لأنها مصرُ.. احتشد العالم

فاطمة ناعوت الأحد 15-03-2015 21:27

لأنها مصرُ، احتشد العالمُ ليشهد لحظةَ تعافيها ونهوضها من كبوتها الطاحنة التى أوهنت أركانها بعد ثورتين هائلتين. لأنها مصرُ، توافدت مائةُ دولة، وعشرات المنظمات الإقليمية والدولية وكبرياتُ الشركات العالمية إلى شرم الشيخ لتسجّل اللحظات الأولى لدولة مصر الجديدة الناهضة، وهى تتأهب لتنفض عنها تداعيات السنوات العسرة الماضية التى أرهقت ميزانياتها واستثماراتها ومُدخلاتها الاقتصادية والتنموية. لأنها مصرُ قلبُ العالم، التى إن سقطت، اهتزّت أركانُ الدنيا، وإن استقرّت اشتدّ عودُ المنطقة العربية كلها، اجتمعت دولُ الخليج الكبرى لتدعم البنيان الذى تصدّع فى السنوات الماضية حتى تتنفسَ مصرُ الخيرَ، فيتنفس العربُ. كانت السعودية والإمارات والكويت من أوائل الدول التى دعمت شعبَنا فى ثورة يونيو ٢٠١٣ حتى أطحنا بعصابة الإخوان الخؤون ليسترد المصريون مِصرَهم التى كادت تُستلب، فكان طبيعيًا أن تبادر تلك الدول ذاتُها لترأب صدوع البيت المصرى العريق الذى تزلزل وهو ينفضُ عنه اللصوصَ سارقى الأوطان والتاريخ والهوية. صنّاعُ القرار فى الخليج العربى، يعلمون بفطرتهم الذكية أن المنطقة بأسرها لن تقوم إلا إن استردت مصرُ دورها الرائد، فيعود الاصطفافُ العربىُّ حول الخالدة أرض طِيبة بعدما تنفض عنها روثَ الإرهاب. لهذا قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذى ترأّس وفد الإمارات بمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى: «ما نَضَعه فى مصرَ اليوم هو استثمارٌ لاستقرار المنطقة، سنراه فى الغد القريب بإذن الله، ووقوفنا مع مصر ليس منّة على أحد، بل واجبٌ فى حقها».

ومثلما شرح الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فى كلمته بالمؤتمر خطةَ مصر بعيدة المدى التى تبدأ منذ الآن وحتى عام ٢٠٣٠ من أجل الانفتاح على العالم اقتصاديا وتنمويًّا، وقدّمَ للمستثمرين رسائلَ طمأنة لكى يبذروا بذورهم الطيبة فى أرض مصر بثقة، نطالب الحكومة المصرية بأن تقدم رؤية اقتصادية شفافة واضحة المعالم، واستراتيچية علمية مدروسة تبين مشروعاتنا الاستثمارية المرتقبة فى مجال الصحة والتعليم والصناعة والبحث العلمى وتوفير فرص العمل للشباب ومكافحة البطالة والأمية والنهوض بالمجتمع، كما نطالب رجال الأعمال المصريين أن يكون لهم دورٌ محورى فى تحقيق التنمية والرخاء للمواطن المصرى الذى صبر على شظف العيش على مدى الثورتين وما قبلهما من عقود.

هذا الحضور الكثيف رفيع المستوى الذى شهدته مصرُ فى المؤتمر الاقتصادى من ملوك ورؤساء ورجال مال وأعمال من كل دول العالم، يؤكد للمواطن المصرى أن مصر الطيبة على وشك الانخراط من جديد فى خارطة الاستثمار العالمى، التى خرجت منها خلال السنوات الصعبة الماضية.

إنها مشيئةُ الله ومشيئة المصريين الذين يحملون الفأس للأخضر والزهر، ويحملون السلاح للأمن والحماية، ويحملون الكتاب للنور والعلم، ويحملون القيثارة للموسيقى والحياة.

f.naoot@hotmail.com