قرأت منذ أيام الحديث الصحفى الذى أدلى به الزميل الفاضل د. محمد أبوالغار، الذى خانه التوفيق فى اختيار العبارات، واستخلاص النتائج وهو يتحدث عن رئيس الدولة، والسيد عمرو موسى.. ثم تابعت بإعجاب الرد السريع والواضح من رئاسة الجمهورية، الذى صيغ بعبارات مغلفة بالأدب والرقى الذى أصبح سمة مميزة لرئيس الدولة.. ثم قرأت مقالاً للكاتب الصحفى أنور الهوارى تحت عنوان «أين الاحترام يا دولة الرئيس؟!» وقد وصف الكاتب فترة رئيس الوزراء إبراهيم محلب بأنها تعتمد على التنطيط وليس على التخطيط! ثم وصف سيادته بأنه لا يجيد إلا فنون الطاعة والامتثال بين يدى الرئيس، وأضاف أنه فاقد للتخطيط، فاقد للرؤية، فاقد للبوصلة ويترك مقدرات البلد فى مهب الريح!!
ثم علق على ما صرح به المهندس محلب فى اجتماعه مع المحافظين: «انزلوا للناس واللى مش هيشتغل هيمشى»، ووصف ذلك بأنه انحطاط فى القاموس السياسى للسلطة التنفيذية، ثم أنهى مقاله بسؤال «نحن فى عزبة من؟ أو دكان خردوات من؟!» إذا لم تكن تلك هى السفاهة فماذا تكون؟.
وإذا لم يكن هذا هو الانحدار فى القاموس الصحفى فماذا يكون؟ وأين ميثاق الشرف الصحفى؟ ولمصلحة من يصف الكاتب حالة مصر تحت القيادة الحالية بأنها مركب عائم فى بحر هائج، وموج متلاطم، وليل مظلم ومجداف منكسر وملاح تائه!! منتهى التفاؤل.. والأمل!!
يا سيد أنور.. إن رئيس الوزراء الحالى، والذى لم أشرف بلقائه من قبل، هو أنشط رئيس وزراء فى تاريخ مصر الحديث من حيث سرعة حركته، وقربه من الناس والأحداث، وعمله بالليل والنهار بدأب وإخلاص شديدين.. وقد حزنت لبعض الأقلام التى كانت تعيب عليه نزوله الشارع، وقد يكون هذا صحيحاً فى الظروف العادية، ولكنه بالتأكيد الرجل الاستثنائى فى هذا الظرف الاستثنائى الذى يتطلب هذه النوعية من الرجال المخلصين الأوفياء الوطنيين، وهذا الأسلوب الاستثنائى فى هذه المرحلة الحرجة فى تاريخنا.
أما عن حديث المهندس محلب للمحافظين وتحذيرهم بأنه لا مكان لمن لا يعمل فأعتقد أننا يجب أن نشكره على هذا التصريح ونحييه، بل يجب أن يكون هذا هو شعارنا فى هذه الأيام، فلا مكان بيننا للخامل والبليد، كما لا يجب أن يكون من بين الصحفيين من يعادى الدولة التى تبذل كل الجهد من أجل النهوض بهذا الوطن.
ورداً على سؤاله: «نحن فى عزبة من؟!».. أقول إنها ليست عزبة أحد ولن تكون ولكنها مصرنا جميعاً ونحن جميعاً مسؤولون عنها.
يا سيد أنور، راجع نفسك، واستفتِ قلبك، واعتذر عن خطئك.. ولتقل خيراً أو لتصمت.