رسالة من قارئ يبحث عن نصيحة

أيمن الجندي الأربعاء 11-03-2015 21:33

وصلتنى هذه الرسالة من أحد القراء أرفعها إليكم لتعطونه النصائح بناء على واقع خبراتكم فى الحياة. تقول الرسالة:

«سيدى الفاضل. أتابع منذ فترة ما تكتبه عن قضايا الحياة والعلاقات الإنسانية، ويجذبنى تحليلك لها، بغض النظر عن الوصول إلى رأى محدد فيها، فليست كل الأمور يمكن الوصول فيها إلى رأى قاطع.

ويلح على منذ فترة طويلة سؤال محير: متى يعتبر الحب إثما؟ وما العمل إذا جاء الحب فى وقت غير مناسب وفى ظروف غير مواتية؟ وماذا يفعل رجل أربعينى إذا وقع فى غرام فتاة تصغره بأربعة عشر عاما؟ أَسَرته بحسنها ورقتها وأخلاقها ووجد فيها كل ما يفتقده فى زوجته وملكت عليه كل مشاعره وتفكيره، حتى إنه أصبح لا يبالى بزوجته إن وصلت أو قطعت طالما يرى حبيبته ويتحدث إليها.

وكيف يتصرف حين يجد كل الظروف المحيطة تدفع فى اتجاه هذا الحب، فمن ناحية يجد زوجته التى يعيش معها مشكلات ومشاحنات منذ سنين عديدة وقد ابتعدت عنه روحيا وجسمانيا بشكل كامل ويترسخ فى وجدانهما أنه لا أمل فى التقارب وانصلاح الحال.

بينما على الجانب الآخر أجد لدى حبيبتى الابتسامة البشوشة والروح السمحة والتفاهم فى كثير من المواقف والآراء والأسلوب المتحضر لتناول القضايا الخلافية، وفى نفس الوقت لا أستطيع أن أمنع نفسى عن التعبير لها عن مشاعرى بطريقة غير مباشرة عن طريق نظرة أو عبارة مجاملة أو رسالة قصيرة أو إيميل فلا أجد منها رفضا أو انزعاجا، وكان فى إمكانها أن تصدنى ولكنها لم تفعل، مما يزيد تعلقى بها ويرفع من سقف الآمال.

وكيف يكون الحال عندما ألجأ إلى المولى عز وجل فأصلى صلاة الاستخارة مرات عديدة حتى إننى ذهبت لأداء العمرة وصليت الاستخارة فى صحن الكعبة المشرفة، فما وجدت فى نفسى على مدى ثلاث سنوات إلا زيادة التعلق بها واستحواذها على كل مشاعرى، فى الوقت الذى لا تبذل فيه زوجتى أى مجهود للاحتفاظ بزوجها الذى تدّعى أنها تحبه.

أنا لا أضمر شراً لأى منهما، فلا أنا أسعى للهو أو اللعب بمشاعر حبيبتى بل أتمناها زوجة فى النور أسعدها وأسعد بها، ولا أفكر فى التخلى عن أولادى أو زوجتى إلا إذا رغبت هى فى ذلك. برغم كل ذلك أجد نفسى يساورنى الشك: هل هذا الحب خطأ أم صواب؟ فنحن نعلم أن القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولقد كانت مشيئته أن ألتقى بحبيبتى فى هذا الوقت وهذه الظروف، ويشهد الله أننى حاولت أكثر من مرة الابتعاد عنها والتوقف عن التفكير فيها، ولكن فى كل مرة أجد من الظروف أو من رد فعلها الودود أو من جفاء زوجتى ما يجعلنى أعود إليها وأتعلق بها أكثر.

حتى وصلت إلى اللحظة الموعودة ووقعت المواجهة، فشرحت لها موقفى فوجدت منها تحفظات كثيرة على الوضع برمته، ولكنها لم تصدنى، فأراحنى موقفها هذا كثيرا وطمأننى إلى أنها باقية على الود والتواصل بيننا فى إطار الزمالة، ولكن من ناحية أخرى أجد أن فرصها فى الارتباط بمن هو أنسب لها منى قائمة فهى مازالت فى الثانية والثلاثين، ولكن فى نفس الوقت لا أستطيع أن أمنع نفسى من التفكير فيها. فماذا أفعل؟ أرجو ألا تبخلوا علىّ بالرد والنصيحة».

انتهت رسالة القارئ وفى انتظار نصائحكم.

aymanguindy@yahoo.com