تقول الأسطورة السياسية في تل أبيب، إن سوق «محانيه يهودا»، هو أحد أهم الأماكن الأكثر قدمًا في السياسة الإسرائيلية وأفضل استطلاع للرأي قبل الانتخابات، وبحسب موقع «المصدر» الإسرائيلي، فإن القادة الإسرائيليين يؤمنون بأن من ينال محبة بائعي السوق، يفوز بسهولة في الانتخابات، أما من يقابله الباعة بهتافات الازدراء أو يرمونه بالبيض أو الخضراوات، فإنه سيفشل لا محالة.
بعد أسبوع من الآن، وتحديدًا في 17 مارس الحالي، تشهد إسرائيل انتخابات الكنيست رقم 20 في تاريخها، وهي الانتخابات التي تشير استطلاعات الرأي فيها إلى تقدم «المعسكر الصهيوني»، الذي يتزعمه يتسحاق هرتسوج وتسيفي ليفني، على حزب الليكود، بزعامة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلا أن هرتسوج، ورغم هذه النتائج، قرر، مؤخرًا، أن يخوض بنفسه استطلاع رأي «محانيه يهودا»، حيث نزل إلى السوق والتقط الصور التذكارية مع الباعة.
يولي الساسة الإسرائيليون، حاليًا أهمية كبيرة للتواصل مع الجماهير من خلال المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، لذلك يستثمرون الكثير من الأموال في هذه الحملات الإعلانية الإلكترونية، التي تصل لآلاف الأشخاص في وقت قصير جدًا، وأصبحت طريقة أسهل للتواصل مع الجماهير، عن النزول للشارع وعمل لقاءات جماهيرية، إلا أنهم في نهاية الأمر، يخضعون لـ«اختبار السوق».
«اختبار السوق» أيضًا لا يفرق بين سياسي ومخضرم أو شخص حديث العهد بالسياسة أو على الأقل ليس من نجومها، فنجده مقصدًا لرئيس الوزراء الأسبق، أرييل شارون، والرئيس السابق، شيمون بيريز، تمامًا كما هو الحال بالنسبة للنائب أوري أريئيل.
كما يعد «اختبار السوق» من أهم الاختبارات، التي يحرص كل من يفكر في الدخول إلى الحياة الساسية على المرور بها، مثل رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، جابي أشكنازي، الذي تجوّل في السوق ليُظهر شعبيته لدى الناس.
ويشير موقع «المصدر» الإسرائيلي إلى أن «أسطورة السوق تتعلق بالرموز التي يُمثلها. زيارة السوق تعني الاختلاط بالأشخاص البُسطاء، الأشخاص الحقيقيين، الفقراء، الذين لا يزورون المجمّعات التجارية الكبيرة ولا يرتادون المقاهي الفاخرة»، ويتابع الموقع: السياسي الذي ما زال يُمارس «اختبار السوق» هو «ابن الشعب»، «واحد مننا»، وسيقف الناس خلفه في يوم الانتخابات أيضًا.