نجيب ساويرس: تأجيل الانتخابات لما بعد رمضان «كارثة».. و عز ترشح بـ«ضوء أخضر» (2-2)

كتب: محمود مسلم, محمود رمزي الثلاثاء 17-03-2015 10:04

فى الجزء الثانى من الحوار، يتحدث رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس عن نتائج مؤتمر شرم الشيخ، وينتقل للشق السياسى محللا الأزمة بين الدولة والشباب.

ويتحدث ساويرس عن انتخابات البرلمان، مطالبا بالابتعاد عن الشائعات، ومؤكداً أن حزب المصريين الأحرار لن يكون حزباً معارضاً، ومطالبا بالاصطفاف الوطنى خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، بسبب الظروف التى تمر بها البلاد حاليا.

ودعا ساويرس لضم سياسيين وقانونيين للجنة التى تقوم حاليا بإعادة صياغة قوانين الانتخابات التى أبطلتها المحكمة الدستورية العليا، مشدداً على أنه يعتبر التحالفات الانتخابية «مضيعة للوقت»، ومؤكداً أن لدى بعض الأحزاب «تقديرات خاطئة عن قوتها ووزنها فى الشارع».

وحول الأحزاب الدينية وحزب النور، قال ساويرس إنه يرى عدم حل الحزب خوفا من انجراف كوادره للعمل السرى مثل جماعة الإخوان، كاشفا فى الوقت نفسه عمن يصفهم بالداعمين الحقيقيين لجماعة الإخوان فى واشنطن، وعن تغير رأى قادة الولايات المتحدة فى الجماعة بعد وصولهم للسلطة.. وإلى نص الحوار:

■ بعد ختام جلسات المؤتمر الاقتصادى.. ما تقييمك لنتائجه؟

- فى البداية، تنظيم المؤتمر، وإعداده، وتعامل المنظمين- كانت أكثر من رائعة و«هايلة»، والتأمين كان على أعلى مستوى. بصراحة شديدة كان شيئا «مشرفا»، لكل المصريين، ومستوى ونوعية الحضور فاقا التوقعات، كان الحاضرون «ناس تقيلة»، وعلى أعلى مستوى دولى، مثل الدكتور محمد العريان وغيره الكثير، وهو ما أسعد جميع الحضور من مجتمع رجال الأعمال المصريين، وأنا متفائل جدا، لأننا قادرون، كما تأكد للعالم على مواجهة الإرهاب، قادرون أيضا على محاربة البطالة وهزيمة الفقر، وسيكون تركيزى الفترة المقبلة على الاستثمارات التى لها مردود وطنى واجتماعى.

■ هل ترى أن الاستثمارات الخليجية كانت على المستوى المتوقع؟

- أكثر من المتوقع، واستمرار الدعم الخليجى سيعطى دفعة قوية للاقتصاد المصرى للنهوض فى كافة المجالات، ولكن لابد من فريق عمل للمتابعة مع المستثمرين ومشاكلهم وتنفيذ المشروعات التى سيتم الإعلان عنها وتنفيذها.

■ وما رأيك فى الكلمة الختامية للرئيس السيسى؟

- كانت بمثابة تتويج لسعادة الجميع، والفرحة كانت واضحة على وجه الرئيس السيسى اللى كان «منشرح»، سواء من طريقة تنظيم المؤتمر ومستوى الحضور، ونتائجه المبشرة بالخير، ده نجاح «خزق العين»، وكان موفقا فى كلماته سواء بذكر الملك عبدالله، خادم الحرمين الشريفين، أو الثناء على مجهود الشركات والمنظمين.

■ نشرت إحدى الصحف خبرا عن مشادة بينك وبين وزيرى الاستثمار والتخطيط فى ثانى أيام المؤتمر.. ما صحة ذلك؟

- أولا وزير الاستثمار «شغال» وعامل جهد رائع وملموس، ولم أتحدث عن معاونيه وأيضا وزير التخطيط، ولكن ما تحدثت عنه هو ضرورة استعانة وزير الاستثمار بالشباب، لأن الصف الثانى فى الوزارة بقاله 30 سنة، ونحن فى عهد جديد، يتطلب فكراً جديداً، قادراً على استيعاب المشكلات ولديه القدرة والحماس على حلها، وبالتالى لابد للوزراء أن يغيروا الفرق التى تعمل معهم لأنهم نشأوا على البيروقراطية، وفقدوا القدرة على الإبداع.

