مهما كنتَ عاشقا للأهلى، ومنتميا له وحالما بمستقبل أفضل وأجمل، وبطولات وانتصارات أكثر.. فلن يسعدك.. أو من المفترض ألا يسعدك.. أن يطرح محمود طاهر، رئيس النادى الأهلى، مشروع الاستاد الجديد فى الشيخ زايد على مستثمرى العرب والعالم أثناء مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، بينما اتحاد مصر لكرة القدم لا يزال مشغولا بمن سيتولى الإشراف على المنتخب الأول.. ولا أقصد بالتأكيد أن أسرق حق كل أهلاوى فى أن يعتز ويفرح بمجلس إدارته، الذى اجتهد وتعب رئيسه وأعضاؤه وهم يخططون ويعدون التصور النهائى لملعبهم الجديد اللائق بتاريخ ناديهم العريق ومكانته..
وأعرف بشكل شخصى كم الجهد والوقت والمعاناة الذى تطلبه إعداد هذا الماكيت.. لكننى فى النهاية مواطن مصرى.. وواثق بأن الأهلى كان وسيبقى ناديا مصريا.. ومهما واجتهد وسبق الآخرين حلما وطموحا وإنجازا وإبداعا.. فهو فى النهاية أحد الأندية التى يديرها اتحاد الكرة الذى لا يزال رافضا أى تطور أو تغيير أو حتى محاولة اللحاق بالزمن الحالى فى أى شىء له علاقة بكرة القدم.. ومهما تغير الأهلى أو تطور فسيبقى فى النهاية محكوما بلوائح وأفكار وقيود هذا الاتحاد الحالى الذى لا يختلف فى كثير عن أى اتحاد سابق أو لاحق طالما بقيت المنظومة الكروية تدار بنفس المنطق والمنهج.. وأى مشجع أهلاوى لن يعنى له شيئا هذا الملعب الجديد الفخم والأنيق طالما بقى ممكنا ألا تكون هناك مباريات أو مسابقات، لأن الاتحاد لا يعرف ولم يتعلم كيف يحمى لعبته وينظمها بشكل احترافى لائق.. وبالتالى قد يتحول هذا الملعب فى أى وقت ولأى سبب إلى مجرد مزار كروى سياحى أو شاهد على خيبة مصر الكروية..
كما أن الأهلى لكى يكتمل هذا المشروع العظيم.. يحتاج تسويقيا إلى بيع البطاقات الموسمية لعشاقه فى كل مكان.. وليس فى مصر عاقل بإمكانه أن يبيع أو يشترى بطاقة لموسم قد لا يكتمل، أو لموسمين قد لا يتشابهان سواء من حيث عدد الأندية المشاركة فى المسابقة أو عدد مباريات الموسم.. فالدورى فى بلادنا تحدد شكله ومواصفاته الظروف والمجاملات ودواعى الانتخابات.. ولهذا أتمنى أن يدرك مسؤولو الأهلى أن قدرهم ليس فقط الالتفات لمصلحة ناديهم وطموحاته.. إنما يتعين عليهم أيضا الإسراع بدعوة الزمالك وبقية الأندية الكبرى لوضع تصورات وحلول لإنقاذ الكرة المصرية..
ولا أطالب مسؤولى الأهلى بذلك أو الزمالك أو الإسماعيلى والاتحاد والمصرى كتطوع منهم أو تفضّل، إنما اقتناعا بأنه لم يعد هناك وقت أو مجال لأى حلول جزئية وخاصة.. فالمركب لن يواصل الإبحار لمجرد أن أحد بحاريه يحلم بالوصول للشاطئ.. إنما لابد أن يتقاسم الجميع هذا الحلم وتلك الرغبة.. وإن غرق المركب فلا أحد سينجو لمجرد أنه حاول ألا يغرق.