رئيس المشاريع التنموية الإماراتية: فجر جديد يبزغ لمصر المستقبل

كتب: أ.ش.أ الجمعة 13-03-2015 13:29

أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة الإماراتي، رئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر، أن العالم بدأ يدرك أن مصر تشهد مرحلةً جديدةً في تاريخها وأن ملامح مصر الجديدة بدأت بالتكون وفق رؤية اقتصادية شاملة تواكب متطلبات القرن الحادي والعشرين.

وأشار «الجابر» في مقال لصحيفة «وول ستريت جورنال»، باللغة الإنجليزية نشرت، الجمعة، حول «بزوغ فجر جديد في مصر» على مرّ التاريخ، قدمت مصر الكثير من الإسهامات المميزة لمسيرة الحضارة الإنسانية، واستفادت الدول العربية والمنطقة والعالم من هذه الإسهامات.

وقال «الجابر»، ونحن في الإمارات العربية المتحدة علاقات متميزة مع مصر تتسم بالأخوة والتعاون وتعود إلى ما قبل نشأة دولتنا الفتية، حيث ترسخت هذه العلاقات طوال العقود الماضية بفضل جهود المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتابعت تطورها في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبالتالي، فإن وقوفنا إلى جانب مصر في هذه المرحلة المهمة من تاريخها، وقيامنا بتخصيص موارد بشرية ومالية لضمان استقرار مصر واستقرار المنطقة، إنما ينطلق من هذه الاعتبارات جميعاً.

وأضاف، تشارك دولة الإمارات هذه الأيام في «مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري»، الذي يعقد في شرم الشيخ ليتيح منصة تقوم الحكومة المصرية من خلالها بإطلاع المستثمرين الدوليين على الخطوات التي بدأت بتنفيذها لتحقيق إصلاحات هيكلية في كل من الاقتصاد، ومنظومة التشريعات والقوانين، وتهيئة مناخ جاذب للاستثمار، والواقع أن عدداً كبيراً من المستثمرين والشركات متعددة الجنسيات من دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، قد أعلنوا بالفعل التزامهم طويل الأمد في عدد من القطاعات الرئيسية في الاقتصاد المصري.

وتابع، ويدرك المسؤولون في مصر، وعلى رأسهم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأنه لا يمكن إيجاد حلول سحرية وسريعة للتحديات التي تواجه الاقتصاد المصري، وأنه لا بد من بذل جهود مضاعفة ومركزة لحقيق الأهداف المنشودة، لذا، باشرت الحكومة المصرية باتخاذ خطوات عملية لتنفيذ الإصلاحات الهيكلية الضرورية لإطلاق الطاقات الكامنة للاقتصاد المصري.

وأردف، لقد بدأ العالم يدرك أن مصر تشهد مرحلةً جديدةً في تاريخها، وأن ملامح «مصر الجديدة» قد بدأت بالتكون وفق رؤية اقتصادية شاملة تواكب متطلبات القرن الحادي والعشرين، لافتاً إلى أن العامين الماضيين شهدا تعاوناً مميزاً بين دولة الإمارات ومصر، حيث تم توظيف اعتمادات مالية ضخمة لتنفيذ العديد من المبادرات التنموية في وقت قياسي، حيث تم إنشاء فريق عمل إماراتي- مصري قام بتحديد المشاريع ذات الأولوية من حيث تأثيرها الإيجابي المباشر والملموس على الاقتصاد والمجتمع المصري، ثم أشرف على إنجازها على أرض الواقع، كما أولت المشاريع التنموية الإماراتية عناية كبيرة لتطوير قدرات الجيل الجديد من الشباب الباحثين عن العمل وتزويدهم بالمهارات اللازمة لسوق العمل.

وقال، فعلى سبيل المثال، حصل أكثر من 100 ألف من الشباب المصري على تدريب مهني من خلال برنامج يهدف لتلبية 50% من احتياجات سوق العمل في عدد من القطاعات المستهدفة، بما فيها قطاعات الإنشاءات والصناعات الكيماوية، وكان من أهم ثمار تلك الجهود المشتركة والمشاريع التنموية توفير ما يقارب المليون فرصة عمل للمواطنين المصريين.

وأضاف، هناك أيضاً إشادة دولية بالتحسن الذي طرأ على بيئة الاستثمار في مصر وتمهيد الطريق للقطاع الخاص للقيام بدور فاعل في المرحلة القادمة، ففي مراجعته الأخيرة ضمن مشاورات المادة الرابعة لأوضاع الاقتصاد المصري، خَلُصَ صندوق النقد الدولي إلى أن مصر تسلك مساراً يؤدي إلى النمو الشامل وخلق فرص عمل جديدة وخفض العجز المالي والتصدي لتحديات تراجع مستويات احتياطي النقد الأجنبي، معتبرًا أن هذه رسالة ثقة مهمة في الاقتصاد المصري.

ولفت «الجابر» إلى أن الإصلاحات الاقتصادية تؤتي ثمارها، فقد استقطبت مصر خلال 2014 نحو 4.1 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات الخارجية المباشرة، وذلك بزيادة 7% خلال سنة واحدة، وقامت وكالتا «فيتش» و«موديز» للتصنيف الائتماني برفع تصنيفهما للرؤية المستقبلية لمصر.

كما أن «مورغان ستانلي كابيتال إنترناشونال» صنفت السوق المصرية بأنها الأفضل أداءً في عام 2014، حيث حققت عائدات بلغت 31%، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يحقق الاقتصاد المصري نمواً بنسبة 4.3% في السنة المالية 2015/2016، وفي ظل هذه التطورات الإيجابية، ليس من المستغرب أن الشركات الكبرى مثل «بريتش بتروليوم» و«كوكاكولا» و«كرايزلر» و«فورد» وغيرها من المؤسسات العالمية، كلها متفائلة بشأن السوق المصرية.

واختتم بترحيب دولة الإمارات بعودة مصر كقوة اقتصادية متميزة في المنطقة مستفيدة من المزايا والمقومات الفريدة التي تمتلكها، بما في ذلك موقعها الاستراتيجي كحلقة وصل بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وكفاءاتها البشرية المتميزة وسوقها الكبيرة وسريعة النمو، مشيرًا إلى أن ما بذلناه من جهود لدعم استقرار اقتصاد مصر والمساهمة في بناء قدراتها البشرية ينطلق من قناعة راسخة بأن استقرار مصر وازدهارها يشكل ضماناً لاستقرار وازدهار منطقة الشرق الأوسط، مضيفًا، لقد حان الوقت الآن لشركاء مصر الدوليين لكي يعلنوا بدورهم عن التزامهم بمساندة مصر بالأقوال والأفعال معاً.