■ لننتقل إلى الجانب السياسى.. هناك حديث عن أزمة بين الرئيس السيسى والشباب.. كيف ترى ذلك؟

- طبعا هناك أزمة حقيقية.. وسببها وجود أشخاص حول الرئيس، تفكيرهم ينتمى إلى عصر ما قبل ثورة 25 يناير.. لكن وللحقيقة هناك كثير من هؤلاء الشباب أضعفوا قضيتهم عبر طريقة تناول الأزمات والخروج المتعمد على القانون، ويبدو هذا واضحا فى الاعتراضات على قانون التظاهر، الذى كان يجب الالتزام به، والحصول على تصريحات بالتظاهر، ثم الاعتراض عليه بكل الوسائل الأخرى ومنها التظاهر نفسه.

وأيضا موضوع إطلاق الشتائم واستعمال ألفاظ تتنافى مع تقاليد المجتمع، ويقع مرددها تحت طائلة القانون، الرئيس السيسى يتجاوز عن الشتائم الموجهة لشخصه، لكن لا يصح توجيه شتائم تهين مقام الرئاسة بصرف النظر عن اسم الرئيس. وأذكر فى هذا الموضوع أنه أثناء اجتماع عدد من رجال الأعمال مع الرئيس السيسى، وأنا كنت منهم، وكانت العائلة ترفض إعلان مبلغ التبرع لصندوق تحيا مصر، ولكن الرئيس قال: «يا بشمهندس نجيب أعلن عن مبلغ التبرع.. فقلت له حفظا لمقام الرئاسة.. اللى تشوفه يا فندم».

■ لكن تلمس وجود اتجاه ضد ثورة 25 يناير؟

- لا أشعر بهذا، ولكن هناك فئة من الشعب قرفت من ثورة 25 يناير، وما تسببت فيه من تردٍ للأوضاع السياسية والاقتصادية، جزء من هذه الفئة وثيق الصلة بنظام مبارك، ولكن الجزء الأكبر لم يكن ذلك، ويرجع هذا الشعور لتردى الوضعين الأمنى والاقتصادى فى مصر بعد 25 يناير، وهو ما نتجت عنه خسارة جزء كبير من المتعاطفين مع الثورة، وحزب الكنبة، الذى كان مؤثرا بشكل كبير فى نجاح 30 يونيو.

■ هل ترى أن جولات الرئيس الخارجية وانفتاحه على روسيا ودول جنوب شرق آسيا أغضبا الولايات المتحدة الأمريكية؟

- أتمنى ذلك.. لكن بعيدا عن حكمة الرئيس وحساباته ودبلوماسيته، أنا كمصرى لا أقبل من شخص أن يقول لى «أمشى البلد إزاى».

■ هل ترى أن الولايات المتحدة لا تزال تضغط على القاهرة لإجبارها على المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين؟

- أكيد.. وأنا بقول للأمريكان: «واحد معاه قنبلة وجاى يقتل ماذا أفعل؟ ولماذا لم تجروا مصالحة مع بن لادن؟».

■ متى تنتهى هذه الأزمة؟ وهل هى مرتبطة ببقاء أو خروج أوباما من الحكم؟

- أوباما انتهى، أعضاء حزبه يصوتون ضد قراراته فى الكونجرس، ولا أعرف متى تنتهى هذه الأزمة.

■ يبدو أنك مصدوم من موقفهم تجاه مصر؟

- أنا مصدوم من موقفهم الداعم لجماعة الإخوان، وتحدثت معهم كثيراً، وأغلبهم كانوا مع موقفى، ومنهم جون كيرى وهاجل وزير الدفاع قبل أن يصبحوا وزراء، لكن موقفهم تغير بعد توليهم السلطة، وهم طرحوا عليهم سؤالا: «ماذا نفعل لو أن الإخوان رفضوا نصائحنا باستخدام العنف؟»، فقلت لهم: «الجماعة مزنوقة، وتحتاج إلى دعمك سياسيا، وهم ضعفاء الآن»، وخرجت من الاجتماعات بأن الداعمين الحقيقيين للإخوان الرئيس أوباما ورايس.

