعدم الاستقرار انعكس أيضا على مشروعات المنظمة في اليمن، حيث توقفت مشروعات تطوير تربية الأغنام والماعز في شمال وجنوب البلاد.

■ ماذا عن الوضع الحالى للأمن الغذائى في المنطقة؟

- المنطقة العربية تعانى فجوة غذائية كبيرة تهدد الأمن الغذائى العربى، الذي أصبح في خطر، وفاتورة استيراد الغذاء تصل إلى ٨٠ مليار دولار سنويا، وتأمين الغذاء للسكان وتحقيق الأمن الغذائى أكبر التحديات التي تواجه العرب.