■ جلس البغدادى يبحث حصيلة الذبح والقتل والتفجير والتدمير التى قام بها داعش.. شعر بالراحة فالعالم أصبح يخشاه ويخاف بأسه والقنوات الفضائية لا تمل من نشر صورته وأتباعه.
■ نام فى مجلسه من فرط الإرهاق ففوجئ بابن تيمية يلكزه بقدمه: قم يا غبى يا فاجر.. كيف تنام بعد ترويعك للآمنين وقد تلوثت يداك بدماء الأبرياء.. وفجرت المساجد والأسواق؟!
■ ارتعد البغدادى: يا مولانا نحن ندافع عن الدين.. وتعلمنا من بعض كتبك.
■ زجره ابن تيمية قائلا: لا تذكر اسمى ولا كتبى فقد شوهتم سمعتى.. ولطختم شرفى ولم تفهموا شيئا مما كتبته فعقولكم غبية.. وقلوبكم كالحجارة.
فهل أنا كفرت أحدا من حكام المسلمين.. لقد كان حكام المماليك فيهم مظالم ولكنى لم أكفر أحدا منهم بل واليتهم ودعمتهم فى حربهم للتتار حتى انتصروا عليهم.. ألم أدعم الملك أشرف بن قلاوون.
■ صاح البغدادى: ولكنك كفرت جنكيز خان؟.. ونحن كفرنا حكام المسلمين تبعا لذلك.
■ غضب ابن تيمية هاتفا: يا غبى هل هناك عاقل يقيس حكام المسلمين بجنكيز خان.. فهذا حاكم وثنى لا دين له أصلا.. وهو جاء يغزو بلادنا.. وقتل مليون مسلم فى بغداد وحدها.. وكان يقول للتتار إنه ابن الله.. وإنه يوحى إليه بكتاب سماه «الياسق».. وكان يلزم التتار باتباعه ومن لا يفعل يقتله.
فكيف تقيس يا غبى جنكيز خان بأى حاكم عربى.. من بنى وطننا وديننا وجلدتنا.. فماذا علىّ إذا لم يفهم البقر؟!
■ هتف البغدادى: يا مولانا أنت كفرت من يتحاكم إلى الياسق، والدساتير الوضعية هى مثل الياسق؟
■ شد ابن تيمية شعره صائحا: يا غبى الياسق هذا كتاب لا يوجد مثله فى أى تاريخ.. حتى الروم والفرس لم يحكموا بمثله.
يا غبى جنكيز خان كان يصعد الجبل ويوهم قومه أنه يوحى إليه.. ويكتب لهم فى الياسق أمورا هى أقرب للجنون والخبل.. ومن لا يطيعها وينفذها يقتله، فمنها على سبيل المثال «من زنى قتل ومن تعمد الكذب قتل ومن سحر قتل ومن دخل بين اثنين يختصمان فأعان أحدهما قتل ومن بال فى الماء الواقف قتل ومن انغمس فيه قتل ومن أطعم أسيرا قتل ومن رمى إلى أحد شيئا من المأكولات قتل بل يناوله من يده إلى يده.. ومن أكل ولم يطعم من عنده قتل ومن ذبح حيوانا ذبح مثله بل يشق جوفه ويتناول قلبه بيده بعد أن يستخرجه من جوفه.
يا غبى: هل وجدت فى كل تاريخ الكون قانونا فيه عقوبة واحدة هى القتل وعلى أى شىء تافه بل قد يكون خيرا.. هذه أقرب إلى التخاريف والخبل منها إلى القواعد القانونية.. يا أغبياء ما علاقة جنون الياسق وجنكيز خان بدساتير وقوانين دولكم؟!..وهل زعم واضعوها أنها مقدسة ومعصومة أو غير قابلة للنقد أو التبديل والتغيير.. أليس هناك شىء لديكم الآن فى البلاد العربية اسمه القانون المعدل؟!
■ طأطأ البغدادى رأسه قائلا: معلهش يا مولانا إحنا فهمنا غلط!!.
■ فضربه ابن تيمية على رأسه: يا غبى من أعطاك الحق فى تطبيق فتاوى قلتها فى جنكيز خان والياسق والتتار على حكام المسلمين اليوم ودساتيرهم وجيوشهم.
يا غبى ألا تعرف أن نقل الفتاوى من زمان إلى زمان أو من مكان إلى مكان أو من أشخاص إلى غيرهم له ضوابط فقهية صارمة أوضحتها فى كتبى؟.
■ بكى البغدادى: سامحنى يا مولانا فقد قست هذا على ذاك.
■ ثار ابن تيمية: لقد دمرتنى وجعلتنى مسخة لكل لسان.. فمن أنت حتى تقيس.. يا غبى القياس له قواعد وأصول.. فهل يمكن أن تقيس فراشة بكلب.. أو حمامة بفهد.. أنت تقيس أمرين مختلفين متناقضين متباينين على بعضهما وتعطيهما حكما واحدا.. أى عقل عندكم حتى تفعلوا ذلك.. ألم تقرأ فى كتبى أننى لا أكفر مسلما قط؟!!
وكتبت مرات «ومازال السلف يتنازعون فى كثير من المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد بكفر أو فسق أو معصية».
■ قال البغدادى: أنا لم أقرأها يا مولانا فسامحنى!.
■ رد ابن تيمية غاضبا: أنت تقرأ بهواك وشيطانك ودمويتك ما تريد وتفهمه كما تريد.
لقد كررت مرارا «لا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه».
ألم تقرأ أننى عندما ذهبت إلى فازان ملك التتار لإطلاق الأسرى أراد أن يطلق المسلمين فقط فرفضت وأصررت على إطلاق أسرى دمشق من المسلمين واليهود والمسيحيين.. وأنت تأتى لتذبح المسيحيين فى عهد المواطنة؟!!
يا غبى أنت لم تقرأ شيئا من كتبى.. وحتى لو قرأتها لن تفهمها وأنا لن أسامحكم أبدا فقد حطمتمونى.