■ وماذا عن ملف الانتخابات البرلمانية.. هل حزب المصريين الأحرار سيعيد النظر فى انضمامه لقائمة «فى حب مصر»؟

- بكل صدق ودون مجاملة.. «المصريين الأحرار» حزب لا يريد أن يكون معوقا لعمل الرئيس السيسى، لأسباب وطنية بحتة، وهى أن البلد فى ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية لا تحتمل الصدام أو الاختلاف، حتى لو أخطأ الرئيس فنحن معه.. نحن فى مرحلة اصطفاف وطنى، وسنكون داعمين معه، رغم أننا لدينا تحفظ على طريقة تكوين القائمة، وبعض الشخصيات المنضمة إليها، وهذا جعلنا لا نتحدث عن نسب أو حصة من القائمة.

■ ما رأيك فى الاتهامات التى وجهت للقائمة بأنها مدعومة من الدولة وأن الأجهزة الأمنية هى التى شكلتها؟

- هذا القول فيه شىء من الصحة.

■ هل تمول قائمة فى «حب مصر»؟

- لا.

■ هل من الممكن أن يكون حزب المصريين الأحرار حزب الرئيس؟

- أنا ضد فكرة حزب الرئيس، لأن الرئيس السيسى لو أصبح له حزب، فسيخاصم باقى الأحزاب، ولنا أن نتخيل أن باقى الأحزاب ستتكتل ضد الرئيس. وفكرة أن الرئيس لا بد أن يكون له حزب وأغلبية برلمانية يستطيع من خلالها تنفيذ أفكاره وقراراته- كلام فارغ، لأن الرئيس السيسى جاء بأغلبية 93% وهى شعبية كاسحة لم يأت رئيس مصرى بمثلها من جموع الشعب فى انتخابات نزيهة، وليس كما حدث فى عهد عبدالناصر الذى كان يأتى باستفتاء مزور ونسبة نجاح 9٩.٩%.

بما يعنى أن مواطن واحد فقط رفض أو فضل الجلوس فى منزله. الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يحتاج لحزب، وبعض أعضاء حزب المصريين الأحرار يقولون لى: «عايزين نتأكد إنك لست معارضا وتقف خلف الرئيس»، وهو ما أرد عليه قائلا: «أحلف لكم على المصحف».

■ لكن المفترض أن حزب المصريين الأحرار حزب معارض؟

- حزب المصريين الأحرار ليس حزبا معارضا، فنحن فى الحزب لا نعارض من أجل المعارضة، ما دام الرئيس قراراته سليمة والبلد لا يحتمل الصدام مع الرئيس السيسى لأن التحديات كتيرة.

■ ولماذا لم يشارك حزب المصريين الأحرار فى قائمة الوفد المصرى.. ومتى يستمر تفتت القوى المدنية؟

- مفهوم توحد القوى السياسية والمدنية مفهوم خطأ، فهل يعقل أن يجتمع الأهلى والزمالك والإسماعيلى فى فريق واحد؟ المنطق هنا معكوس، الحياة الحزبية الحقيقية فى المراحل الديمقراطية تتنافس على كسب ثقة الناخب، ونحن فى مصر عندما نحاول إنشاء تحالف نصطدم بالتقديرات الخطأ للأحزاب حول نفسها وتأثيرها وحجمها الحقيقى، وهما فاكرين أنفسهم «سوبر مان»، فى الجلسات المتفجرة التى تجمعهم، لكن الأحزاب ناس كارهة بعضها وبتغير من بعضها، وما فيش فايدة، ولا نريد الدخول فى تحالفات تعد فى الحقيقة مضيعة للوقت.

■ لكن البعض يرجع إصرار حزب المصريين الأحرار على خوض الانتخابات منفردا لأزماته السابقة التى تعرض لها فى «الكتلة المصرية»؟

- ضاحكا.. معنى هذا أن الذكى يتعلم من أخطائه، أما الغبى، فهو الذى يكرر فعله اعتقادا منه أنه سيصل إلى نتائج مختلفة، والكتلة المصرية تم تأسيسها فى وقت حرج ضد حزب الإخوان، وحزب المصريين الأحرار اتصدم من أحزاب الكتلة التى كانت تسرق مرشحى الحزب، وأنا شخصيا كنت داعما وحيدا للكتلة، ووجهت لى سهام من قياداتها.

