شكك عدد من الخبراء التربويين فى قدرة وزارة التربية والتعليم، على اتخاذ إجراءات حاسمة ضد مخالفات المدارس الدولية فى مصر، مشددين على ضرورة وجود هيئة رقابية أعلى من الوزارة، مستقلة تماما، وتضم داخلها استشارين وأساتذة من كلية التربية للإشراف على المدارس إداريا وتعليميا، وأكدوا فى الوقت نفسه، ضرورة الإلغاء التدريجى للتعليم الأمريكى، مع توفير بديل متميز.
قال الدكتور زكى البحيرى، الخبير التربوى، إن مشكلة التعليم الأمريكى فى مصر، أكبر من مجرد تزوير الشهادات أو المخالفات الإدارية، مشيرا إلى أن التجربة خلال السنوات الماضية، أثبتت أن الفكرة فاشلة، ولا تمثل سوى ثغرات لتحقيق مآرب الأغنياء، كما أنها أثبتت أن المدارس لم تقم أصلا بهدف التعليم، ولكن بهدف اتساق مجموعات الأجانب مع مجموعات من المصريين، لتحقيق أكبر قدر من الأرباح.
ولفت البحيرى، إلى أن التعليم الأمريكى لم يساهم فى تطوير العملية التعليمية، وخرج مجموعة من الطلاب الجهلاء، وكل ما استفادوا به هو القدرة على التحدث باللغة الأجنبية، موضحا أن هذه المدارس تقوم بتدريس ثقافات غريبة معظمها سيئ.
وتساءل البحيرى، هل فكرت الوزارة فى مراجعة المناهج التى تأتى بالكامل من الخارج؟ مؤكدا أنه رغم إجبار الوزارة، المدارس بتدريس مواد التربية القومية واللغة العربية، إلا أن المأساة مازالت قائمة، وأن المشكلة الأكبر تكمن فى دخول طلاب لا يستحقون كليات القمة، عن طريق التزوير، فى حين يحرم منها آخرون متفوقون.
وشكك البحيرى فى قدرة الوزارة على المواجهة، قائلا: مافيا العلاقات ستدخل على الخط، مشددا على أن تلك التخوفات يجب طرحها بشكل واضح، حتى لا تكون القرارات مجرد حبرا على ورق، ونكتشف أن كل المدارس قامت بتسوية أوضاعها بعد أن كانت مهددة بالإغلاق.
وشدد البحيرى على ضرورة وجود ضوابط للرقابة، منها تشكيل هيئة رقابية غير مرتبطة بوزارة التربية والتعليم، ومستقلة عنها، قد تتكون من أساتذة جامعات للإشراف على كل ما يخص تلك المدارس، موضحا أن لجوء الوزارة إلى جهة أجنبية للإشراف لا يحل المشكلة، بل يزيدها تعقيدا، ولابد أن تكون الهيئة وطنية.
واقترح البحيرى، أن تكون هناك امتحانات إضافية للطلاب المتقدمين لكليات القمة تحديدا، للتأكد من قدراتهم، نظرا لضعف المناهج الأمريكية، حتى تتسم العملية التعليمية فى مصر بالعدالة الاجتماعية.
من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالظاهر، الخبير التربوى، إن آليات الرقابة التى تتحدث عنها الوزارة ضعيفة للغاية، ولن تستطيع تنفيذها، مشيرا إلى أن كل العالم يقوم بتدريس المناهج الأمريكية أو الأجنبية للجاليات الأجنبية وليس للطلاب المواطنين، للحفاظ على الهوية الوطنية.
واتفق الدكتور محمد الششتاوى، الخبير التربوى، على ضرورة الإلغاء التدريجى للمدارس الأمريكية، مع تقديم بدائل متميزة، مؤكدا أن كل الحلول الحالية مجرد مسكنات لن تحل مشاكل الدبلومة الأمريكية فى مصر.