قال شوقى: «الأم مدرسة أذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق»، فحقا الأم هى المربية والمعلمة، وهى التى تخرج للمجتمع النبت الصالح النافع لأهله ولوطنه تعلمه القيم والفضيلة وتحثه على الأيمان وتربية النشأ من المهام الكونية الصعبة التى تكون على الفطرة وتغرس فى الطفل محاسن الخصال وأحسن الطباع، فأنا مهما كبرت ما زلت طفلا أشتاق إلى الحنان، وأتذكر أيام الطفولة والصبا، ولكن لا أتذكر أيام المهد واللفة والبكاء.. أتذكر أيام الفرحة والزفة لكن هناك قلب لم ينس هذه الذكريات.. وكان هناك قلب يتألم لسماعه منى الآهات.. وتذكرنى دائما بالمسرات عندما كنت طفلا أنظر إلى السماء.. وكانت الساعات بيننا طوال كانت تمر كأنها دقائق كنت لا أعلم شيئا فى الكون والرحب لكن كان هناك قلب وإيد حانية تطعف عليّا وتكفكفنى عن البكاء وتهدى من روعى فلم أجد غير قلب أمى يضمنى إلى صدره.. لم أعرف أن الطريق شائك فى الحياة.. كم كنت أشتاق لمن يداوينى ولمن لا يمل من حديثى.. نعم مهما كبرنا نشتاق لكل من يبدد كل ما فينا.. نشتاق إلى عيون تؤنسنا وقلبا يواسينا.. نحتاج إلى من يمسح الدمع من مآقينا فلو نامت عيون البشر كانت عيون الأم تسهر تداوينا.. مازلنا نشتاق لمن يشاركنا الأفراح.. لمن يدفعنا للأمام فمهما تنقضى الأيام لم نعطها حقها كما ينبغى فمن أجلها يكرمنا الرحمن.. والأمهات مذكورة فى السنة والقرآن (وبالوالدين إحسانا) والجنة تحت أقدام الأمهات تصديقا لكلام النبى العدنان ولمن فقد أمه فيكرمه الله فى الدنيا بدعائها ورضاها عنه فى الدنيا والآخرة فالبر والإحسان إلى الأمهات وإلى الوالدين من شيم الإحسان.. أما الولد العاق فمثواه جهنم وبئس المصير.. أما الذى يعطف ويحنو على أمه ويكون بها بار فله الجنة.. وخالص الدعاء منا نحن الأبناء للأمهات جميعا وتصديقا لقوله تعالى (وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا).. فكل عام وأمهات مصر بخير وسعادة.
وائل عاطف مسلم
خبير اجتماعى- الدلاتون- منوفية