■ ما ردك على الاتهامات التى توجه لك بمحاولة الاستحواذ على البرلمان وتشكيل الحكومة؟

- كلام قهاوى، ومثله «هو النادى الأهلى عايز يفوز بالدورى؟». فى البداية يجب أن يعلم الجميع أن «المصريين» الأحرار ينافس على 200 مقعد فقط، من أصل 600 مقعد، فكيف استحوذ على البرلمان؟ وهل نخوض الانتخابات لكى نخسر؟ لا يمكن بالطبع. والحزب قام بدراسات ميدانية فى الدوائر ورصد نسبة شعبية المرشحين، ولذلك نسبة فوز مرشحى الحزب فى الانتخابات عالية، لأننا اعتمدنا على منهج ديمقراطى فقط.

■ بصراحة شديدة.. ما ردك على الاتهامات الموجهة للحزب بأنه يعتمد على المال ودعم الكنيسة ونواب الحزب الوطنى؟

- أسأل كل واحد يردد هذا الكلام: ماذا تملك أنت؟ هذا كلام فاشل لآخرين يبررون من الآن أسباب فشلهم فى الانتخابات، ولا يوجد شىء اسمه دعم الكنيسة، دى الكنسية هى التى تحتاج دعما، ونواب الوطنى حقيقة لا أنكرها، ولكن حزب المصريين مقتنع بأنه ليس كل من حمل كارنيه الحزب الوطنى فاسد، والشاطر اللى يدور على الشخصيات المحترمة والنظيفة داخل الحزب الوطنى، ومن ممارستنا للعمل السياسى فى السنوات الماضية، اكتشفنا أن المرشحين ومنافسيهم يطلقون على بعضهم الشائعات بأنهم تجار مخدرات ومرتشون، وهذا غير صحيح، وأقول لمن يردد هذا الكلام: «حجة البليد مسح التختة»، وهذا تبرير للفشل قبل السقوط فى الانتخابات.

■ هل ترى البرلمان القادم سيشهد عودة لنواب الحزب الوطنى؟

- طبعا.. وبنسبة كبيرة، ومن خلال أحزاب مختلفة، والحزب الشاطر اللى يدفع بمرشحين شرفاء من الحزب الوطنى، وليس من ثبت عليه فساد.

■ طرح بعض الشخصيات العامة اسم المستشار عدلى منصور الرئيس السابق، كرئيس لمجلس النواب المقبل.. ما رأيك؟

- لا يوجد شخص فى ذهنى الآن أدعو إلى دعمه بشكل مباشر، ولكن المستشار عدلى منصور، الرئيس السابق، رجل قانون على أعلى مستوى، أدار المرحلة الانتقالية بكل كفاءة، ونجح بشكل منقطع النظير، وهو مناسب بكل تأكيد لرئاسة مجلس النواب، الذى يعول عليه الكثير فى إخراج تشريعات تلبى طموحات الشعب بعد ثورتين، كما أن المستشار عدلى منصور يحظى بتوافق بين كل الأحزاب والقوى السياسية، ومشهود له بالحكمة.

■ وما رأيك فى ترشح أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى السابق.. وما أثاره من جدل؟

- هذا الأمر عليه علامات استفهام كثيرة، وأرى أنه أذكى من أن يترشح من نفسه، وأنا شايف إنه واخد ضوء أخضر.

■ كيف ذلك وقد تم استبعاده؟

- إحنا فى مصر.. ممكن تبقى الإشارة حمرا والعسكرى يقول لك عدى، وهنا يكون قرارك إما انتظار الإشارة أو سماع كلمة العسكرى.

■ كيف تقيم مستقبل السلفيين فى البرلمان القادم؟

- فرصة السلفيين من 5 % إلى 10 % ولن تزيد على ذلك، والمشكلة هنا أن بعض الإخوان يؤمنون بالتيار السلفى، ولكنهم انضموا للجماعة لأنها الأكثر تنظيما وإدراكا للواقع.

