أثار احتفال المدافع البرازيلي ديفيد لويز بهدفه في مباراة باريس سان جيرمان وتشيلسي، في إياب دور ال16 من بطولة دوري أبطال أوروبا، الأربعاء، والتي انتهت بنتيجة «2-2» على ملعب ستامفورد بريدج معقل البلوز ويعلن عن تأهل باريس سان جيرمان لدور الـ8 بقاعدة الأهداف خارج الأرض بعد التعادل بنتيجة «3-3» لمجموع المبارتين، ليثير غضب واستنكار شريحة كبيرة من جماهير تشيلسي، واستغراب كافة متابعي الكرة على مستوى العالم، نظراً لأن «لويز» لعب لتشيلسي لمدة ثلاثة مواسم، قبل انتقاله للنادي الباريسي مطلع الموسم الحالي مقابل 50 مليون جنيه استرليني في صفقة هي الأغلى لمدافع عبر التاريخ، فاعتبرته الجماهير الزرقاء ناكرًا للجميل وأطلقت عليه صافرات الاستهجان.
في الحقيقة، إن احتفال «لويز» بهدفه لم يكن بهدف إثارة غيظ الجماهير الزرقاء، ولكنه كان ردًا بـ«طريقة غير مباشرة» على «مورينيو» مدربه السابق في تشيلسي، والذي شكك في قدراته معظم الموسم الماضي، لم يشركه سوى في 34 مباراة وتحديدًا في 2657 دقيقة، كان في الكثير منها يلعب في مركز خط الوسط الدفاعي.
ورغم تصريحات «لويز» في بداية الموسم، والتي قال فيها أنه رحل عن البلوز برغبته الخاصة، وليس بسبب وجود خلافات مع «مورينيو»، ولكن بدا واضحًا أنه رحل بسبب ذلك.
ويستطيع «لويز» أن يلعب بكفاءة في كافة مراكز الدفاع، كما يستطيع أن يلعب في مركز خط الوسط الدفاعي بطريقة رائعة، ويستطيع أيضًا أن يسدد من مسافات بعيدة، ويقوم بتسديد عدد كبير من الضربات الحرة المباشرة التي تحتسب لفريقه، حيث يتمتع بقدم قوية للغاية في التسديد، مكنته من تسجيل العديد من الأهداف من مسافات بعيدة..
ورغم المبلغ الكبير الذي دفعه النادي الباريسي في التعاقد مع «لويز» من أجل تحسين مستوى الخط الدفاعي بعد رحيل المدافع البرازيلي «أليكس» إلى نادي ميلان الإيطالي، مطلع الموسم الحالي، ولكن الأداء لم يتحسن كثيراً على الرغم من ذلك.
ففي الموسم الماضي، لعب النادي الباريسي في 54 مباراة، وسجل عليهم 44 مباراة بمعدل 0.8 هدف للمباراة، وهو نفس معدل الأهداف التي تسجل عليهم الموسم الحالي، حيث لعبوا حتى الأن في 43 مباراة، وسجل عليهم 36 هدفد بمعدل 0.8 هدف للمباراة أيضًا..
ورغم أخطاء سوء التغطية التي يقع فيها «لويز» هذا الموسم، والتي تكون قاتلة في بعض الأحيان، ولكن يجب ألا يتحمل وحده عدم تحسن المستوى الدفاعي للنادي الباريسي، حيث انخفض مستوى الحارس الإيطالي سيلفاتوري سيريجو عن الموسم الماضي، كما انخفض أداء زميله و«صديقه المقرب» تياجو سيلفا عن الموسم الماضي.
ورغم عدم التحسن، تستمر أرقام «لويز» مع النادي الباريسي هذا الموسم في إذهال الجميع، حيث لعب حتى الأن في 35 مباراة مع نادي العاصمة الفرنسي، وبالتحديد في 3110 دقيقة حتى الأن، سجل فيهم 5 أهداف، منهم 3 أهداف في المباريات الـ3 الأخيرة لفريقه، كما بلغت نسبة تمريراته الصحيحة 89%، وهو ما يبرر إعتماد لوران بلان مدرب البي إس جي، عليه في الكثير من المباريات.
وأكبر دليل على العلاقة الرائعة التي تجمع بين المدرب ولاعبه، هو الاحتضان الحار لـ«بلان» مع «لويز» عقب نهاية المباراة، مهنئًا إياه بالتأهل التاريخي للنادي الباريسي إلى دور الـ8.
ورغم اعتذار «لويز» عن احتفاله بالهدف، إلا أن الرسالة التي أراد إرسالها البرازيلي، إلى المدرب الذي قال عنه إنه «ليس إستثنائي في نظري» قد وصلت.