في ٢٨ أكتوبر ١٩٢٨وفى سوهاج ولد الدكتورمحمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر السابق، وهو حاصل على الدكتوراه في الحديث والتفسير في ١٩٦٦، وعمل مدرساً بكلية أصول الدين، ودرّس في جامعات ليبيا والمدينة المنورة وعُيّن مفتيًا للديار المصرية في ٢٨ أكتوبر ١٩٨٦ وشيخًا للأزهر في ٢٧ مارس ١٩٩٦، وقد توفى «زى النهارده» فى١٠ مارس٢٠١٠.
يقول الدكتور أحمد كريمة كريمة: قال الله عز وجل: «وإذا قلتم فاعدلوا» «وقولوا للناس حسنا»، على ضوء ما ذكر وما يماثله فإن العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوى علم بارز في الأزهر الشريف في العصر الحاضر، فأولا هو مفسر لكتاب الله وهذه الرتبة لا يصل إليها إلا المجتهد من أكابر الراسخين في العلم، وقد فسر القرآن الكريم كاملا في «التفسير الوسيط» بالإضافة إلى تضلعه بعلوم القرآن الكريم.
فيعد علم الأعلام في هذا الباب من العلم وبراعته في الدعوة الإسلامية في الخطابة والندوات ومساهماته في الإعلام الدينى التخصصى، فهذه المهام تجعله في مصاف كبار العلماء بالإضافة إلى سعة اجتهاداته وعزوفه عن تقليد موروثات تراثية ففتح باب الاجتهاد الفقهى بشجاعة تحسب له في المعاملات المصرفية المالية المستحدثة مثل الودائع من جهة العوائد فأفتى بأنها مضاربة استثمارية وهذا يتفق مع مبادئ ومقاصد الشريعة الإسلامية لأنه لم يقم الدليل القطعى على ربويتها كما يشيع الجهلاء والمتطفلون على موائد العلم.
كذلك اجتهاداته في أمور تتصل بالواقع المحاصر مثل عادة النقاب فهى من قبيل العادات في باب الألبسة وليست أصلا من أصول الإسلام.
أما عن شمائله الشخصية فمع انفعالاته إلا أنه كان طيب القلب وقد خلت المشيخة من نظم الشللية والمحسوبية والبيئة المكانية وصمد أمام محاولات التشويه من خفافيش الظلام كالمتسلفة الوهابية وجماعة الإخوان وبعض التقليديين في الأزهر.
وفيما يتعلق بواقعة المصافحة مع شخصية يهودية واستقباله لحاخام يهودى فإن الإسلام لا يعادى اليهودية مثل الرموز المسيحية، أما الأمور السياسية فلا توجد مؤاخذات معتبرة على شخصية الإمام فلم يتلون ولم يتحول.