«نيويورك تايمز»: نهج أوباما «العملي» يُفقده فرصة تكوين صداقات مع قادة العالم

كتب: غادة حمدي الخميس 12-03-2015 15:44

6 سنوات مرّت على وصول الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى سدة الحكم، ورغم ذلك، لم ينجح في تكوين علاقات صداقة وطيدة مع غيره من زعماء العالم.

إذ نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن مؤرخين أمريكيين وبعض مستشاري أوباما السابقين في مجال السياسة الخارجية، قولهم إن «المسافة التي يفرضها الرئيس بينه وبين غيره من الزعماء الأجانب تتركه بدون علاقات صداقة دائمة، على عكس ما قام به رؤساء أمريكيون سابقون من تخصيص الكثير من الوقت لتنمية العلاقات الشخصية مع القادة، بهدف استثمارها في حل الخلافات على نحو سلس أو حماية العلاقات المتوترة من الانهيار التام».

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن أوباما يتبع نهجًا «عمليًا جافًا» في التعامل مع قادة العالم، موضحة أن غياب العلاقات الشخصية بدا واضحًا خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأخيرة لواشنطن، ففي حين اتخذ نتنياهو خطوة غير اعتيادية بانتقاده الصريح لسياسة أوباما في التعامل مع إيران، خلال خطاب ألقاه في الكونجرس، جاء رد الرئيس الأمريكي «باردًا» بعد ساعات من إلقاء الخطاب، ولم يجمع الزعيمين أي لقاء رسمي.

وتابعت الصحيفة الأمريكية أن علاقة أوباما بنتنياهو، الذي اصطدم مع رؤساء أمريكيين آخرين أيضًا، كانت صعبة من البداية، لكنها تُثبت «القاعدة» التي يتبعها أوباما في عدم إيلاء العلاقات الشخصية مع الزعماء اهتمامًا كبيرًا، وتوضح الصحيفة الأمريكية أن «أوباما لم يبذل الكثير من الجهد، منذ بداية ولايته، لتحسين العلاقات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والتي شهدت تحولاً نحو الأسوأ، بعد التدخل الروسي في أوكرانيا».

من ناحيته، يقول مارتن إنديك، مبعوث أوباما السابق للسلام في الشرق الأوسط النائب الحالي لرئيس معهد «بروكينجز»، إن «العلاقات الشخصية ليست أسلوب أوباما، على عكس أسلافه من الرؤساء الأمريكيين، فيما يرى مسؤولون بالبيت الأبيض أن العلاقات الدافئة قد تكون أمرًا مرغوبا فيه، إلا أنها لا تؤدي بالضرورة إلى نجاح في السياسة الخارجية الأمريكية، معتبرين أن أوباما نجح في إحراز تقدم بدونها»، وفي هذا الصدد، قال بنيامين رودس، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن «مصالح البلاد هي الدافع الأساسي الذي يعتمد عليه الرئيس في التعامل مع قادة العالم».

وذكرت «نيويورك تايمز» أنه خلال فترتي ولاية أوباما، انحرفت الإدارة الأمريكية في بعض الأحيان عن استراتيجيتها بشأن العلاقات مع القادة، إذ قال مساعدون لأوباما إنه حافظ على علاقة جيدة مع الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، ورئيس كوريا الجنوبية السابق، لي ميونج باك، ولفترة ما مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي أقام علاقات جيدة مع حلفاء مثل رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إلا أنها ليست دافئة بأي حال من الأحوال، وبعد مراحل من الصعود والهبوط، شهدت العلاقة بين أوباما والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تقدمًا إلا أنها انهارت فجأة بسبب فضيحة تجسس الاستخبارات الأمريكية على هاتفها الشخصي، في حين أن الرئيس الأمريكي لم يُقم علاقات تذكر مع قادة مثل رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، ورئيس أفغانستان السابق، حميد كرزاي.

وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن أوباما أوكل في كثير من الأحيان مهمة بناء العلاقات مع القادة لوزير خارجيته، جون كيري، الذي سعى إلى التقرب شخصيًا من عددٍ من الزعماء ووزراء الخارجية، ومن بينهم، وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، كما أن كيرى أمضى ساعات لا تحصى للتودد، دون جدوى، لنتنياهو خلال محادثات فاشلة بشأن السلام في الشرق الأوسط، حسب الصحيفة.