■ البعض ينتقد صمت الدولة تجاه حزب النور وعدم حله فى ظل إعلان قادته أنهم حزب دينى؟

- أنا ضد دعاوى حل حزب النور، رغم أنه حزب دينى، وثبت ذلك سواء بالشعارات التى يستخدمها أثناء الانتخابات أو تصريحات قياداته، وحظر الدستور الحالى، من قيام الأحزاب على أساسس دينى، لأن الحل معناه أن يتجه كوادره وقياداته إلى العمل السرى مرة أخرى، ويشتغلون تحت الأرض، زى جماعة الإخوان، وهنا تكون المشكلة، فبقاء الحزب أفضل، ودى وجهة نظرى.

■ تسبب بطلان قانونى مباشرة الحقوق السياسية وتقسيم الدوائر فى إرباك المشهد الانتخابى.. من السبب من وجهة نظرك؟

- لجنة الإصلاح التشريعى التى وضعت القوانين، وكان يجب عليها أن تستمع إلى آراء الأحزاب.

والقانونيون الذين تقدموا بمقترحات للقوانين المتعلقة بالانتخابات، ولم يؤخذ بها، مثل حزب المصريين الأحرار الذى تقدم بورقة أكد فيها أن منع مزدوجى الجنسية من التصويت فى الانتخابات يخالف نصا دستوريا، وأيضا تحفظنا على تقسيم الدوائر، لأن فيه خللا، ولهذا شكك البعض فى نوايا اللجنة، وقالوا إن بطلان القانون كان مقصودا، ونحن نريد قوانين لا يتم الطعن عليها بعدم الدستورية أمام المحكمة، وهذا لا يتحقق الا بالرقابة المسبقة على القوانين، وأن تتضمن الأحكام الصادرة مقترحات لحل الأزمة.

■ وهل ترى أن بطلان قانون تقسيم الدوائر ومباشرة الحقوق السياسية كان مقصودا؟

- لا أعرف.

■ متى ستجرى الانتخابات البرلمانية من وجهة نظرك؟

- بمعرفتى بطبيعتنا.. لا نلتزم بالمواعيد، ولو الانتخابات تعرضت للتأجيل إلى ما بعد شهر رمضان تبقى كارثة، وكنت أتمنى وجود بعض رجال القانون والسياسيين فى لجنة إعداد قوانين الانتخابات.

■ هل ترى تأجيل الانتخابات أثر سلبا على المؤتمر الاقتصادى؟

- طبعا.. ويتوقعون ألا تجرى الانتخابات.

■ هل أنت داعم لتعديل الدستور بعد انتخاب مجلس النواب؟

- لا.

■ ولكن البعض يرى سلطات البرلمان تتوغل على صلاحيات الرئيس على سبيل المثال؟

- هل الأفضل أن يراجع 600 شخص قرار الرئيس السيسى فى البرلمان، أم يتخذه الرئيس دون مراجعة؟ والبعض يظن أن قرار الرئيس لو كان صحيحا سيقوم البرلمان بإعاقته، وهذا أمر غير صحيح، والرئيس لديه أيضا صلاحيات كبيرة، مش عايزين نرجع للسابق مثل مبارك الذى لم تكن أى سلطة تراجعه فى قراره.

■ لكن المفترض أن حزب المصريين الأحرار حزب معارض؟

- حزب المصريين الأحرار ليس حزبا معارضا، فنحن فى الحزب لا نعارض من أجل المعارضة، ما دام الرئيس قراراته سليمة والبلد لا يحتمل الصدام مع الرئيس السيسى لأن التحديات كتيرة.

■ ولماذا لم يشارك حزب المصريين الأحرار فى قائمة الوفد المصرى.. ومتى يستمر تفتت القوى المدنية؟

- مفهوم توحد القوى السياسية والمدنية مفهوم خطأ، فهل يعقل أن يجتمع الأهلى والزمالك والإسماعيلى فى فريق واحد؟ المنطق هنا معكوس، الحياة الحزبية الحقيقية فى المراحل الديمقراطية تتنافس على كسب ثقة الناخب، ونحن فى مصر عندما نحاول إنشاء تحالف نصطدم بالتقديرات الخطأ للأحزاب حول نفسها وتأثيرها وحجمها الحقيقى، وهما فاكرين أنفسهم «سوبر مان»، فى الجلسات المتفجرة التى تجمعهم، لكن الأحزاب ناس كارهة بعضها وبتغير من بعضها، وما فيش فايدة، ولا نريد الدخول فى تحالفات تعد فى الحقيقة مضيعة للوقت.

