شدد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية على دعم الجامعة العربية للشرعية سواء في ليبيا أو اليمن، مؤكدًا أنه آن الأوان لبلورة موقف عربي موحد إزاء مختلف التحديات المطروحة، بما يعكس فعلاً لا قولاً الإرادة السياسية العربية الجماعية المطلوب استنهاضها لإدارة شؤون الأزمات والقضايا المصيرية التي تواجه حاضر هذه الأمة ومستقبلها.
وقال «العربي» أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية (143) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، الاثنين، إنه بانطلاق أعمال هذه الدورة الهامة، يباشر المجلس الوزاري أعمال التحضير الفعلية للقمة العربية المقبلة المقرر عقدها في 28 الجاري برئاسة جمهورية مصر العربية في شرم الشيخ.
ولفت إلى أن الرأي العام العربي والرأي العام الدولي ودوائر صنع القرار في مختلف الدول تتطلع، إلى ما سيصدر عن هذه القمة من قرارات عربية جماعية تتناسب مع التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها ما يتعلق بتطوير آليات العمل العربي المشترك، وتفعيلها للانتقال بجامعة الدول العربية من مصاف الجيل الأول من المنظمات إلى مصاف الجيل المعاصر من المنظمات الإقليمية والدولية في أنظمتها التأسيسية وأساليب وآليات عملها.
وأشار إلى أن هناك مخاطر في هذه المرحلة الحرجة، تتطلب الارتقاء إلى مستوى المسئولية والتفكير في اتخاذ قراراتٍ مبتكرة وجدية لمواجهة النيران المشتعلة من حولنا شرقًا وغربًا، قراراتٍ تستجيب لمتطلبات هذه المرحلة، وتتجاوز في مضمونها ما اعتدنا عليه من قوالب جامدة وأُطر تقليدية لم تعد مُجدية في هذا الزمان للتعامل مع ما نواجهه من محن وأزمات خطيرة، مطالبًا أن تكون الجامعة العربية أكثر قدرة وفاعلية على الاستجابة السريعة لما يعصف بالمنطقة من تغيرات وما تواجهه من مخاطر جسيمة.
وأشار إلى أن الأمن القومي العربي يواجه مخاطر تتصاعد حدتُها وتداعياتُها على جميع بلدان المنطقة، ولعل من أخطرها ما نشهده اليوم من تمدّد سرطاني لأنشطة جماعات الإرهاب والتطرف العابرة للحدود والتي تتخذ من الدين الإسلامي الحنيف، زورًا وبهتانًا عباءةً لجرائمها وانتهاكاتها البشعة عبر نشر ثقافة الموت والقتل والدمار لكل ما يُميّز هذه المنطقة العريقة من تنوع ديني وإثني وحضاري وإرث ثقافي.
وأوضح برز بأوضح الإرهاب في الجرائم التي ما زالت مشاهدها الشنيعة ماثلةً أمامنا فيما يشهده العراق الشقيق من عمليات تدمير شاملة وممنهجة لإرثه، وحرق البطل الأردني معاذ الكساسبة.