محافظ جنوب سيناء للرئيس: أعطنى حريتى.. أطلق يدىّ

صبري غنيم الأربعاء 18-03-2015 21:47

- الأمر الرئاسى الذى أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسى على الهواء فى ختام المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، أسعد محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة الذى قرر أن يستجيب لأمر الرئيس ويلغى إجازاته ليحقق رغبة الرئيس فى إعادة تطوير شرم الشيخ بعد استقبالها أول مؤتمر اقتصادى عالمى على أراضيها..

- الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما يرى شخصا يتمتع بطاقة عمل.. تراه يتعامل معه كصديق وليس كرئيس.. فهو يعرف أن الصداقة عنوانها المحبة والود لا الأوامر التى قد يمتثل لها الإنسان فى داخله شعورا بأنه العبد المأمور عليه التنفيذ لأنه مرؤوس.

- والذى رأيناه على الهواء والرئيس يداعب محافظ جنوب سيناء بود وحب.. كان أسلوبا راقيا فى طريقة التكليف.. وكان اللواء خالد فودة أسعد الناس بهذه المداعبة، خاصة أنها تأتيه من الرئيس على الهواء وأمام العالم الذى كان يتابع الخطاب التاريخى للرئيس.. لقد أعجبنى أسلوب السيسى فى تحيته للذين كانوا وراء نجاح المؤتمر، لم يترك جهة كان لها دور إلا وقدم لها الشكر.. حتى الأفراد.. لذلك ترى شعبية السيسى فى تزايد بسبب هذا الحب وطريقة مخاطبته لشعبه..

- سألت المحافظ اللواء خالد فودة الذى كان واحدا من الذين ساهموا فى نجاح المؤتمر حسب شهادة رئيس الحكومة: ماذا فهمتم من رسالة الرئيس لكم؟

قال: الرسالة معناها أنه يريد أن يرى شرم الشيخ «شكل تانى».. حضاريا وبيئيا.. يريدها مدينة عالمية ترتدى ثوبا جديدا وهى تستعد لاستقبال المؤتمرات العالمية على أراضيها.

- قلت له: وهل لديكم مشاكل تريدون طرحها على الرئيس؟

- قال الرجل: أريد من الرئيس أن يعطينى حريتى ويطلق يدىّ.. أريد ثورة إدارية.. حزمة من الحصانات للقرارات الإدارية.. لا أريد أن أتخذ قرارا للمصلحة العامة وأجد من يستجوبنى فى النيابة العامة.

- كلام المحافظ خالد فودة يحتاج لوقفة، فالرجل لا يجامل على حساب موقعه ولا يعرف شعار «كل شىء على ما يرام».. لقد فجَر قضية مهمة جدا وهى تحرير يده المكبلة بالقوانين التى تحيل من يخالفها إلى النيابة العامة.. ولأول مرة أجد محافظا مثل خالد فودة عنده الجرأة ويقف وينادى بالإصلاحات التشريعية.. فهو يريد أن يعمل لكن القوانين واللوائح المعمول بها فى الإدارة المحلية تقف عائقا أمام طموح أى محافظ.

- أنا مع محافظ جنوب سيناء فى هذه المطالب، مع أن الرجل لم يهدأ ومع أن شرم الشيخ تغيرت فى الشكل والمضمون.. لأنه لم يتوقف عن إضافة اللمسات الجمالية التى تتزين بها المدينة.. بداية من طريق المطار إلى خليج نعمة.. أشكال هندسية من الخضرة بعد أن كانت تغطيها الرمال.. طرق ممهدة كأنك داخل بلد من البلاد الأوروبية، حتى التاكسيات أصبح لسائقيها زى خاص.. محظور على السائق الخروج عن الزى المقرر وهو طاقم يتكون من بدلة وكرافتة زرقاء وقميص لبنى اللون.. ورغم التزام السائقين بتعليمات المحافظ فإنهم محرومون من دخول الفنادق، والفنادق تتعامل معهم بأسلوب عنيف وتفضل عليهم شركات الليموزين.. مع أن هناك شرائح من المواطنين يفضلون التاكسى على اعتبار أن البنديرة أرخص من الليموزين..

- وبمناسبة الحديث عن المعوقات التى تعوق حركة المحافظ داخل مدن جنوب سيناء.. أذكر أن واحدا من المستثمرين طلب منى أن أزور المواقع السياحية فى مدينة شرم الشيخ لأجد مشاريع متوقفة على قرارات من المحافظ ومعظمها مملوك لمستثمرين أجانب، ضخوا أموالا طائلة وتوقف العمل فيها منذ ثورة 25 يناير.. أى أربع سنوات، وهى مثل بيت الوقف بسبب عدم الصلاحيات التى يتمتع بها المحافظ لفض المنازعات بين المستثمرين والمحافظة.. لدرجة أن هذا المستثمر أطلق نكتة فقال «المحافظ يخاف أن يرتدى الترينج الأبيض» وهذا الترينج ارتداه رئيس وزراء مصر السابق وعدد من الوزراء لأنهم اتخذوا قرارات للمصلحة العامة تخطت القوانين وجاء يوم الحساب فوجدوا أنفسهم أمام محكمة الجنايات..

- قلت فى داخلى: المحافظ أو من هو فى مكانه عنده الحق.. لكن محافظا مثل جنوب سيناء كشف عن ذكائه يوم أن قال: أعطونى حريتى حتى أطلق يدىّ.. وأنا معه.

ghoneim-s@hotmail.com