■ لكن البعض يرجع إصرار حزب المصريين الأحرار على خوض الانتخابات منفردا لأزماته السابقة التى تعرض لها فى «الكتلة المصرية»؟

- ضاحكا.. معنى هذا أن الذكى يتعلم من أخطائه، أما الغبى، فهو الذى يكرر فعله اعتقادا منه أنه سيصل إلى نتائج مختلفة، والكتلة المصرية تم تأسيسها فى وقت حرج ضد حزب الإخوان، وحزب المصريين الأحرار اتصدم من أحزاب الكتلة التى كانت تسرق مرشحى الحزب، وأنا شخصيا كنت داعما وحيدا للكتلة، ووجهت لى سهام من قياداتها.

■ ما ردك على الاتهامات التى توجه لك بمحاولة الاستحواذ على البرلمان وتشكيل الحكومة؟

- كلام قهاوى، ومثله «هو النادى الأهلى عايز يفوز بالدورى؟». فى البداية يجب أن يعلم الجميع أن «المصريين» الأحرار ينافس على 200 مقعد فقط، من أصل 600 مقعد، فكيف استحوذ على البرلمان؟ وهل نخوض الانتخابات لكى نخسر؟ لا يمكن بالطبع. والحزب قام بدراسات ميدانية فى الدوائر ورصد نسبة شعبية المرشحين، ولذلك نسبة فوز مرشحى الحزب فى الانتخابات عالية، لأننا اعتمدنا على منهج ديمقراطى فقط.

■ بصراحة شديدة.. ما ردك على الاتهامات الموجهة للحزب بأنه يعتمد على المال ودعم الكنيسة ونواب الحزب الوطنى؟

- أسأل كل واحد يردد هذا الكلام: ماذا تملك أنت؟ هذا كلام فاشل لآخرين يبررون من الآن أسباب فشلهم فى الانتخابات، ولا يوجد شىء اسمه دعم الكنيسة، دى الكنسية هى التى تحتاج دعما، ونواب الوطنى حقيقة لا أنكرها، ولكن حزب المصريين مقتنع بأنه ليس كل من حمل كارنيه الحزب الوطنى فاسد، والشاطر اللى يدور على الشخصيات المحترمة والنظيفة داخل الحزب الوطنى، ومن ممارستنا للعمل السياسى فى السنوات الماضية، اكتشفنا أن المرشحين ومنافسيهم يطلقون على بعضهم الشائعات بأنهم تجار مخدرات ومرتشون، وهذا غير صحيح، وأقول لمن يردد هذا الكلام: «حجة البليد مسح التختة»، وهذا تبرير للفشل قبل السقوط فى الانتخابات.

■ هل ترى البرلمان القادم سيشهد عودة لنواب الحزب الوطنى؟

- طبعا.. وبنسبة كبيرة، ومن خلال أحزاب مختلفة، والحزب الشاطر اللى يدفع بمرشحين شرفاء من الحزب الوطنى، وليس من ثبت عليه فساد.

■ طرح بعض الشخصيات العامة اسم المستشار عدلى منصور الرئيس السابق، كرئيس لمجلس النواب المقبل.. ما رأيك؟

- لا يوجد شخص فى ذهنى الآن أدعو إلى دعمه بشكل مباشر، ولكن المستشار عدلى منصور، الرئيس السابق، رجل قانون على أعلى مستوى، أدار المرحلة الانتقالية بكل كفاءة، ونجح بشكل منقطع النظير، وهو مناسب بكل تأكيد لرئاسة مجلس النواب، الذى يعول عليه الكثير فى إخراج تشريعات تلبى طموحات الشعب بعد ثورتين، كما أن المستشار عدلى منصور يحظى بتوافق بين كل الأحزاب والقوى السياسية، ومشهود له بالحكمة.

