قال محمد محمود الحريرى، الحاصل على الجنسية النمساوية بالتنازل عن المصرية، إنه كان يعمل محامياً فى مصر، وسافر فى أغسطس 1992، بهدف البحث عن فرص حياة أفضل، والآن يعمل فى مجال الصحافة والإعلام، ولديه موقع تلفزيونى على شبكة الإنترنت باسم «التليفزيون المصرى الأوروبى».
وأضاف «الحريرى»، فى مقابلة عبر البريد الإلكترونى، أنه حصل على الجنسية النمساوية هو وزوجته وأبناؤه، فى صيف عام 2003، بعد11 سنة من إقامته الدائمة فى فيينا، موضحاً أن القانون النمساوى يشترط إقامة كاملة بالبلاد لمدة 10 سنوات، مشيراً إلى أنه تنازل عن الجنسية المصرية عن طريق تقديم طلب إلى السفارة المصرية فى فيينا، والتى أرسلته بدورها إلى مصر، وأصدر وزير الداخلية قراراً بعد نحو شهرين، بالسماح لهم بالحصول على الجنسية النمساوية مع عدم الاحتفاظ بالجنسية المصرية، وسلم القرار إلى السلطات الإدارية فى النمسا.
وحول شعوره بعد تنازله عن الجنسية، قال الحريرى إن شعوره لم يختلف بالتجنس، لأنه وأسرته مصريون لحماً ودماً، وعندما ذهبوا إلى مبنى بلدية فيينا لأداء قسم المواطنة الجديد، كانوا سعداء، لأن حصولهم على الجنسية يدعم من وضعهم فى البلاد؛ حيث يكون لهم المزيد من الحقوق الاجتماعية، والقانونية، والمسكن، والعمل، وغيرها، لكن الجنسية لم تحول شعره إلى اللون الأصفر، ولم تجعل بشرته شقراء، خاصة أن النمساويين ينظرون إليه على أنه أجنبى، لكن فى ظل احترام متبادل، كما أنه من الناحية القانونية نمساوى لهم حقوقهم وعليهم التزاماتهم، مستدركاً: «لكن ذلك لا يمنع حدوث بعض الاستثناءات فى شكل العنصرية وخلافه، لكنها على أى حال نادرة جداً ويمكن مواجهتها».
وأكد الحريرى أن القانون النمساوى يعطى أبناءه الحق فى الاحتفاظ بالجنسية المصرية حتى سن 18 سنة، لكنه لم يفعل ذلك، لأنه يعلم أن مستقبلهم ارتبط بالعيش فى النمسا، لأنها وطنهم الذى ولدوا، وعاشوا، وتعلموا، وعملوا فيه، وليس فى مصر، كما أن لغتهم الأولى وهى الألمانية تحول دون التفكير فى أن يعيشوا فى مصر، مؤكداً أن احترامه للقانون النمساوى يمنعه من التفكير فى استرداد الجنسية المصرية، كما يفعل كثيرون بعد حصولهم على الجنسية الأجنبية.
ولفت الحريرى إلى أن الجنسية تفرض عليه التزامات جديدة، وعليه كمواطن نمساوى احترامها، واحترام القانون النمساوى الذى أعطاه الحق فى الحصول على الجنسية، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك انتماء لوطنه الثانى.
ورداً على سؤال عما إذا كان يزور مصر أم لا، قال الحريرى: «نحن نزور مصر بشكل شبه منتظم، كنت فى مايو 2013 بمكتبة الإسكندرية مرافقاً لوفد من أسرة هابسبورج التى حكمت النمسا حوالى 600 سنة، وكانت رحلة رائعة، وفى ديسمبر من العام نفسه قضيت رأس السنة بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، فى ظل طقس دافئ بعيداً عن الثلوج والبرد، وأولادى وزوجتى قضوا نحو شهرين فى إجازة الصيف الماضى، بين مسقط رأسى فى مدينة المحلة الكبرى بالغربية، والإسكندرية، وكانوا سعداء بالأجواء الاجتماعية التى عايشوها، رغم عدم رضائهم عن انقطاع الكهرباء فى ظل حرارة الجو».
وأضاف: «عندما أصل مطار القاهرة أتحدث اللغة العربية باللهجة المصرية، وأدفع رسوم التأشيرة فى المطار وقيمتها 15 يورو، باعتبارى أحمل جواز سفر أجنبياً، لكن ذلك لا يحول دون شعورى بمصريتى، وإذا أقيمت مباراة كرة قدم مثلاً بين مصر والنمسا أو أى منتخب آخر، فسوف أشجع الفريق المصرى، على الأقل حتى نعوض قليلاً من الحزن الذى يعيشه المصريون منذ ثورة 25 يناير، كما يمكننى الاستثمار والإقامة فى مصر باعتبارى من أصل مصرى».