أتضامن مع أبوتريكة حين أجده فجأة هدفاً لقذائف الهجوم والشتيمة والسخرية دون أى داع أو ضرورة.. أقف إلى جوار النجم الكبير الذى وجد نفسه فجأة وسط نيران لم يشعلها هو، وتتساقط فوق رأسه الحجارة والطوب دون أن يُمسك هو بحجر واحد ليقذف به أى أحد.. وأساند أبوتريكة حتى إن لم يكن هو فى حاجة لمساندتى أنا وأى أحد آخر، فقط لأننى أسانده احتراما لنفسى وعقلى وأخلاقى وضميرى أيضا..
فلست أحب أو أقبل تلك الحروب المستعارة أو حروب الاستعراض والوهم والهوى والمطامع غير المشروعة أو المعلنة.. أو أن يتكتل فجأة كثيرون ويتجمعوا رغم كل خلافات وتناقضات مواقفهم وأفكارهم وحساباتهم للنهش فى اسم وصورة وسيرة لاعب لم يعد يلعب، ونجم لم يعد يزاحم أحدا، ولم يعد يريد شيئا أيضا.. فالذى أعلمه أن أبوتريكة ترك الكرة وملاعبها، ومنذ ابتعاده لم يخطئ فى حق ولا يسعى وراء أى ضوء أو صخب.. وكل الذى قاله أن كرة القدم فى مصر ماتت أو أوشكت أن تموت.. وهى عبارة لم تكن تستدعى كل هذه الحروب غير المقدسة التى شنها الكثيرون ضد أبوتريكة.. فهناك من يردد هذا الكلام وهذا المعنى ويكتبه إما حزناً أو خوفاً على الكرة المصرية..
فلماذا اصطياد أبوتريكة بالتحديد ليصبح هو الفريسة والضحية أيضا.. بل إن بعض هؤلاء الذين قادوا هذه الحروب هم أنفسهم يرسلون الرسائل لوزير الداخلية ورئيس الحكومة واتحاد الكرة محذرين من أن الكرة ستموت إن لم يعد دورى الكرة.. لكنهم بجرأة يستحقون عليها الإعجاب أو الحسد يهاجمون أبوتريكة ويشتمونه رغم أنه قال الذى يقولونه، بل ربما كان أبوتريكة أصدقهم عشقاً وأكثر حزناً وخوفاً على كرة القدم فى مصر..
ولست هنا أناقش أى فكر أو رأى سياسى واجتماعى لأبوتريكة.. فهو حر فى اختياراته حتى لو كانت اختياراتى أنا على الطرف الآخر ترفضها وتناقضها أيضا.. فأنا أيضاً حر فيما أصدقه وأقتنع به وأسير خلفه ومن أجله.. ومنذ البداية لم يكن هناك دراويش يمشون وراء الإمام أبوتريكة حتى اكتشفوا أنه يتاجر بالدين فغضبوا منه وثاروا عليه.. منذ البداية لم يكن أبوتريكة سياسيا أو قائدا فكريا أو اجتماعيا أيده الناس حتى كانت صدمتهم واكتشافهم أنه إخوانى الميل والهوى فأصبحوا يكرهونه ويحاربونه.. وفى حقيقة الأمر لم يخدع أبوتريكة أى أحد..
فقد قدم لنا نفسه لاعب كرة وبقى حتى خروجه من الملاعب لاعب كرة منحه الله موهبة رفيعة المقام والمكانة أسعد بها الكثيرين جدا فى مصر وخارجها لسنوات طويلة.. ثم إن أبوتريكة الآخر.. أى بعيدا عن ملاعب الكرة.. لم يثبت عليه ارتكاب أى جرم أو الخروج على أى قانون.. ولو قام بذلك فلابد من محاكمته بل وبمنتهى القسوة أيضا.. وهو غير ذلك يبقى حراً فى أن يقبل أو يرفض ويؤيد أو يعارض مثلما ذلك كله حق لكل أحد طوال الوقت.