■ وما رأيك فى ترشح أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى السابق.. وما أثاره من جدل؟

- هذا الأمر عليه علامات استفهام كثيرة، وأرى أنه أذكى من أن يترشح من نفسه، وأنا شايف إنه واخد ضوء أخضر.

■ كيف ذلك وقد تم استبعاده؟

- إحنا فى مصر.. ممكن تبقى الإشارة حمرا والعسكرى يقول لك عدى، وهنا يكون قرارك إما انتظار الإشارة أو سماع كلمة العسكرى.

■ كيف تقيم مستقبل السلفيين فى البرلمان القادم؟

- فرصة السلفيين من 5 % إلى 10 % ولن تزيد على ذلك، والمشكلة هنا أن بعض الإخوان يؤمنون بالتيار السلفى، ولكنهم انضموا للجماعة لأنها الأكثر تنظيما وإدراكا للواقع.

■ البعض ينتقد صمت الدولة تجاه حزب النور وعدم حله فى ظل إعلان قادته أنهم حزب دينى؟

- أنا ضد دعاوى حل حزب النور، رغم أنه حزب دينى، وثبت ذلك سواء بالشعارات التى يستخدمها أثناء الانتخابات أو تصريحات قياداته، وحظر الدستور الحالى، من قيام الأحزاب على أساسس دينى، لأن الحل معناه أن يتجه كوادره وقياداته إلى العمل السرى مرة أخرى، ويشتغلون تحت الأرض، زى جماعة الإخوان، وهنا تكون المشكلة، فبقاء الحزب أفضل، ودى وجهة نظرى.

■ تسبب بطلان قانونى مباشرة الحقوق السياسية وتقسيم الدوائر فى إرباك المشهد الانتخابى.. من السبب من وجهة نظرك؟

- لجنة الإصلاح التشريعى التى وضعت القوانين، وكان يجب عليها أن تستمع إلى آراء الأحزاب. والقانونيون الذين تقدموا بمقترحات للقوانين المتعلقة بالانتخابات، ولم يؤخذ بها، مثل حزب المصريين الأحرار الذى تقدم بورقة أكد فيها أن منع مزدوجى الجنسية من التصويت فى الانتخابات يخالف نصا دستوريا، وأيضا تحفظنا على تقسيم الدوائر، لأن فيه خللا، ولهذا شكك البعض فى نوايا اللجنة، وقالوا إن بطلان القانون كان مقصودا، ونحن نريد قوانين لا يتم الطعن عليها بعدم الدستورية أمام المحكمة، وهذا لا يتحقق الا بالرقابة المسبقة على القوانين، وأن تتضمن الأحكام الصادرة مقترحات لحل الأزمة.

■ وهل ترى أن بطلان قانون تقسيم الدوائر ومباشرة الحقوق السياسية كان مقصودا؟

- لا أعرف.

■ متى ستجرى الانتخابات البرلمانية من وجهة نظرك؟

- بمعرفتى بطبيعتنا.. لا نلتزم بالمواعيد، ولو الانتخابات تعرضت للتأجيل إلى ما بعد شهر رمضان تبقى كارثة، وكنت أتمنى وجود بعض رجال القانون والسياسيين فى لجنة إعداد قوانين الانتخابات.

■ هل ترى تأجيل الانتخابات أثر سلبا على المؤتمر الاقتصادى؟

- طبعا.. ويتوقعون ألا تجرى الانتخابات.

■ هل أنت داعم لتعديل الدستور بعد انتخاب مجلس النواب؟

- لا.

■ ولكن البعض يرى سلطات البرلمان تتوغل على صلاحيات الرئيس على سبيل المثال؟

- هل الأفضل أن يراجع 600 شخص قرار الرئيس السيسى فى البرلمان، أم يتخذه الرئيس دون مراجعة؟ والبعض يظن أن قرار الرئيس لو كان صحيحا سيقوم البرلمان بإعاقته، وهذا أمر غير صحيح، والرئيس لديه أيضا صلاحيات كبيرة، مش عايزين نرجع للسابق مثل مبارك الذى لم تكن أى سلطة تراجعه فى قراره.